اليوم
ستموت كل الأحلام، اليوم سيتم قتل كل الشهداء ثانية، اليوم ستُنكس كل
الرايات التي ظلت خفاقة ترنو لأسوار عكا ومآذن حيفا ، اليوم تذهب كل الدماء
هدراً، وكل التضحيات هباءاً، اليوم ستحل علينا كل اللعنات ، سيلعننا
عزالدين القسام وعبدالقادر الحسيني، ستلعننا دلال المغربي ويلعننا فارس
عودة ، وحتى أحمد الشقيري سيلعننا، وسيلعننا الأنبياء والثوار، وستلفظنا
ذرات التراب في فلسطين،وسيلعن نفسه هواؤها لأنه في رئتينا وسيلعننا،وسيلعن
حناجرنا ماؤها ويلعننا، وسنمسي مع التصفيق والنهيق بالأمم المتحدة فور
إعلان قردتنا المؤودة أمة من الملعونين.
منذ إقتراح برنامج النقاط
العشر وصولاً إلى إعلان ما سمي بالاستقلال في الجزائر عام 1988، بدأت أرضّة
التفريض تأكل عصى المُسلمات، وهناك من حاول أن يمسح من ذاكرتنا الرقم 48
ويكرس مكانه الرقم 67، هناك من دمغ ذاكرتنا بالنسيان، وألحقها بخانة الهوان
والخوار،وجعل من فلسطين التاريخية فكرة خشبية،فكرة لاواقعية، وتبرع لنا
بعيون مهزومة لنرى فيها قزميتنا، ولم يبخل علينا بالنصائح تحت ستار الحرص
على حياتنا وعلى عقولنا، فقال تعالوا لنكن واقعيين فلم ولن تقاوم العين
مخرز، ولن ينتصر رخيص دمكم على ثمين سيفهم.
وكان التنازل عن ذرة تراب
يُعد جريمة خيانة عظمى عقوبتها الإعدام، وكان التفاوض اعتراف والصلح
استسلام،وكلها جرائم خيانية موصوفة،ثم أصبحت واقعية، ثم أصبحت ممراً
إجباريا في ظل عالم القطبية الواحدة،ثم أصبحت سياسة الأمر الواقع، ولكن أن
تتحول إلى مشروع وطني،والأنكى أن تكون محط تأييد الغالبية العظمى من الشعب
الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية، فهذا زمن الوهن، ولكن لا غرابة
والأعراب يعترفون بأنهم نعاج على رؤوس الأشهاد، والأشد إيلاماً أن هاتيك
النعاج تريد مقارعة الأسود، وهي حتى تخشى الذئاب.
هناك في زحمة
اللواط الأممي من يصف الرافضين للخلع بالنشاز،فلا يجوز أن يكون هناك من
أسبل عليه لباسه وكل العرايا قد جاؤوا بعوراتهم ليقبحوا وجه فلسطيننا، وكل
من تعري ينظر بعين الوجل والشك لمن مازال يرتدي فلسطينه ثوباً، ويبدو أن
مشعل أعجبته الخلفية العباسية فقال له (إحنا وراك) لم يتغيب أحد عن هذا
الإحتفال.
بمجرد ولادة هذا المسخ سيصبح من الواقع ما يلي:
اولاً: سيتم تكريس حق تاريخي وقانوني وشرعي بالغدة السرطانية (إسرائيل)كدولة مشروعة الوجود.
ثانياً:
سيتم إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينين إلى أراضيهم بحكم أنها لم تكن
كذلك ، فهذه الدولة ستحولهم لمجرد محتلين لأرض التوراة وليس من وجاهة في
المطالبة باعادة محتل إلى الأرض التي حررها أصحابها منه .
ثالثاً:لن
يعترض أحد ولن يستطيع أحد الإعتراض على (إسرائيل) إن قامت بتهجير ما تبقى
من فلسطينين في أرضهم بحكم أنهم بقايا لشعب إحتل أرضهم.
رابعاً: سيكون إعلان يهودية الدولة أمر مشروع قانونياً.
خامساً:لن
يستطيع أحد في التاريخ اللاحق قادر على انتزاع هذا الحق التاريخي الذي
منحناه لأحفاد القردة مهما أوتي من قوة،وسيظل صك الملكية هذا مؤرقاً لكل
الأجيال حتى لو أصبحت الأمة ذات يوم سيدة الكون،
سادساً:إن هذه
الدولة وكما قال نتنياهو فلن تغير شيئاً على أرض الواقع،فلن يتوقف
الإستيطان ولن تتوقف الإعتقالات ، ولن يتوقف تهويد القدس ولن ترفع الحواجز
ولن يزال الجدار إلى آخر اللّنات.
سابعاً: قد يسارع بني صهيون إلى
مطالبتنا بتعويضات عن إستغلال أرضهم التي منحها إياهم الرب منذ أن صلى فيها
النبي عليه وآله الصلاة والسلام كإشارة لإحتلالها من خليفته عمر بن الخطاب
الذي شرد أهلها أبناء الرب.
وما زلنا بكل صفاقة نصفق لأن هذه الدولة
ستتيح لنا أن ندخل محكمة الجنايات الدولية ونأتي بمجرمي الحرب الصهاينة
إليها مكبلين، وهذا دليل على إستشراء عدوى الغباء أو إنتشار الأفيون بأحسن
الأحوال، وقانوناً بعد ولادة الدولة سيكونون أقدر على جلبنا للمحكمة لأنهم
يدافعون عن أرضهم باعترافنا،وأما نحن فننازعهم ملكهم ،ونحن من اعتدى ويعتدي
عليهم منذ أن حرروا أرضهم من إحتلالنا البغيض.
وسؤال لمن ينظر بعين
المهزومين ويرى بأن (إسرائيل) وأمريكا قوى لا تُقهر ، فهل يُعقل أن يقهرهما
الزبائن الليليين لليفني ، وأن يمرر هذا المشروع من تحت أنفهما وهما
يلوكان العجز صبراً، وعلى كلٍ فإن مدة الصلاحية لعباس قد إنتهت مع إعلان
الدولة، وسنرى عباس آخر نفاوضه على حدود قردته الجديدة، وقد يكون ملتحياً
هذه المرة،
وداعاً فلسطين.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.