أخر الاخبار

28‏/11‏/2012

في الليل رشاشاً ونجمة للصبح تشدو



فلسطين
وطني


سيتعافى يوماً ما وطني الجميل...وسيعيد ترتيب الرموز ... سيغير الوطن الجميل جدائله .. فهو يرفض الساكنين فيه...يقتلوه كل يوم باسم المصلحة العليا للوطن ...ووطني الجميل يبتسم ويوزعون كؤوس الخمر على جسده المنهك ويجتمعون حول فتاته ليقسموه مرة أخرى...فهذا الجزء للأكبر وذك الجزء للأقوى وذاك الجزء للأسوء...
باسم المصالحة وإعادة ترتيب البيت يطعنوه وباسم إنهاء الانقسام يقطعوه ألف مرة..
ووطني يعرف ما يريد وهم بجهل وأنانية يختارون بوصلة لا تشير أليه..
المقاومة تجمعنا, الدم والألم يجمعنا بينما السياسة والمصالح تفرقنا وتقتلنا وتلبسنا ألواناً وملابس تعرينا.
ألم يقتنع هؤلاء الساسة في وطني أن جميعهم تجار دم وتجار وطن يعيدون حساباتهم ألف مرة في اليوم ليتأكدوا بأن صفقاتهم لن تخسر...ولا يعنيهم إن خسر الوطن أو خسر الشهيد أو خسر الدم .
ما زلنا نعيش بعصر داحس والغبراء ونكابر ...وما زلنا بعصر الكفر والكفار وزمن الحروب الطائفية والسبايا وقطاع الطرق ..
ما زال الدم في عروق البعض متجمد ولا يسري ...ودم الوطن منساباً على الطرقات وفي كل الزوايا... نبيع الأرض للتجار وعابري السبيل ونقبض الدولار والدينار ...
ما زلنا ببيت يحمينا نهدمه وبصحن يطعمنا نكسره وببلد يقبلنا نرفضها وبشمس تدفؤنا نطفؤها .. ونحمل راية الكفر في المبادئ والأفكار والأخلاق...
نرحب بقاتل سافل ونفتح بيتنا للص والمكار, لنقبض بآخر الليل الذليل صرة دراهم وبرميل نفط وسخ وموقوف مبيوع للص الكبير ببيته السود .
ونخرج بعدها للشعب نعلن نصرنا المهزوم ونقبل يد المتآمر... في الليل أسرار توسخ طهرنا في الليل تقتلنا المصالح ,
و في الليل رشاشاً يقاتل كفرنا في الليل نحمل أكفاناً إلى المذابح, ونبيع لون الدم وطعم الأرض ورائحة التراب لأول قادم يكسر حلمنا , وكأن قرص الشمس لا يكفي لنعيد للورد الجميل بهاؤه , أو أن طائفة بغت فتجبرت فاستوطنت جسدي النحيل وقسمت أجزاؤه والبحر لنصف عاهر يفكر أن التاريخ من عنده بدأ ونصف كافر يفكر أن وحده القادر , كأن الشعب ليس له اسم أو لون سوى لونان يقتتلان ... أو أن في الوطن الجريح سحابة لا تمطر النصر إلا بقدرة هؤلاء.
اليوم وبعد النصر وبعد أن صرخ الشعب بأن الوطن واحد لا يتجزأ ,تماماً كعاشق للبحر يحمي حلمة أو كنجمة في الليل تعيد ترتيب السماء لتزين الأضواء وتنير ليل العاشقين في درب الرحيل إلى الوطن.
اليوم ..لا أرى في الشمس إلا لونها الذهبي ولا أرى في الشعب إلا صوته الأحلى ليعزف بأجساد من رحلوا أهزوجة الوطن المعافي ,
ولا أرى في السياسيين إلا صوت نشاز يعزف منفرداً مقطوعة من اللحن الخبيث ليعيد ترتيب المصالح كما ينبغي أن يصبح تاجراً ,أو سارقاً للصبح ألوان الجمال.
اليوم ...يرحل الشهداء مفتتين ليشبع التجار تفتيتاً فعسى يعود للوطن الجميل جمال وحدته وعسى يعود لثائر سكن الجبال سلاحه والشمس.
اليوم ..يقتنع الجميع بأن رشاشاً وصاروخاً وشعباً واحداً سيعبدوا طرقاً توصلنا الى صفد, وتحمل للشهداء أكليل ورد, وللأسرى قرصا ًمن الشمس الجميلة...ونجمة في الليل تحرسنا وتحرس أرض البرتقال الحزين.
فمن يعاني من عقدة العبثية يمارسها بعيداً عن دمي ويبحث في أوسلو البذيئة عن فتات الذل يأكله وحيداً...
ومن يعاني من مرض التكبر والنفاق في بلادي فليمارس مرضه الخبيث في فطر. فللموز سحر كذوب لا أراه ولن أراه... للموز سحر لا يراه سوى من باع موقفه الجريء بقطف موز أسود تافه...
اليوم ...يسقط المشايخ وأتباع القرضاوي في بئر القمامة , فالقدس لا ترضى بشيخ فاسق...والله لا يرضى بأن يباع ويشترى في سوق التآمر أو بسوق أمريكا وليفني, والله لا يرضى بأن تهان الشام أو تباع القدس على فتاوي نصفها للبيع جاهزة ونصفها الآخر ليبتسم كبير النفط والغاز المسيل للكرامة.
اليوم ...مصر تبيع ترابها المجبول بالدم والكرامة من أجل أن يبقى رئيسها المفتون بأعين العالم الكافر,رئيساً قادراً على صنع العجائب, ويقبل هذا الشيخ المصاب بالذهول والجنون بجيش أجنبي يراقب المعابر... وكأن هذا العالم البشع البذيء لا يجيد سوى تقطيع أجساد الطفولة في بلادي, ولكن ما زال الأطفال في بلادي أسياد البطولة والرجولة والمواقف.
فليرحل السادة الموقر أمرهم , وليتركوا للطفل صندوقاً من البارود و وردة للعشق يرووها , وسيكتبوا بالدم والكبريت اغنية للقدس نعشقها ويعشقنا المقاتل.



بقلم مجدي حمايل









مواضيع مشابهة :

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

جميع الحقوق محفوظة ©2013