أخر الاخبار

03‏/06‏/2013

كفاح النساء

كفاح النساء

 

تولين دالواغلو
من جهة، صفوف من المتظاهرات الشابات العلمانيات اللواتي يدعين الى اسقاط رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان. من الجهة الاخرى، صفوف من الشرطة، ممن لا يترددون في رشهن بالغاز المسيل للدموع، أو باستخدام خراطيم المياه شديدة القوة ضدهن واصابتهن. هذه هي قصة الاحتجاج التركي في شوارع اسطنبول وفي كل شوارع الدولة وهذه هي القصة المأساوية للبنى علمي.
لبنى علمي شابة علمانية من أصل فلسطيني، تحمل الجنسية التركية، من سكان اسطنبول. وهي طالبة وموسيقية ابنة 34 سنة، مترجمة في مهنتها، محبة للجاز وصاحبة حساب نشيط في تويتر وفي شبكات اجتماعية اخرى، وهي ايضا الجريحة الاشد اصابة في الاضطرابات، التي تحولت الى رمز للكفاح في شوارع تركيا. يوم الجمعة اصيبت في رأسها بعبوة غاز مسيل للدموع اطلقت نحوها في ميدان تقسيم، ومنذئذ اجتازت عمليتين جراحيتين معقدتين، ولكن حالتها تبقى خطيرة وليس واضحا اذا كانت ستنجو.
صورة علمي وهي تنقل على الحمالة، تلبس قميصا قصيرا وبنطالا قصيرا ورأسها ينزف، لم تصبح فقط رمزا لكفاح العلمانيين الاتراك ضد اردوغان، بل ولايضا. هذه الصورة تمثل بالنسبة للكثيرين انعدام عدل الحكومة والفارق بين الكلمات الجميلة لاردوغان عن حماية حقوق الانسان والديمقراطية، والعنف الوحشي الذي يمارس على النساء. تلك الشابات، اللواتي يمثلن بشكل واضح الطبقة الوسطى التركية، هن جزء مهم من عشرات الاف المتظاهرين الذين سماهم اردوغان باستخفاف ‘مشاغبي الشارع ممن يقومون بأعمال غير قانونية’.
منذ يومين وأنا أتجول بين الاف المتظاهرين، ولم أجد بعد امرأة واحدة محجبة. هذا موضوع حساس في تركيا، في التسعينيات شاركت نساء كثيرات وأنا منهن، في المظاهرات من أجل حقوق النساء المحجبات في التعلم في الجامعة، خلافا للقوانين المتصلبة في موضوع فصل الدين عن الدولة. ومنذئذ انقلبت الامور رأسا على عقب والكثير بفضل حزب اردوغان الاسلامي الذي يوجد في الحكم منذ اكثر من عشر سنوات. والان، مؤلم أن نلاحظ الغياب عن الاحتجاج للنساء المحجبات وعدم رغبتهن أو قدرتهن على الكفاح من أجل مواصلة وجود نمط الحياة العلماني، وضد المس بشابات مثل علمي. ‘لو كان الحديث يدور عن امرأة محجبة’، قال امس بحزن محلل صحيفة ‘حريات’ سوكرو كوسكساخين ‘لحرص اردوغان والرئيس غول على الاتصال بذويها كي يتمنيا لها الشفاء العاجل’.
خاض متظاهرو الاحتجاج أمس ايضا سلسلة من المواجهات في كل أرجاء الدولة بينهم وبين الشرطة، تضمنت في بعض من الحالات استخدام الغاز المسيل للدموع ولكن تميزت نهاية الاسبوع بارتفاع حاد في مستوى العنف وعدد الاعتقالات. فقد نشرت وزارة الداخلية التركية أمس ان 1700 شخص اعتقلوا بعد ثلاثة ايام من الاحتجاج وادعت بان معظمهم اطلق سراحهم.
في اسطنبول واصل عشرات الاف المتظاهرين الوصول الى ميدان تقسيم وحديقة غازي فيها المكان الذي بدأ فيه الاحتجاج بشكل صراع ضد مشروع عقاري وتطور الى عصيان مدني للجمهور العلماني ضد رئيس الوزراء اردوغان وطبيعة حكمه ذي نزعة القوة. ويبدو ان قوات الشرطة تلقت تعليمات بعدم الاصطدام بالمتظاهرين وابتعدت عن الميدان. وسمحت هذه الخطوة للمتظاهرين بان يضربوا في الموقع عدة خيام ويهتفوا ‘اردوغان الدكتاتور’ ويدعون الى استقالته. وافاد بعض من الصحافيين ممن وصلوا الى المكان بان رياحا من النشوة والامل تسود بين الشباب وكل التجمع يذكر بالكرنفال. في الميدان المركزي في أنقرة بالمقابل جرت أمس مظاهرة اصغر بكثير، بمشاركة نحو الفي شخص فقط.
اما رئيس الوزراء، من جهته، فاختار أمس التعبير عن احساسه بالاهانة. فقد قال بانفعال واضح اثناء اجتماع حول موضوع شعوب البلقان: ‘لاولئك الذين يسمون شخصا مثلي خدم شعبه دكتاتورا ليس عندي ما أقول. همي الوحيد كان دوما خدمة شعبي أنا لست حاكم الشعب ولا أتطلع لان أكون دكتاتورا. انا ببساطة خادم الشعب’.

يديعوت 3/6/2013









مواضيع مشابهة :

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

جميع الحقوق محفوظة ©2013