أخر الاخبار

24‏/06‏/2013

الاشياء التي لن يُحدثكم بيرس عنها

الاشياء التي لن يُحدثكم بيرس عنها

شمعون شيفر
لا ترمي احتفالات ايام الميلاد الى محاسبة النفس علنا، ولا يشذ شمعون بيرس عن هذه القاعدة ايضا. ومع كل ذلك وبعد ان اتفقنا على المبدأ، كان هناك شيء مقلق يثير عدم الارتياح في مشاهدة الفيلم عن حياة الرئيس وعمله، الذي بُث أول أمس في مباني الأمة في اطار الاخراج الضخم للاحتفال بيوم ميلاده التسعين. إن من لم يقرأ بعض الكتب في التاريخ الاسرائيلي كان سيحدث عنده انطباع انه يوجد لكل المشروع الضخم، مشروع النهضة وصوغ صورة الدولة عنوان واحد موسوم باسم بيرس، وليس الامر كذلك. ولا تقولوا إنني أتعلق بالصغائر: لقد اختار بيرس وأشياعه ان يعرضوا علينا تاريخ حياته ولم يكتفوا بعرضه على انه الاسرائيلي الأكثر إجلالا اليوم في العالم، بل أعادوا كتابة التاريخ.
لنبدأ بحرب الاستقلال، ففي حين عرّض كل شاب وشابة في دار الاستيطان العبري وكل ناجٍ من المحرقة رسا على سواحل الدولة التي كانت قد وُلدت قريبا، حياتهم للخطر دفاعا عنها، كان بيرس يشارك في جهد شراء وسائل قتالية، فلم يحارب بالفعل ولم يُعرض حياته للخطر في ميدان القتال. ولنتابع الى تشويه آخر صارخ في الفيلم، إن دافيد بن غوريون هو الذي أمر بالحصول على المعدات لانشاء منشأة ذرية، وكان بيرس المنفذ فقط. لكنه كان يمكن بحسب الفيلم التوصل الى استنتاج ان بيرس هو والد القنبلة الذرية. إنه يستحق في الحقيقة كل ثناء على قدرته التنفيذية لكنه لا يستطيع ان ينسب الى نفسه فضلا ليس له.
اضافة الى ذلك فان بيرس الذي يريد أشياعه منا ان نؤمن بأنه سعى عشرات السنين في احراز السلام بيننا وبين الفلسطينيين هو أحد الموقعين المركزيين على اقامة مشروع الاستيطان في الضفة، وهو اجراء يبدو انه قضى على امكانية التوصل الى تصالح ما في المستقبل. واليكم شيء شخصي، قبل التوقيع على اتفاقات اوسلو في ايلول/سبتمبر 1993 بيوم التقيت أنا وزميلي ناحوم برنياع مع بيرس في بيته في القدس في مقابلة صحافية كان يفترض ان تنشر بعد ذلك ببضعة ايام. وسمع بيرس معنا من المذياع ان وزير الخارجية الامريكي وورن كريستوفر نجح في اقناع اسحق رابين، الذي رفض قبل ذلك السفر الى واشنطن للمشاركة في المراسم.
واستشاط بيرس غضبا فقد رأى ذلك محاولة من رابين لسلبه المجد. وطُلب الينا ان نخرج من الغرفة وهاتف بيرس غيورا عيني الذي كان اعتاد ان يتوسط بين رابين وبيرس في اوقات شجارات شخصية شديدة. ‘إما أنا وإما رابين وإلا فانني سأبقى في البيت’، قال بيرس للوسيط المندهش. ‘هذا الرجل حطم حياتي. فهو يطاردني منذ 16 سنة’، قال صارخا. ستسألون كيف عرفنا الحديث؟ حينما عدنا الى أسرة التحرير تبين لنا أننا نسينا اغلاق جهاز التسجيل.
أظهر بيرس بغضا تاما لرابين ولم يغير رابين ايضا رأيه فيه (‘متآمر لا يكل’). وكل ما عدا ذلك اعادة ترميم للتاريخ. أول أمس في الفيلم صرخ النفاق والرياء من كل مقولة لبيرس في رئيس الوزراء الذي قُتل.
كان يحسن قبل ان يُتم 120 سنة، وهذا ما أتمناه له، أن يتجه بيرس الى الجواب عن بعض الاسئلة عن حياته التي بقيت بلا جواب عنها.

يديعوت 20/6/2013









مواضيع مشابهة :

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

جميع الحقوق محفوظة ©2013