ذكرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في القاهرة أن محكمة جنح
محافظة بني سويف بصعيد مصر قضت يوم الأربعاء 12 يونيو/حزيران بحبس الكاتب
المصري كرم صابر خمس سنوات بتهمة "ازدراء الأديان" في مجموعة قصصية صدرت
قبل أكثر من عامين.
وقال مدير الشبكة جمال عيد لـ"رويترز" إن كرم صابر مؤلف المجموعة القصصية
"أين الله" الصادرة في نهاية 2010 "فوجئ بالحكم" ولم تخطره أية جهة بوجود
بلاغ ضده تقدم به محامون في أبريل/نيسان الماضي، حيث اتهموه بازدراء
الأديان.
وأضاف أن هذا الحكم هو الأول من نوعه الذي يصدر ضد عمل أدبي منذ ثورة 25
يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك.
وأعربت الشبكة عن "قلقها البالغ من عودة قضايا الحسبة الدينية والسياسية
بعد ثورة 25 يناير التي كان من أهم أهدافها تحقيق الحرية للشعب، وألا يسمح
لأحد بأن يلعب دور الوصي على المواطنين. علما ان قضايا الحسبة الدينية
والسياسية كانت سيفا مسلطا على رقبة الإبداع وحرية التعبير في عهد النظام
السابق الذي سقط بإرادة الشعب المصري".
من جهته، قال كرم صابر: "لا يجوز للمؤسسة الدينية سواء الأزهر أو الكنيسة
أن تتدخل في أي عمل أدبى أو تفرض حدودا على خيال الكاتب طالما أنه لا يقوم
بعمل بحث في الذات الإلهية، وهذا لم يحدث حتى في صدر الإسلام، فالكاتب
يستحضر أبطال عمله من خياله وينسج بناء الرواية".
وأكد صابر لـ"بوابة الأهرام" على أن هذا النوع من القضايا لا يجوز بعد
الثورة أن يطرح في ساحات القضاء ودهاليز المحاكم ، فهذا أمر خاص بالنقد
الأدبي وصالونات الأدب والإبداع.
يذكر أن مجموعة من المحامين ببني سويف قد تقدموا ببلاغ رقم 660 في عام 2011
ضد الكاتب إلى المدعي العام لنيابات بنى سويف طالبوا فيه سحب هذه
المجموعة من الأسواق ومصادرتها بسرعة، وتم إخطار مشيخة الأزهر ومجمع البحوث
الإسلامية وهيئة كبار العلماء بوجوب مصادرة هذا العمل الذى يتطاول على
الذات الإلهية ويتهكم على الشريعة الإسلامية وفرائضها، على حد قولهم.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.