أخر الاخبار

24‏/07‏/2013

سقوط الإخوان حرم إسرائيل من احتلال سواحل سيناء


وكيل جهاز المخابرات
كشف اللواء الدكتور محمد مجاهد الزيات، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، مدير المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، أن هناك قلقًا "أوربيا- إسرائيليا- أمريكيا" من انتعاش الحركات السلفية الجهادية في الفترة الأخيرة، وأضاف أن ثورة 30 يونيو أوقفت خطة إستراتيجية إسرائيلية أمريكية، مفادها تنازل مصر عن مساحة 700 كم من سيناء من الساحل، لتوطين اللاجئين الفلسطينيين فيها، مقابل حصول مصر على أرض بديلة في صحراء النقب، مشيرًا إلى أن حركة حماس كانت تبارك هذا المشروع، لافتًا إلى توسيع إسرائيل دائرة تجسسها على الدول العربية، وأكد مجاهد أن هناك أكبر منطقة تنصت استخبارية إسرائيلية موجودة في تركيا، وهناك منظومة رادارية على أعلى مستوى نصبتها الولايات المتحدة الأمريكية جزء منها في تركيا وجزء منها في إسرائيل، لافتا إلى أن هناك علاقة إستراتيجية بين إسرائيل وتركيا واضحة المعالم، وكشف الدكتور محمد مجاهد عن تفاصيل أخرى.

وإليكم نص الحوار...

* ما حقيقة المخطط الإسرائيلى الذي يتحدث عن قيام ما يسمى "دولة غزة الكبرى" داخل الأراضى المصرية لحل المشكلة الفلسطينية؟
- التسمية غير سليمة، الفكرة كان قد طرحها الجنرال الإسرائيلى "جيورا إيلاند" وتتحدث عن تبادل الأراضى الذي بدأ يتكرر في الفترة الحالية، أنه يؤخذ من مصر مساحة تمتد 24 كيلومترًا على الساحل، من أمام مدينة العريش من رفح ثم نزولًا إلى الجنوب،هذه المساحة تعادل 700 كيلو متر يتم توطين اللاجئين الفلسطينيين فيها، وتتحمل مصر التنازل عن هذه المنطقة في مقابل تعمير سيناء وتحويلها إلى مناطق حضارية، ويرصد لها 80 مليار دولار من منظمات يهودية في الخارج، على أن تأخذ مصر في المقابل شريطا يمتد في صحراء النقب وشريطا يمتد إلى الحدود الأردنية عبر إسرائيل.

وفى تقديرى أن بعض الممارسات الخاصة بالمنظمات الفلسطينية في غزة تخدم هذه الفكرة، وعندما قامت "حماس" بالدخول إلى الأراضى المصرية فهذا هدف إسرائيلى جيد أنه ينقل التكدس السكانى في غزة إلى داخل سيناء، وما يحدث من عدم استتباب الأمن في سيناء عقب ثورة 25 يناير كان يقوى الفكرة الخاصة بضرورة إقامة منطقة عازلة بين مصر وبين إسرائيل في سيناء، ولكن في الوقت الراهن أعتقد صعوبة تنفيذ هذا المشروع.

* كيف تقرأ وتحلل ما يحدث في الحدود الشرقية لمصر؟
- الحدود الشرقية لمصر كانت منذ ثورة 25 يناير وحتى تولى الرئيس المعزول سدة الحكم، كانت تنتهك لأول مرة فيها السيادة المصرية بهذا الشكل، في ظل وجود أنفاق تسمح بمرور أفراد ومعدات وسلع دون سيطرة من الحكومة المصرية، ودون تأكيد لهيبة الدولة على هذه الحدود، فالحدود مخترقة، والآن بدأت الدولة تحكم سيطرتها عليها، لكن على جانبى الحدود توجد تنظيمات غير شرعية وفصائل وشخصيات مطلوب القبض عليها، كلها تتحرك هروبا دخولا إلى غزة وخروجا منها، وأصحبت تقوم الآن بعمليات إرهابية مستغلة انشغال القوات المسلحة والشرطة بتأمين التظاهرات.

*وبماذا تفسر صمت الدولة؟
- لأننا ركزنا على العامل الأمنى دون العامل الاقتصادى والاجتماعى والسياسي لسكان سيناء والتعامل مع بعض سكان سيناء على أنهم متهمون إلى أن تثبت براءتهم، وبالتالى حدث نوع من الخلاف وفقدان الثقة بين أعداد كبيرة من أبناء سيناء وأجهزة الدولة، خاصة أجهزة الضبط والسيطرة، فحدثت هذه الفجوة الكبيرة التي انتعشت خلالها الأنفاق وبدأت تظهر طبقة تعيش وتكون ثرواتها من عائد الأنفاق، وتصاعد الأمر بعد ذلك فأصبحت تنظيمات المقاومة تسعى إلى تهريب السلاح الإيرانى وغيره إلى داخل غزة، وبالتالى ظهرت طبقة جديدة أخرى بين سكان سيناء الذين يحققون أرباحًا من عمليات تخزين وتهريب السلاح.

* هل القوات المسلحة المصرية قادرة على إحكام سيطرتها الكاملة على الحدود الشرقية والغربية في ظل تخوف البعض من تدخل بعض القوى السياسية الإسلامية المصرية لمنع الجيش من هدم الأنفاق؟
- قدرة الجيش على فرض السيطرة ترتبط بوجود إستراتيجية للجيش نفسه لإحكام هذه السيطرة وآليات لتنفيذ ذلك، فقد كانت هناك ضغوط معينة على الجيش في تعامله مع التنظيمات الجهادية في سيناء، لكن الآن تلك الضغوط تبددت بعزل الرئيس مرسي، والجيش قادر على ضبط الحدود والانتهاء من هدم الأنفاق وإحكام السيطرة على الحدود، وربما يكون هناك أنصار أو قوى سياسية إسلامية تساند حماس وتطالب بعدم إغلاق الأنفاق، وربما يكون هناك علاقات بين تنظيمات دينية مصرية وأخرى من حماس، لكن كل هذه التنظيمات لا تستطيع أن تقف أو تسفر عن وجهة نظر تقول إن الجيش لا يحكم سيطرته على الحدود.

* كيف ترى تقريرًا للمخابرات الألمانية يؤكد أن مصر أصبحت المركز الرئيسى لتدريب المسلحين الجهاديين على الحدود المصرية؟
-هذا التقرير واضح المعالم يتحدث عن وجود معسكرات لعناصر جهادية موجودة في منطقة مرسي مطروح، وعلى الجانب الآخر في ليبيا، وأن من ضمن هذه العناصر الموجودة سمى هذا التقرير أربعة قيادات ألمانية مطلوب القبض عليهم يعملون وعلى صلة بتنظيم القاعدة، ويدربون أفرادًا في تلك المنطقة ويدفعونهم إلى سوريا، ثم يمولون شراء معدات عسكرية مهربة من ليبيا إلى تلك المناطق، هذا التقرير واضح، بالإضافة إلى تقارير مخابراتية أخرى تتحدث عن معسكرات تدريب عناصر جهادية في جنوب ليبيا، استفادت من تهريب السلاح ومن اندماج ميليشيات التنظيمات السلفية الجهادية الليبية ضمن مؤسسات الأمن، بالإضافة إلى تقارير أمريكية وإسرائيلية تتحدث عن التنظيمات الجهادية المتطرفة في سيناء، وهذه موجودة بصورة أساسية وهناك عدة تنظيمات جهادية ترتبط بالقاعدة موجودة في سيناء، وهناك ملاذ أمن لها داخل بعض القبائل السيناوية وبعض السلفية الجهادية الموجودة في المنطقة تحميها وهذه التنظيمات لها حضور أيضا في سيناء وفى غزة وهناك تزاوج بين الاثنين، وكلما تمت مطاردة العناصر هنا هربت إلى غزة فيصعب تعقبها، وهناك رغبة إسرائيلية وأمريكية وأوربية للحديث عن عدم قدرة مصر على تأمين سيناء، وتسعى إلى طرح فكرة تدويل الأمن في سيناء، والفكرة هنا هدفها توسيع قوات حفظ السلام الموجودة وإمدادها بقوات بما يحد من السيطرة المصرية المطلقة ويسمح بحضور دولى فيما يتعلق بهذا الموضوع.

-هل لك أن تحدثنا عن خريطة التيارات والحركات الإسلامية ومدى خطورتها في مصر؟
لدينا السلفية الجهادية ويتبناها الشيخ محمد الظواهرى، وهذه ترفض النظام السياسي الديمقراطى، لكنها لم تمارس حتى الآن أعمالا إرهابية أو تخريبية، وهى متماسكة ولها عناصرها وتعتبر مرجعية للتنظيمات الجهادية الأخرى أو الفصائل الجهادية الموجودة في سيناء، النقطة الثانية العديد من التنظيمات السياسية الموجودة حاليا أن لم تكن مرتبطة بالسلفية الجهادية، إلا أنها تمثل نوعًا من الدعم المعنوى لتلك التنظيمات، وبعض قيادات تنظيم الجهاد تركت العمل الجهادى وكونت أحزابًا، والجماعة الإسلامية نفسها حدثت لها مراجعات واندمجت في النظام السياسي، ولا توجد خطورة من التنظيمات المتطرفة الآن في مصر أكثر من عناصر صغيرة مرتبطة بتنظيم القاعدة في الساحل والصحراء أو بتنظيم القاعدة الموجود اصلا في باكستان تتحرك فرادى أو مجموعات، وهناك أرضية ملائمة لها، هناك عناصر خرجت من السجون وهناك عناصر عادت من الخارج، ظهر بعضها فيما يتعلق بخلية مدينة نصر، قامت بأنشطة في سيناء وخلاياها الرئيسية تتركز في سيناء.

وهناك قلق إسرائيلى واضح من انتعاش الجماعات الجهادية على الحدود الشرقية مع إسرائيل، التي وافقت على دخول أسلحة ومعدات ثقيلة وأفراد إلى المنطقة "ج" في سيناء، متجاوزة الملاحق الأمنية لمعاهدة السلام، لأنها ترى هذه التنظيمات الجهادية تهديدا للأمن القومى الإسرائيلى.

*إلى أين تتجه منطقة الشرق الأوسط في ظل تطور العلاقات التركية الإسرائيلية؟
- هناك عودة للعلاقات التركية الإسرائيلية، والتعاون العسكري والاستخباراتى قوى بين الدولتين، فأكبر منطقة تنصت استخبارية إسرائيلية موجودة في تركيا، وهناك في تركيا وفى إسرائيل منظومة رادارية على أعلى مستوى نصبتها الولايات المتحدة الأمريكية، جزء منها في تركيا وجزء منها في إسرائيل، إذا هناك علاقة إستراتيجية بين إسرائيل وبين تركيا واضحة المعالم، تركيا موجودة في الإقليم، وتركيا موجودة في دول حوض النيل الآن ولها نفوذ فيها.









مواضيع مشابهة :

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

جميع الحقوق محفوظة ©2013