الدوري الإنجليزي الممتاز ٢٠١٤/٢٠١٣ - البريميرليج
الحلقة الأولى من ملعب البريميرليج بالموسم الجديد عن سوق الستة الكبار "تكتيكياً" كيف ستكون نتائجه وما هي النصائح والدروس المستفادة من اليوم الأخير للسوق، وهل سيكون له تأثير مباشر؟
يُستأنف الدوري الإنجليزي الممتاز مطلع الأسبوع المقبل عندما يفتتح مانشستر يونايتد مباريات الجولة الرابعة باستضافة فريق كريستال بالاس الذي انتصر في آخر زيارة لملعب أولد ترافورد ضمن مباريات كأس رابطة الأندية الإنجليزية نهاية عام ٢٠١١، ويستعد سكان أولد ترافورد في هذه المباراة الحساسة والتي تأتي بعد تعادل وخسارة أمام تشيلسي وليفربول - على الترتيب - لاستقبال صفقة الموسم "مروان فيلايني" القادم من إيفرتون يوم الاثنين قبل الماضي بمبلغ ٢٧.٥ مليون جنيه إسترليني.عشاق ريال مدريد الغاضبين من فلورنتينو بيريز سيترقبون مع كل محبي آرسنال الظهور الأول للموهبة الألمانية "مسعود أوزيل" على ملعب الأوف لايت على رغم من أن فينجر لم يوضح إذا ما كان سيشركه ضد فريق باولو دي كانيو "سندرلاند" أم لا، لكن في كل الأحوال العيون ستتجه نحو تلك المباراة سواء شارك أم لم يشارك «عازف الليل».
صفقات أخرى ستشغل بال عشاق البريميرليج، كيف ستؤدي وهل هي مفيدة؟ وهل كان بالإمكان أفضل مما كان في اليوم الأخير من سوق الانتقالات الصيفي ٢٠١٣؟ أسئلة كثيرة تدور في الأذهان سنحاول تحليلها وتفنيدها لكم في سياق هذا التحليل الشامل الذي شارك فيه رباعي القسم الإنجليزي في جول العربي "محمود ماهر، عادل منصور، محمود عبد الرحمن وفاروق عصام" ومعهم ضيفين من القسمين الإيطالي والإسباني "تامر أبو سيدو وأحمد عطا" - على الترتيب -...
أهلاً بكم في الحلقة الأولى من ملعب البريميرليج في الموسم الجديد ٢٠١٤/٢٠١٣:
يمكن الإجابة على سؤال هل كان سوق مانشستر يونايتد ممتازاً أم لا من خلال صانعي القرار نفسه في الأولد ترافورد .. هناك فتحوا تحقيقاً لمعرفة أسباب هذا السوق الضعيف في الوقت الذي توقع فيه الكل القيام بأكثر من تعاقد لتدعيم الصفوف.
لكن إن حاولنا التفكر في الأمر بشكل الأمر، سنجد أن الأمر لم يكن بهذا السوء، فاليونايتد لطالما اعتاد على القيام بتعاقدات قليلة لكنها تكون عظيمة الأثر كما أن التعاقد الأوحد كان فعلاً في أكثر مركز يحتاجه الفريق وهو لاعب الارتكاز المتقدم وتمثل هذا التعاقد في البلجيكي مروان فيلاييني.
لماذا لم يتم الاكتفاء بكليفيرلي؟
كان غريباً من مانشستر يونايتد أن يظل مصراً على التعاقد مع سيسك فابريجاس في الوقت الذي يبدو فيه مروان فيلاييني بديلاً مثالياً لاعتزال بول سكولز النهائي هذه المرة.
فصحيح إن أرقام سيسك فابريجاس أفضل من فيلاييني إلا أن الأول مناسب أكثر لخطة 4/3/3 أو 4/5/1 التي تمنح حرية أكبر للاعب الارتكاز المتقدم لكن فيلاييني يمتلك وعياً وأفضلية دفاعية على فابريجاس وهو أمر مناسب أكثر لخطة 4/4/2 الكلاسيكية لمانشستر يونايتد والتي تتحول أحياناً لـ4/4/1/1 لكنها أبداً لا تتحول لـ4/5/1 إلا في حالات خاصة جداً من المباريات، لذلك كان من الغريب أن يظل اليونايتد مصراً على المحاولة مع فابريجاس ما وضعه في موقف لا يُحسد عليه بالتعاقد مع الدولي البلجيكي في اللحظات الأخيرة من السوق وكان من الممكن ألا يلحق به ووقتها كانت ستكون الطامة الكبرى بالنظر إلى أن الدوري الإنجليزي ليس كالاسباني، فريال مدريد على سبيل المثال قرر تأجيل التعاقد مع مهاجم للسوق الشتوية بالنظر إلى أن المنافسة الحقيقية في دوري الأبطال تبدأ بعد يناير، لكن في الدوري الإنجليزي فرص خسارتك للنقاط أسهل وما لم تكن تمتلك تشكيلة قوية منذ البداية فإنك بالتأكيد ستخسر الكثير من النقاط.
لكن لماذا لم يتم الاكتفاء بتوم كليفرلي ؟ في الواقع يمتلك كليفرلي بعض الأرقام الأفضل من فيلاييني في الموسم الماضي كنسبة التمرير التي تبلغ 90% بينما يبلغ متوسط فيلاييني 79% كما أن نسبة كسبه للحوارات الثنائية تبلغ 64% في مقابل 55% لفيلاييني لكني أرى أن نسبة التمريرات قد تذوب وسط فريق متميز في التمرير بشكل عام كمانشستر يونايتد.
لكن البلجيكي يمتاز في أشياء فعلاً مؤثرة، فقد سجل 11 هدفاً كما أن دقة تصويبه أكبر بكثير من كليفرلي إذ تبلغ نسبة الأول 60% بينما تبلغ نسبة ناشئ اليونايتد 36% فقط. كذلك خلق فيلاييني 40 فرصة تسجيل لزملائه في حين خلق كليفرلي 19 فرصة وإن اقتدت الدقة أن نذكر أن فيلاييني اشترك في 31 مباراة مقابل 22 مباراة لكليفرلي في الموسم الماضي من البريمييرليج.
كل ذلك يقول إن فيلاييني مكسب كبير لمانشستر يونايتد فهو سيقدم الإضافة الهجومية المنتظرة للاعب الارتكاز المتقدم والتي لم يقدمها كليفرلي بالشكل المطلوب، وكذلك لن يخل بالتوازن الدفاعي المطلوب في 4/4/2 بشكل أكبر مما كان قد يحدث مع سيسك فابريجاس.
أظهرة اليونايتد
أثار إصرار إدارة اليونايتد على عدم القيام بتدعيمات في مركزي الظهير الأيمن والأيسر تساؤلات لدي، فهل لدى الإدارة قناعة بأن رفائيل على سبيل المثال كافي في الفريق ؟ أظن أن الرد سيكون بالإيجاب كما هو الحال أيضاً مع عشاق مانشستر يونايتد.
فإذا قارنا بين رفائيل وظهير أيمن ممتاز جداً ككايل ووكر سنجد أن هناك فارق واضح بين اللاعبين، فووكر على سبيل المثال خلق 53 فرصة لزملائه في مقابل 24 فرصة فقط لرفائيل الذي يتفوق بـ1% فقط في دقة التمريرات على ووكر (84%-83%) لكن سيتلاشى هذا الأمر عندما نعلم أن متوسط مسافة التمرير لووكر تبلغ 20 متراً مقابل 15 متراً فقط لرفائيل وهو ما يعظم من الـ83% لووكر الذي يستطيع التمرير لمسافات أبعد بدقة لا تقل عن رفائيل.
كما أن الظهير الشاب يغيب عن الكثير من المباريات ولا يبدو فيل جونز أو كريس سمولينج بديلان مميزان في هذا المركز بكل صراحة.
لكن هذا لا يعني أن رفائيل ظهيراً سيئاً، بل إنه يمكن التماس العذر لإدارة اليونايتد على عدم جلب ظهير أيمن آخر بالنظر لوجود من هو يمكنه اللعب ولو بكفاءة أقل في هذا المركز لكن ماذا عن مركز الظهير الأيسر ؟
الأمر يثير الاستغراب أن يحاول اليونايتد ضم ظهير أيسر "بجدية" في اليوم الأخير فقط، فإذا قلنا إن ليتون باينز ظل طوال الوقت بعيد المنال فكان على إدارة الشياطين التواصل مبكراً مع إدارة ريال مدريد بشأن كوينتراو حتى لا يبقَ سوى التوقيع فقط إن فشلت صفقة باينز والتي بالطبع تأتي بالنظر إلى تقدم باتريس إيفرا في العمر واحتياج اليونايتد لظهير أيسر موثوق فيه بدلاً من توأم رفائيل الذي لم يقدم أوراق اعتماده أبداً.
لكن يبدو وأن إدارة اليونايتد قد تأخرت كثيراً ووضعت ديفيد مويس في موقف لا يُحسد عليه، ولحسن الحظ أن إيفرا لا يُصاب كثيراً .. على الأقل حتى الآن..!
كاجاوا ظالم أم مظلوم ؟
هذه النقطة بالذات تبدو بعيدة بعض الشيء عن سوق الانتقالات في الانتدابات، لكنها تثير التساؤل حول سوق المغادرين ؟ لماذا لم يرحل شينجي كاجاوا طالما لا يبدو اللاعب مهماً للفريق هكذا ؟
وأنا في هذه الفقرة بصدد الحديث عما إذا كان الياباني ظالماً أم مظلوم .. هو ليس ظالم، لكن بالتأكيد ديفيد مويس هو الآخر ليس مظلوماً..!
الإحصائيات التي لا تكذب أبداً تقول إن كاجاوا حجم تأثيره على الجبهة اليسرى التي لعب فيها أغلب فترات الموسم كجناح أيسر تكاد تكون منعدمة. فبنظرة سريعة لأحد مواقع الإحصاء، نجد أن أكثر من نصف الفرص التي خلقها الياباني كانت من أمام منطقة الجزاء في منطقة القلب ..! وأن أكثر من 30% خلقها من داخل منطقة الجزاء بينما تبلغ 10% فقط من خطورة كاجاوا من الجانب الأيسر للمنطقة.. لا ننسى هنا أن كاجاوا لعب كجناح أيسر..!
ليس هذا فقط، بل إن كاجاوا ليس فقط يخلق الخطورة من القلب وفقط، بل إنه يتواجد بشكل أكبر وبنسبة تفوق الـ65% في بعض المباريات وهو أمر لا يعيب اللاعب فهو بالأصل لاعب يلعب في القلب، لكنه أمر يعيب إدارة اليونايتد التي لم تراعي أن كاجاوا لا يستطيع اللعب في خطة 4/4/2 الكلاسيكية التي تحتاج لأجنحة أكثر منها لاعبين أجنحة مزورة يدخلون لقلب الملعب، فهناك لاعب الارتكاز المتقدم وهناك أيضاً المهاجمان يقومان بهذا الدور، وكلنا نعرف مشكلة مانشستر سيتي المزمنة في تواجد ديفيد سيلفا على مركز الجناح الأيسر واضطراره دائماً للدخول في قلب الملعب ما يخلق فجوة هجومية واضحة في صفوف السيتي لا يغطيها إلا الظهير الأيسر ما يخلق بالتبعية مشاكل دفاعية للفريق في المنطقة الخلفية على هذا الجانب.
وقبل أن يتبادر في ذهنك خاطرة حول أن ويلبيك يمتلك نفس المشكلة، فإن الأخير لاعب مطيع .. يستطيع تطويع نفسه لصالح الفريق، ففي مقارنة بين ويلبك وكاجاوا –كل لاعب في احدى المباريات مع تكرر هذا الأمر في كثير من المباريات- تبلغ نسبة تواجده على الجناح الأيسر حوالي 35%..! في حين يبلغ تواجده في المنطقة حول دائرة المنتصف حوال 15% مقارنة بـ25% لكاجاوا ولا ننسى أنه حتى الرقم الذي يتعادل فيه مع كاجاوا في التواجد في منطقة الجزاء تقريباً بسبب تبادله أحياناً لمراكزه مع وين روني الذي يتحول للجناح الأيسر مع دخول ويلبك لمنطقة العمليات.
رغم أن ليفربول لم ينفق بسخاء في سوق الانتقالات الصيفي المنقضي عكس بعض الأندية الإنجليزية الأخرى، إلا أن هذا الموسم يعد هو الأفضل للنادي من ناحية جودة التعاقدات الجديدة، التي تستطيع أن تخدم فلسفة المدير الفني برندان رودجرز، وهو ما تجلى في بداية الدوري الإنجليزي الممتاز، بفوز النادي في مبارياته الثلاثة الأولى دون أن تهتز شباكه بأي هدف وهي أفضل إنطلاقة في تاريخه، لكن يبقى الشيء الأهم أن هذه الانتدابات هو توافر البديل المناسب في جميع المراكز.
"الريدز" أعاد ترتيب أوراقه بشكل جيد، بالتخلص من اللاعبين الذي كانوا يُشكلون عبئًا على النادي بسبب رواتبهم، ولا يخدمون طريقة لعب المدرب برندان رودجرز ، فتخلص من الأعمدة الرئيسية للفكر الكلاسيكي للمدرب السابق "كيني دالجليش"، أمثال تشارلي آدم، كارول وستيوارت دوانينج، جاي سبيرنج وجونجو شيلفي.
عملاق الميرسيسايد، نجح في بداية الموسم في إنهاء هاجس حراسة المرمى، بالتعاقد مع الحارس البلجيكي سيمون مينولييه من سندرلاند مقابل 10 ملايين يورو، ثم أعار الحارس الإسباني بيبي رينا صاحب المستويات المتذبة إلى نابولي. فمن وجهة نظري فصفقة مينولييه هي الأهم لليفربول هذا الصيف، فهو أفضل حارس في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي من ناحية الاحصائيات، وقد أكد جدارته في المباريات الثلاث الأولى، التي لم تهتز شباكه فيها، وكانت البداية في الجولة الأولى أمام ستوك سيتي عندما أنقذ ركلة جزء في الدقيقة الأخيرة محافظًا على انتصار فريقه بهدف دون رد، فكانت تلك إنطلاقة الريدز وإنطلاقة مينولييه.
تدعيم الدفاع كان على رأس قائمة أولويات برندان رودجرز منذ نهاية الموسم الماضي، عندما أعلن المخضرم جيمي كاراجر تعليق حذائه بعد مسيرة رائعة مع الريدز، بجانب كثرة إصابة الثنائي دانيال آجير، مارتن سكرتل، وبالفعل نجح ليفربول في بناء حائط دفاعي صلد، حيث تطور الدفاع بشكل ممتاز.
البداية كانت بالتعاقد مع المدافع الإيفواري كولو توريه في صفقة انتقال حر بعد انتهاء عقده مع مانشستر سيتي، حيث كان قرارًا صائيًا لرودجرز سيعطيه بالتأكيد الإضافة وسيرفع من التنافسية في الدفاع، نظرًا للخبرات الكبيرة لكولو في الدوري الإنجليزي الممتاز سواءً مع آرسنال ومانشستر سيتي، وهذا ما وضح بالفعل في بداية الموسم حيث ظهر توريه بمستوى متميز أثبت للجميع أنه لازال صخرة يُعتمد عليها.
ولأن رودجرز يتطلع للمدى البعيد فتعاقد مع المدافع الفرنسي ذي الأصول السنغالية مامادو ساخو من صفوف باريس سان جيرمان، وفي نظري فهو صفقة حيوية للغاية، فاللاعب ذو الـ22 ربيعًا يملك ما يكفي من مؤهلات ليُصبح من بين المدافعين المرموقين في الدوري الإنجليزي الممتاز، كما أنه قادر على اللعب في مركز الظهير الأيسر الذي لعب فيه كثيرًا الموسم الماضي مع أمراء باريس، إضافة إلى المدافع البرتغالي تياجو إلوري من سبورتنج لشبونة حيث يتوقع له مستقبل مشرق، سيمنح القوة لمقاعد ليفربول، وسيستفيد منه الفريق في بطولات الكؤوس، وقادر على سد أي فراغ في خط الدفاع، الأمر نفسه مع الظهير الأيسر الفرنسي علي سيسوكو الذي استعاره ليفربول من فالنسيا الإسباني، الذي يعد بديلاً ممتازًا لخوسيه إنريكي، سيخلق حالة تنافسية معه هذا الموسم، ستعود بالنفع على الفريق.
الاعداد للمستقبل كان حاضرًا أيضًا في انتدابات رودجرز في خط الهجوم، بالتعاقد مع المهاجم الإسباني الشاب ياجو أسباس من سلتا فيجو في صفقة انتقال تكلفت ما يقارب 8 ملايين جنيه إسترليني، وهو لاعب يتوقع له الكثيرون مستقبل كبير، خصوصًا بعد المستويات اللافتة التي ظهر بها في بداية الموسم، حيث شكل ضلعًا مهمًا في مثلث الرعب الهجومي لليفربول "ستوريدج، كوتينيو، أسباس"، ويمتاز بتحركاته بدون كرة وزعزت خطوط الدفاع، وكان قد تألق الموسم الماضي مع سلتا في الدوري الإسباني بتسجيله 12 هدفًا، أما الصفقة "الهادئة" التي لم تتحدث عنها وسائل الإعلام، ولكنها يراها الكثيرون أيضصا أنها مهمة لمستقبل "الريدز" فكانت التعاقد مع مهاجم إشبيليه الواعد لويس ألبيرتو البالغ من العمر 20 عامًا، الذي سيُزيد من الخيارات الهجومية لرودجرز.
أما على مستوى صناعة اللعب، وتدعيم الأجنحة، فنجح ليفربول بعد قيامه ببيع ستيوارت داونينج إلى ويستهام، في استعارة الجناح النيجيري فيكتور موسيس من تشيلسي، فاللاعب يمتاز بالسرعة، وبقدراته على الإنطلاقات والاختراقات، وصناعة اللعب، وبالتأكيد وفي ظل الطريقة والأسلوب الذي يتبعه برندان رودجرز، فإنه سيجد نفسه مع ليفربول، وسيصبح أهم الأوراق بالنسبة للفريق، وسيخلق جبهة يمنى قوية مع جلين جونسون، تناطح قوة الجبهة اليسرى التي يتواجد فيها الثنائي خوسيه إنريكي وفيليب كوتينيو.
وفي النهاية يمكن القول أن نجاح ليفربول الحقيقي في "الميركاتو الصيفي" لم يكن في إبرام صفقات من العيار الثقيل، بقدر ما يتمثل في نجاحه في الاحتفاظ بخدمات هدافه الأوروجوياني لويس سواريز، الذي طالب مرارًا وتكرارًا بالرحيل طوال هذا الصيف، قبل أن يقتنع في النهاية بالبقاء، ومع عودة سواريز من الإيقاف وفي وجود المتألق دانيال ستوريدج صاحب الأهداف الثلاثة التي فاز بها ليفربول في مبارياته الثلاثة الأولى، فإنه من المتوقع أن يستعيد ليفربول أمجاده هذا الموسم.
مع مطلع كل موسم نسمع نفس هذه العبارة تتردد على مسامعنا وتصادف عيوننا في الصحف والتلفزيون وحتى بين جماهير الأندية آرسنال يسعى لاستعادة البطولات وأمجاد الماضي بعد موسم مخيب للآمال فشل خلاله في حصد أي لقب.
عبارة ظلت تتكرر إلى أن أصبح الأمر لا يطاق ليس فقط بالنسبة لعشاق النادي بل لعشاق الأندية الأخرى الذين بدأوا يهملون مواجهات فرقهم مع آرسنال لضمانهم الفوز ولثقتهم أن الإثارة لن تحضر كما كان في السابق، ويمكننا المقارنة بين أيام فييرا وروي كين وأيام مايكل كاريك وويلشير، سيتضح الفارق الكبير!.
الأصوات تعالت في شمال لندن للاطاحة بصانع ربيع المدفعجية "آرسين فينجر" أكثر من مرة خلال الأربع سنوات الماضية بالذات، لكن كل شيء يمكن للإدارة أن تناقشه في اجتماعها السنوي مع كبار المشجعين إلا المساس بالفيلسوف.
يمكننا إلتماس العذر لآرسين فينجر على ما كان يواجهه كل موسم بالخروج المبكر من المنافسة على لقب البريميرليج وتوديع كأسي الرابطة والاتحاد أمام أنصاف أندية وآخرهم "برادفورد وبلاكبيرن" الموسم الماضي وعلى ملعبه "الإمارات" فصفوفه في الكثير من الأحيان غير مكتملة بسبب الإصابات المتكررة وفي الكثير من الأوقات بسبب ضعف نضج لاعبيه الجدد، ودائماً تتعرض لسطو صيفي على أعلى مستوى من جانب الأندية الكبرى.
إدارة آرسنال تتحمل جزء كبير من مسؤولية الأحداث التي مر بها النادي، فلم تساعد فينجر على الاحتفاظ بأعتى النجوم منذ عام ٢٠٠٧، فقد كان كل صيف أمر مسلم وبديهي خروج نجم كبير من الفريق، وهذا كان يحدث هزة ورجة كبيرة تضح أضرارها خلال كل موسم، بدأت منذ رحيل تيري هنري ثم أديبايور وويليام جالاس وسيسك فابريجاس وروبن فان بيرسي وألكسندر سونج.
ردع المتطفلين
لكن النادي تحلى منذ يناير ٢٠١٣ بصرامة وشراسة إدارات الأندية الكبرى كــ "البرسا والريال ومانشستر يونايتد وتشيلسي" بتصديه لكل محاولة من محاولات زعزعة استقراره، ما مكن آرسين فينجر ولأول مرة منذ عام ٢٠٠٥ من الاحتفاظ بجميع أعمدته الرئيسية، وهذا هو المكسب الأبرز هذا الصيف أكثر حتى من عودة النادي إلى التسوق بمبالغ طائلة، ما فعله آرسنال بالحفاظ على نجومه الذين ساعدوه على انهاء الموسم الماضي في المرتبة الثالثة إنجاز أهم بمراحل من إنجاز التعاقد مع "أوزيل" سيدر على النادي الكثير والكثير من المكاسب المستقبلية.
انضمام المهاجم الفرنسي "سانوجو" في صفقة انتقال حر لا اعتبره ذا تأثير كبير مثل التأثير الذي سيحدثه انضمام صامويل إيتو لتشيلسي أو إيلماندر لنوريتش سيتي.
إلا أنني اختلف مع بعض الذين انتقدوا الصفقة المجانية مع لاعب الوسط الفرنسي "ماتيو فلاميني"، فلم يمت حبه لآرسنال وإلاّ لماذا قد عاد؟ ولم تتراجع قدرته على تأدية عدد من الأدوار في منتصف الملعب كوسط دفاعي أو إرتكاز أو كظهير أيسر، ونتذكر جميعاً كيف «زهق» بيكهام في حياته بمنعه من تمرير العرضيات في مباراة ريال مدريد وآرسنال في دوري أبطال أوروبا ٢٠٠٦، نعم إصاباته كثيرة وفي بعض الأحيان مزمنة، لكنه بحالة بدنية جيدة وقد استفاد ولو نصف استفادة من تجربته في ميلان.
الهدف من فلاميني واضح وصريح ولسنا بحاجة لتفصيله فهو مقتصر على تغطية الغيابات المتكررة لآرتيتا وأبو ديابي، إذاً فقد غطى آرسنال تلك المنطقة بأقل التكاليف، ولا أختلف مع أي أحد أنها تحتاج لتدعيم باسم مرموق أكثر حتى من "جلبرتو سيلفا" الذي قاده في يوم من الأيام لنهائي الأبطال ٢٠٠٦.
نعود للحديث عن الإنجاز الأبرز لآرسنال والذي سيضعه في منافسة مباشرة على ثلاثة ألقاب على أقصى تقدير، فلم يخسر تشيزني وجلب له بديل "فيفيانو" من باليرمو، ولم يخسر سانيا الذي ارتبط لفترة طويلة بموناكو وباريس سان جيرمان منذ نهاية الموسم الماضي، ولم يخسر الثنائي "ميرتساكر وبودولسكي" اللذان تحدثت بعض الأندية الألمانية عن عودتهما للبوندزليجا، وحافظ على كاثورلا أمام غزوة أتلتيكو مدريد، وصمد أمام ضغوطات تشيلسي ومانشستر يونايتد على ثيو والكوت وتمكن من تجديد عقده في نفس الفترة التي جدد فيها لآرون رامسي المتألق جداً منذ بداية الموسم، وتشامبرلين وكيران جيبس.
والأهم من كل هذا تمكنه من الحفاظ على كوسيلني الذي طلبه جوارديولا في بايرن ميونيخ، وابقائه على توماس فيرمالين والأخير بمجرد تخلصه من الإصابة سوف يشعل المنافسة على مركز قلب الدفاع الرئيسي بالضبط مثلما ستشعل عودة "أبو ديابي" اللعب على مركزي الوسط الدفاعي و "البوكس تو بوكس".
مشكلة قلب الدفاع شبه محلولة، فحتى لو لم يعد فيرمالين، فقد أثبت بكاري سانيا تميزه في تلك المنطقة ورأينا ذلك في مباراة من أقوى مباريات العالم "ديربي شمال لندن"، ومشكلة الأظهرة لا تمثل معضلة كبيرة في وجود ورقتين رابحتين "فلاميني" على اليسار و"جينكنسون" على اليمين، ومشكلة الوسط الدفاعي والإرتكاز أيضاً حلت بوجود فلاميني وقرب عودة آرتيتا وأبو ديابي، ومشكلة الأجنحة في ظل غياب تشامبرلين وبودولسكي للإصابة حلت بالتعاقد مع أوزيل الذي تميز في ريال مدريد على الجهة اليمنى، كما أن الإسباني "كاثورلا" في الأصل نشأ وترعرع كجناح أيسر في فياريال وانظروا لأهم أهدافه الموسم الماضي في مرمى ويستهام بيسارية قوية لا تصد ولا ترد في أفضل حراس الموسم "ياسكلاينين".
أخيراً مشكلة المهاجم الثاني، إذا افترضنا وجود الرباعي "ويلشير، رامسي، والكوت وكاثورلا" في الوسط، فمن الممكن لفينجر وضع أوزيل كمهاجم متأخر خلف المهاجم الصريح "جيرو"، وإذا أصيب هداف الفريق، فبإمكانه وضع روزيسكي مع الرباعي المذكور واللعب بأوزيل كرأس حربة صريح أو بنزول سانوجو لشغل المدافعين لفتح المساحات أمام هذا الكم الرهيب من اللاعبين أصحاب الامكانيات الرفعية أمام المرمى، إذاً هناك حلول كثيرة في الثلث الأخير من الملعب أمام آرسين فينجر.
دخل تشيلسي السوق وخرج منه كالمعتاد في السنوات الأخيرة بما يريد، وهذه المرة ساعده في ذلك المدرب البرتغالي "جوزيه مورينيو" الذي حينما يرتبط بفريق فهو دائمًا يتعاقد مع الأسماء التي يحتاجها ليُكون قوام واضح يساعده على تطبيق طريقته في اللعب وبالفعل استطاع تدعيم الصفوف كما يجب.
بدأ المو في تطهير الصفوف بالاستغناء عن اللاعبين الذين لن يكون لهم دور في خطته المستقبلية مع تشيلسي أمثال مالودا، فيريرا، بن عيون وبروما، بالإضافة إلى خفض معدل المنافسة في بعض المراكز بإعارة لوكاكو ورحيل موسيس.
فإذا تحدثنا عن أهم مشاكل البلوز في الموسم الماضي وهي مشكلة الوسط وخاصة ثنائي الارتكاز في الفريق حين أصيب لامبارد لفترة طويلة وأثرت تلك الإصابة بشكل جلي على تشكيلة تشيلسي في الموسم الماضي نظرًا لندرة لاعبي الارتكاز في الفريق، وحل المو مشاكل هذا المركز باستعادة اللاعب الذي جلبه في 2005 بصفقة قياسية "مايكيل إيسيان" بانتهاء إعارته من ريال مدريد، بجانب التعاقد مع اسم هولندي شاب قادر على تقديم الإضافة من فيتيسه آرنهيم "ماركو فان جينكل" الذي اعتمد عليه مورينيو كبديل مع بداية الموسم.
وبجانب استعادة ميكيل لكامل لياقته بعد الإصابة في فترة الإعداد أصبح خط وسط تشيلسي جاهزًا لمنافسات الموسم الطويلة والشاقة، وقد نجد مورينيو أيضًا يستغل صنيع مدرب البرازيل سكولاري الذي اعتمد على أوسكار كأحد أهم أعمدة السيليساو في وسط الملعب أمام ثنائي ارتكاز وهو ذات المركز الذي يشارك به مع تشيلسي لذلك بات وسط ملعب البلوز من أكثر خطوط الفريق جاهزية ومنافسة.
أما في الهجوم فصفقات الأسود غاية في القوة وتتلخص في الألماني "أندريا شورله" والبرازيلي "ويليان" والكاميروني "صامويل إيتو"، الأول تعاقد معه مورينيو نظرًا لتأكده من أنه يحتاج لطرف آخر قريب في المستوى من هازارد لتحقيق التوازن بين طرفي الفريق وجناحيه وهو بالفعل ما حدث حين فضل مورينيو إشراك شورله كجناح أيمن وليس كمهاجم ثاني كما فعل أمام اليونايتد نظرًا لظروف المباراة وهو مركز يستطيع أوسكار شغله أيضًا.
على مستوى صناعة اللعب وتمهيد الكرات فلا شك أن ويليان قوة ضاربة لوسط البلوز، فهو قادر على القيام بدوري أوسكار وماتا في آن واحد فبإمكانه اللعب كمحور ارتكاز متقدم أمام ثنائي الارتكاز، وأيضًا يمكنه الإجادة في مركز صانع اللعب خلف المهاجم الوحيد وثنائي الأجنحة، لذلك مع المنافسة المنتظرة بين ماتا وويليان على مركز منظم اللعب لا خوف على دعم المهاجمين في تشيلسي.
أما صفقة إيتو، فهي الأهم من وجهة نظري، فمنذ رحيل دروجبا والفريق يفتقد لذلك اللاعب المشاكس الذي يستطيع تسجيل الأهداف وأيضًا إرهاق الدفاعات بتحركاته، إيتو من تلك العينة، فهو شارك في مسيرته على نطاقين في الثلث الأخير، ولايته مع الكتلان كان فيها رأس حربة الجميع يمهد له الكرات وهو بدوره يستخدم قدراته التهديفية ويسجل، وفي فترة تواجده تحت إشراف مورينيو مع الإنتر استطاع اكتشافه كجناح هجومي ومهاجم وهمي أيضًا في بعض الاحيان يناور الدفاع من أجل السماح لمن حوله من المهاجمين لكسب حرية أكبر.
لذلك علينا الانتظار ومتابعة دور إيتو مع تشيلسي هل سيكون مهاجم الفريق الأول بدلا من توريس وبا وهذا سبب منطقي نظرًا لرحيل لوكاكو، أم أنه ينوي الدفع به كمهاجم مزيف وهو مركز مهم الآن في خطة البرتغالي المعتادة 4-2-3-1 التي تحتاج لمهاجم متحرك قادر على التحول للأطراف ومن ثم تبادل الأدوار مع الأجنحة وصانع اللعب ذلك المهاجم الذي يُجيد اللعب خارج المنطقة، فهذا سيساهم في تحقيق اللامركزية المطلوبة في خط هجوم تشيلسي والتي لن تتحقق في وجود توريس وبا.
ولم لا !
على الورق .. لا يختلف أحد على أن توتنهام لديه كتيبة قادرة على إسقاط أي خصم سواء داخل إنجلترا أو خارجها، فهناك من يظن أن الحياة ستقف في وايت هارت لين بعد رحيل النفاثة أو إذا جاز التعبير نقول عليه "رجل الأزمات" في آخر عامين وهو بطبيعة الحال جاريث بيل.
نعم بيل كان يُمثل أكثر من 75 من قوة الديوك في الموسم الماضي بالذات، وخروجه قد يؤدي لانهيار فريق بأكمله، لكن إذا عُدنا للخلف 12 شهر، سنتذكر نفس العبارات أو أقل نوعاً ما حين سبقه كرويف الشرق "لوكا مودريتش" لعاصمة الإسبان، فآنذاك قيل أن عدو المدفعيجة سيُعاني الأمرين خصوصاً في منطقة الوسط، ومع ذلك حدث العكس حتى في غياب المسمار البرازيلي "ساندرو" الذي أصيب بقطع في الرباط الصليبي في منتصف الموسم ولم يَعد إلى هذه الأيام.
ملخص هذه المقدمة التي تناولت جانباً من الماضي القريب، أن هناك خطة صحيحة يسير عليها الفريق وأهدافه كانت واضحة منذ أن عرف قيمة اللعب في دوري الأبطال، ومن تابع الخطة الحكيمة التي اتبعها رئيسه "دانيال ليفي" بتعاونه مع هاري ريدناب بالذات، يفهم أن أسهم اسم توتنهام في البريميير ليج ارتفعت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، بدليل أن مواجهته أصبحت غير مضمونة مع كل فرق إنجلترا بدون استثناء.
الحراسة في مأمن
تابعنا السقوط المفزع لهوجو لوريس أمام بيلا روسيا في إحدى مباريات تصفيات كأس العالم، وكانت صدمة كبيرة لأنصار توتنهام رؤية حامي عرينهم يسقط هذه الطريقة في مناسبتين لا يقبلهم حارس لم يتجاوز الـ20 ربيعاً، لكن هذا لا يُقلل من كفاءته أو قيمته داخل الملعب، فهو يبقى من الحراس الجيدين وإن واصل السقوط على طريقة البرازيل جوميز سيجد من يُزيحه وهو العجوز الأمريكي براد فريدل المتمسك بجنون الساحرة المستديرة رغم تجاوزه الـ40 من عمره.
فالحراسة في تشكيلة بواش ليست المشكلة الحقيقية، فلو نظرنا بالعين الناقدة سنجد أن الغلطة الوحيدة في موسم الميركاتو الاستثنائي في تاريخ السبيرز منذ أن تأسس عام 1882، هي التغافل عن التعاقد مع مدافع مميز على غرار ما تم في تعاقدات صناع اللعب والوسط، فأنت من المفترض أنك على دراية بأوضاع المدافعين في فريقك، والواقع يقول هناك نقص حاد في عدد المدافعين المميزين القادرين على الصمود وخوض أكثر من 4 مباريات كل شهر باستثناء البلجيكي فيرتونخين.
ولعل أبرزهم وأكثرهم عرضة للإصابات "داوسون ويونس قابول"، وكلاهما لا تفارقه لعنة الإصابات طويلة الأمد من وقت لآخر، فإذا كان بواش إنسانًا تعيس الحظ فلن يجد جديد وسيفقد واحد منهم أو ربما كلاهما إذا عادت لعنة الإصابات المتلاحقة، بينما إذا كان من المحظوظين فلن يُعاني وربما يستفيد أكثر من فيرتونخين ويُشركه كظهير أيسر ليستفيد من موهبته في الشق الأمامي كما يفعل مدربو تشيلسي مع البرازيلي الموهوب دافيد لويز.
القوة المفرطة - ما لها وما عليها
كما يفخر بيليجريني بنجوم الوسط الذين يمتلكهم في تشكيلته، ونفس الأمر بالنسبة لعدو المدينة "جوزيه مورينيو" بتعاقداته الصائبة وآخرها إيتو وويليان، فمن حق بواش أن يزاحمهم بل ويتفوق عليهم في أوقات كثيرة بما لديه من جواهر مدرَّبَة ومستعدة لتكون في طليعة الأسماء الرنانة، فقط سأستعرض مدى قوة الوسط الذي يمتلكه "بولينيو، إريكسن، لينون، هولتبي، سيجوردسون، ساندرو، لاميلا" هذا ولم اذكر منهم ديمبلي و كذلك كابوي فربما يكونا خارج الحسابات.
أسلفنا في أعلى هذه السطور، أن ليفي يسير بتوتنهام نحو القمة بسرعة الصاروخ بفضل خطته السليمة في آخر أعوام، وبفضل هذا التخطيط ربح أكثر من 120 مليون إسترليني في بيع اثنين "مودريتش وبيل"، وفي الوقت الحاسم أضاف إلى الأسماء التي سبق ذكرها هداف خطير كسولدادو ومعاون لا يُستهان به كالشاذلي، وهذا يُعطيك فرصة لتفكر...وتقول ما هذه الخلطة الرائعة من اللاعبين.
كل الطرق تؤدي إلى روما
هي مقولة استخدمها الرومان عندما أقاموا طرق في تؤدي في نهايتها إلى روما، وهذه المرة سنجتاز التعبير ونقول "كل الطرق تًصلح في توتنهام"، وإلا شارة بطبيعة الحال إلى الخطة التي سيعتمد عليها بواش طوال الموسم، فإذا أراد الابتعاد عن أسلوب 4-4-2 ولجأ لأسلوب 3-4-3 سيجد تشكيلة مثالية غير مضمون الاقتراب منها، فلاعب مثل فيرتونخين أو ووكر يُمكنه الإجادة في مركز المدافع الثالث الذي يأتي من الخلف من الأمام سواء على الأطراف أو من العمق.
ويبقى السلاح الأقوى لتوتنهام هو وسطه في وجود لاعب كإريكسن قادر على صناعة الفارق في لحظة، ولو اهتم قليلاً بالتدريبات البدنية خاصة على مستوى بناء الجسم وتقوية العضلات، ستختلف أموره تماماً.
وهو بالتأكيد سيجد الرعاية الكاملة في توتنهام وسيصل إلى هذه الدرجة مع مرور الأيام، وقتها سيجمع قوة مروان فيلايني وموهبة سكولز، وهذه ليست مبالغة لأنه مُمرر بدرجة فنان ويراوغ على الطريقة اللاتينية والأوروبية ويقابل خصومه ورأسه أمامه وليست أمام الكرة، والميزة الأخيرة بالذات يفهم قيمتها من مارس كرة القدم.
ومع لاميلا بلمسته الساحرة وتحركاته الذكية في دفاع الخصوم كما يفعل فرانك لامبارد في السنوات الأخيرة، سيكون لبواش مطلق الحرية سواء بوضع أحدهما على الدكة أو الدفع بهم، وفي الارتكاز لا خلاف على البرازيلي "ساندرو وباولينو"، حتى ربما سيُظلم تاونسند الذي ظهر بمستوى طيب في آخر مباراتين.
شيء مهم لا يُمكن إغفاله بالنسبة لتوتنهام وهو توافر البديل المناسب في مراكز الوسط والهجوم، ففي الهجوم هناك من ينتظر فرصته بشغف وقد يكون قدوم سولدادو سبب عودتهما لأيام الخوالي، ومحور الحديث عن ديفو وأديبايور ومن خلفهم الطامح هاري كين.
وفي الوسط ستكون الدكة عامرة بالأسماء الثقيلة القادرة حسم الأمور في الأوقات الصعبة، وسيكون منهم "ديمبلي، لينون، سيجوردسون، كابوي وهولتبي"...لهذا يرى كثيرون من عشاق توتنهام حظوظهم قائمة للمنافسة على اللقب وتجاوز مرحلة الصراع على المركز الرابع المؤهل لدوري الأبطال.
فكما كان بيل المُنقذ الأوحد في الموسم الماضي، فالأمر الآن قد تغير وأصبح لدى بواش أكثر من رجل يستطيع الظهور في الوقت المناسب، فالمبدعين أصبحوا كُثر وبالجماعية في الأداء لن يؤثر رحيل بيل مثلما كان الأمر وقت رحيل صديق الأمس واليوم مودريتش.
في النهاية.. "أرى" ما حدث في توتنهام أشبه بثورة غضب، وهذا الغضب سيتضرر منه أحد الكبار الدائمين على المشاركة في دوري الأبطال في الأعوام الأخيرة، ففريق يملك هذه التشكيلة الرائعة ويتمتع باستقرار فني وإداري ويملك قاعدة جماهيرية عريضة في شمال لندن، يجب أن يتّوج تخطيه السليم بالحصول على تذكرة اللعب في دوري الأبطال كأقل شيء بعد دخوله في المنافسة على اللقب في بعض أوقات الموسم، وأيضاً لا استبعد خروجهم ببطولة محلية سواء كأس الرابطة أو الاتحاد الإنجليزي، ولا أتصور أنه سيسير نحو الهاوية بعد ارتداء بيل القميص المدريدي..فلم لا؟
يمكن القول أن مانشستر سيتي أجاد لكن لم يصل للدرجة المثالية، فهناك أخطاء وهناك قصور ونقاط ضعف لم تغطى باعتقادي، لذا ربما أمنحه درجة 7.5 من 10 على عمله في السوق الصيفي.
على صعيد البيع، اضطر النادي لفسخ عقد دوجلاس مايكون بعدما فشل في تسويقه ليرحل مجانًا إلى روما وقد قيل أن اللاعب البرازيلي حصل على مليوني يورو لفسخ العقد، وتلك نقطة سلبية في إدارة عملية البيع في السوق، لكن بعيدًا عنها فالنادي حافظ على نجومه وباع كارلوس تيفيز بمبلغ مقبول للغاية.
على صعيد الشراء، أبرم السيتي 5 صفقات مهمة وممتازة وذات جودة ملموسة وبهذا طبق هذا الموسم مبدأ الكيف لا الكم، بالتأكيد الأسعار مبالغ بها لكن هذه نقطة لا تعني الكثير لدى النادي الثري أو حتى في البريمييرليج الذي يُعد الأكثر إنفاقًا على اللاعبين.
فنيًا أجد أن السيتي دعم منظومته الهجومية وأنعشها بقوة بضم نافاس ويوفيتيتش ونيجريدو، فقد طور من الأدوار وحسن من الجودة وأضاف روحًا جديدة ولاعبين يتمتعون بالجوع والرغبة لتحقيق الأمجاد والألقاب خاصة أن جميعهم قادمون من أندية متوسطة أو من أعلى الوسط في أحسن الأحوال، وهذا الثلاثي مع المجموعة الموجودة سابقًا سيمنح الفريق نقطة قوة تتمثل في التنافس الشديد على التواجد في التشكيل الأساسي مما يرفع من الجودة فرديًا وجماعيًا ويضمن حافز إضافي ومهم جدًا لجميع اللاعبين خاصة مع تقارب المستويات.
المشكلة التي أراها في الفريق هي منظومة الدفاع، سواء من الوسط أو الخلف .. ما أقصده في الوسط هو وجود فارق واضح في الجودة بين ثنائي الارتكاز الأساسي "توريه وفيرناندينيو" والثلاثي البديل "رودويل وميلنر وجارسيا"، وهذا الفارق قد لا يظهر في حال لم يتعرض الثنائي الأساسي لإصابات خطيرة تُبعدهم عن الملاعب لفترات طويلة لكنه سيظهر في حال حدث هذا وتلك ستكون نقطة سلبية واضحة في الوسط. لذا كنت أفضل أن يتم التعاقد مع محور ارتكاز جيد جدًا يقبل دور البديل أو حتى يُنافس البرازيلي على المركز الأساسي كون الإفواري من الصعب أن يجلس، والأسماء هنا قد تتضمن باولينيو ولويس جوستافو وناينجولان وغيرهم من لاعبي المستوى الثاني والثالث في هذا المركز.
أما الخط الخلفي، فالوضع ممتاز جدًا في الأطراف سواء اليمين أو اليسار كأساسيين أو بدلاء وهناك هامش من تقارب المستوى يضمن شيء من التنافس بين اللاعبين خاصة على اليسار، وشخصيًا أثق كثيرًا في قدرة ميكا ريتشاردز على أن يكون لاعبًا مؤثرًا رغم ما تعرض له من إصابات وتراجع في المستوى وحديث جدلي حول مستقبله.
لكن المشكلة الحقيقية والأخطر في مجموعة بيلجريني تتواجد في عمق الدفاع، لاعبي القلب، فالجودة ممتازة في الثنائي الأساسي كومباني وليسكوت وإن كنت أرى الأخير يُمكن استبداله بلاعب أفضل كثيرًا لكن ظروف السوق في المدافعين من المستوى الأول صعبة جدًا خاصة مع تمسك دورتموند بسوبوتيتش وهوملز وصعوبة الحصول على تياجو سيلفا أو ديفيد لويز أو دانتي أو غيرهم من نجوم الصف الأول.
لكن المشكلة الحقيقية تكمن في الأوراق البديلة، فلم يكن هناك سوى ناستاسيتش كثير الإصابات وأضيف له ديميكيليس في اليوم الأخير، وأرى شخصيًا أن الثنائي لا يستطيع ضمان الصلابة الدفاعية المطلوبة للفريق في حال لعبا عدد كبير ومتواصل من المباريات وخاصة أمام الفرق الكبرى وتحديدًا في دوري الأبطال حيث تتمتع جل الفرق بقدرات هجومية ممتازة، وديميكيليس بعدما مر لشهر على أتليتكو مدريد لا أراه بالمدافع الممتاز خاصة في اللعب على الأرض وأمام السرعة والمهارة الفردية وهذا رغم مستواه الممتاز في الموسم الماضي مع ملقة .. أما حل الطوارئ المتمثل في إعادة خافي جارسيا للدفاع فهو حل كارثي لأن اللاعب سيء للغاية في أداء مهامه الدفاعية، أما إمكانية إعادة توريه فهو ربما حل جيد لكنه سيؤثر كثيرًا في وسط الملعب.
ولذا أعتقد أن الفريق احتاج مدافع جديد خاصة بعد إصابة كومباني وتأكد غيابه لفترة غير قصيرة، وكون المال لا يُمثل عائقًا أمام النادي الإنجليزي فالكثير من علامات الاستفهام تُطرح حول عدم ضم مدافع! ثغرة قد تنسف مساعي الإدارة لدعم الهجوم لأن الكرة في السنوات الأخيرة أصبحت "دفاع قوي = بطولات".
لنتخيل السيتي ضد فريق بقدرات هجومية ممتازة بوسط دفاعي من رودويل وفيرناندينيو وقلب دفاع من ليسكوت وديميكيليس !! أظن أن النتيجة ستكون صعبة جدًا على الفريق إلا إن بذلت مجموعة الهجوم تضحيات هائلة للمساعدة في الضغط الدفاعي والعودة للخلف ومساعدة زملائهم دفاعيًا.
المصدر:http://www.goal.com/ar/news/1919/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AC%D9%84%D9%8A%D8%B2%D9%8A/2013/09/12/4257477/%D9%85%D9%84%D8%B9%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%84%D9%8A%D8%AC-1-%D8%B3%D9%88%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%AA%D9%83%D8%AA%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A7
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.