الواشنطون بوست : الارهابيون الاسلاميون المستفيد الاكبر من الحرب الامريكية على سوريا
«الأصولية الإسلامية الرابح الأكبر من سياسة أوباما
الخارجية»، هكذا عنونت صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية تقريرها مساء أول من
أمس. وقالت الصحيفة الأمريكية إن الرئيس الأمريكية اتخذ قرارات متعلقة
بالسياسة الخارجية فى مصر وليبيا وحاليا فى سوريا تساعد فى معظم الأحوال
على تعزيز مصالح الأصوليين الإسلاميين والتيارات المتشددة
وتابعت
قائلة «سوريا وليبيا ومصر، كانت من الحكومات العلمانية القليلة المتبقية
فى الشرق الأوسط، التى ترفض التدخلات الأمريكية، ولكن ما حاول أوباما أن
يفعله أن يستبدل بتلك الحكومات العلمانية التى كانت مستبدة تيارات أصولية
إسلامية شمولية قادرة على حماية المصالح الأمريكية، ولكنها فى الحقيقة ترغب
فى تحقيق هدف إسلامى بحت ألا وهو إقامة الخلافة». واستمرت قائلة «أدرك
أوباما أن جماعة الإخوان المسلمين أحد الجماعات القوية جدا فى الشرق
الأوسط، وأنها لاعب ثابت فى المعارك التى تخوضها أمريكا فى المنطقة، وحاول
أوباما والسيناتور جون ماكين كثيرا فى الآونة الأخيرة من وصفهم بأنهم جماعة
معتدلة، ناسين أو متناسين تاريخهم الدموى». وأشارت إلى أنه بكل المقاييس
فإن الوضع فى ليبيا بعد التدخل الأمريكى جعل البلاد أسوأ حالا من اليوم،
وهو ما يمكن أن يتحول له الوضع فى سوريا، ولكن مصر أنقذت نفسها من مصير
مظلم
وأوضحت بقولها
«مصر أكبر قوة عسكرية فى منطقة الشرق الأوسط بجانب إسرائيل، ومبارك كان
يحقق لأمريكا مصالحها من خلال حفاظه على اتفاقية كامب ديفيد للسلام، لكن
أوباما مهد الطريق للإخوان المسلمين عقب الإطاحة بمبارك، خصوصا أنهم كانت
الجماعة المنظمة التى تملك التمويل اللازم لملء هذا المكان، بعدما ضمنت له
محافظتها على معاهدة السلام مع إسرائيل، ولكنه لم يدرك أن الشعب المصرى
ربما يكون له رأى آخر
وأردفت
قائلة «خلع الرئيس المنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسى، بتلك
الطريقة كانت متوقعا بصورة كبيرة، خصوصا أنه صدم كثيرا من المصريين بإقراره
دستورا لم يحظ بأى قدر من التواصل من قبل المعارضة الليبرالية، ووضح مدى
ترهل وسوء إدارته للبلاد، ومساعيه هو وجماعته لشن حملة لا هوادة فيها ضد
المعارضة، وهو ما فجر موجة غضب كاسحة تجاه كل التيارات الدينية المتشددة
أما
فى ليبيا، والقول لـ«واشنطن تايمز»، فإن طريقة الإطاحة بالعقيد المقتول
معمر القذافى، كانت سببا رئيسيا فى حالة الفوضى العارمة التى تعيشها
البلاد، وفشل الحكومة الانتقالية الجديدة فى السيطرة على معظم الميليشيات
المسلحة داخل أراضيها.وتابعت قائلة «ليبيا تعيش الآن حالة
فوضى مطلقة من الجماعات الإسلامية التى تتقاتل فى ما بينها من أجل السلطة،
والتى طالت حتى المؤسسات الدبلوماسية الأجنبية، كما أن البلاد تعيش فى
أزمة اقتصادية قد تجعل الحكومة لا تستطيع دفع رواتب الموظفين حتى نهاية
العام
وقالت
الصحيفة الأمريكية «للمرة الثالثة يريد أوباما أن يستبدل بالحكومة
العلمانية فى سوريا، نظاما أكثر قمعية يرتكز على الشريعة الإسلامية، خصوصا
إذا ما شاهدنا أن الجيش السورى الحر عبارة عن فصائل، وكأن المشهد الليبى
يتكرر من جديد فى سوريا حتى قبل سقوط الأسد
واختتمت
قائلة «أوباما بتلك الطريقة يمنح الأصوليين الإسلاميين أكبر خدمة فى
تاريخهم، وعليه أن يتوقف قليلا ليتساءل ما فائدة الحرب إذا كان سيستفيد
منها خصومك
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.