اعطت لقاءات اجراها وفد اقتصادي اردني في كرواتيا اليوم الثلاثاء دفعة كبيرة لمعالجة تواضع حجم المبادلات التجارية بين البلدين الصديقين.
واسست اللقاءات التي اجراها الوفد مع مسؤولين حكوميين قاعدة للانطلاق بعلاقات البلدين الاقتصادية والتجارية الى آفاق اوسع بخاصة مع دخول كرواتيا الى عضوية دول الاتحاد الاوروبي ما يعني استغلال اتفاقية الشراكة الاردنية الاوروبية الموقعة منذ 13 عاما.
وبعث الوفد برسالة قوية للجانب الكرواتي اوضحت بان الاردن يملك مخزونا من الفرص الاقتصادية والاستثمارية تشكل حلقة للتواصل واقامة شراكات تجارية حقيقية مرتكزة على قوة العلاقات السياسية التي تجمع قيادة البلدين، بالاضافة الى عوامل الامن والاستقرار التي تعيشها المملكة بالرغم من كل التوترات السياسية في بعض دول المنطقة.
وتحدث اعضاء الوفد بكل صراحة خلال اللقاءات التي اجريت مع نائبة وزير الاقتصاد الكرواتي سبينا سكرتش، ونائب وزير الخارجية للشؤون الاوروبية جوسكو كلسفيش، ونائبة مدير الوكالة الكرواتية للاستثمار سلادينا موكسيش، مشيرين الى اهمية تذليل العقبات التي تحول دون تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين بخاصة ما يتعلق منها بموضوع حصول رجال الاعمال الاردنيين على تاشيرات الدخول.
وكان الوفد الاردني وصل الى العاصمة الكرواتية زاغراب في زيارة عمل تنظمها جمعية الاعمال الاردنية الاوربية (جيبا) وتستمر عدة ايام يعقبها مباشرة زيارة اخرى الى جمهورية مقدونيا للبحث في سبل تعزيز وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
ويضم الوفد الذي يرأسه رئيس (جيبا) عيسى حيدر مراد، ممثلين عن قطاعات البنوك والخدمات المصرفية والتبريد والتكييف والأدوات الصحية ومواد البناء والإنشاءات والمقاولات والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والصناعات الغذائية والزراعة والسياحة والسفر.
ووصف مراد العلاقات الاردنية -الكرواتية بالمتطورة وهناك تبادل زيارات بين قيادتي البلدين السياسية، مؤكدا ان الاردن حريص على تعزيز علاقاته مع كافة دول العالم بخاصة في المجالات الاقتصادية وهو دور نشط يقوم به القطاع الخاص بدعم من الحكومة.
وقال مراد ان الاردن يملك بيئة اعمال جاذبة للمستثمرين الاجانب ولديه الكثير من الصناعات ذات الجودة العالية تصل الى حوالي مليار مستهلك حول العالم، مشيرا الى ما انجزته المملكة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني من اصلاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية تؤسس لمستقبل افضل للاردنيين وستكون انموذجا لكل دول المنطقة.
واضاف مراد نحن هنا اليوم في بلدنا الثاني قادمون لنتحدث بصوت عال مع الاصدقاء في كرواتيا حول ضروة العمل بجد لبناء اطار جديد لعلاقات البلدين الاقتصادية بخاصة ان حجم مبادلاتهما التجارية مع زالت متواضعة.
وتابع رئيس (جيبا) ان البلدين يملكان فرصا كثيرة لتعزيز التبادل التجاري واقامة شراكات تجارية ثنائية او من خلال شركاء اخرين من الدول الاوروبية تكون فيها كرواتيا بوابة للصادرات الاردنية الى اسواق وسط اوروبا مثلما تكون الاردن بوابة للجانب الكرواتي للوصول الى اسواق المنطقة بخاصة الخليجية والعراق.
واكد مراد ان الأردن معني بتطوير علاقاته التجارية والصناعية والسياحية مع كرواتيا من خلال تبادل الزيارات بين المستثمرين ورجال الاعمال وتفعيل وتطوير حجم التجارة البينية وتسويق المملكة وترويجها كمقصد سياحي متميز وامن ومستقر.
ولفت مراد الى بيئة الاستثمار والاعمال في الاردن والمزايا والحوافز الممنوحة للمستثمر الاجنبي وتوفر المدن الصناعية والمناطق الحرة والبنى التحتية، بالاضافة الى ارتباط المملكة بالعديد من الاتفاقيات مع مختلف التكتلات الاقتصادية العالمية.
وفي هذا الاطار لفت إلى الفرص الاستثمارية المتوفرة بالاقتصاد الوطني والمشروعات الاستراتيجية التي ينوي الأردن تنفيذها في مجالات الطاقة والنقل والبنية التحتية والصناعة والخدمات العلاجية والتعليم والتدريب والسياحة ونقل التكنولوجيا والطاقة البديلة والسكك الحديدية، داعيا الجانب الكرواتي للاطلاع عليها والمشاركة فيها.
وأكد مراد خلال اللقاءات التي حضرها القنصل الفخري لكرواتيا في عمان الدكتور عبد النور حبايبة، ان زيارة الوفد تسعى لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين والبحث في إنشاء مشروعات استثمارية مشتركة واغتنام الفرص لزيادة حجم التبادل التجاري ودراسة فرص التصدير الى السوقين نظرا لمحدودية حجم مبادلات المملكة مع كرواتيا.
وقال مراد ان الأردن معني بتطوير علاقاته التجارية والصناعية والسياحية مع كرواتيا من خلال تبادل الزيارات بين المستثمرين ورجال الاعمال وتفعيل وتطوير حجم التجارة البينية وتسويق المملكة وترويجها كمقصد سياحي متميز وامن ومستقر بخاصة في ظل الظروف السياسية التي تشهدها بعض دول المنطقة.
وقال إن تعزيز سبل التجارة المشتركة والاستثمار بين رجال الأعمال الأردنيين ونظرائهم في دول الاتحاد الأوروبي يشكل أولوية خاصة إدراكا من الجمعية لدورها في مواجهة تحديات انفتاح الأسواق خصوصا أن للمصدر الأردني مزايا عديدة لدخول الأسواق الأوروبية.
وبين ان زيارة الوفد الى كرواتيا جاءت بعد دراسة واقع العلاقات التجارية والاقتصادية التي تربط البلدين واتسامها بالتواضع بالرغم من توفر الكثير من الفرص الكفيلة بتطويرها الى مستويات اعلى بخاصة لجهة دخول المنتجات والسلع الأردنية للسوق الكرواتي ومن ثم لاسواق دول أوروبية اخرى.
وتشير الأرقام الى ان حجم التبادل التجاري بين الأردن وكرواتيا ما زالت متواضعة، وتعتبر الخضار والفواكة ابرز صادرات المملكة فيما الشوكلاتة والمحضرات الغذائية والصهاريج ومحولات الكهرباء وقطع ولوازم السيارات أهم المستوردات.
وكرواتيا التي تقع جنوب شرق أوروبا وعاصمتها "زاعرب" وانضمت حديثا إلى دول الاتحاد الأوروبي، يبلغ ناتجها المحلي الإجمالي حوالي 79 مليار دولار وعدد سكانها 5ر4 مليون نسمة وصادراتها السنوية 12 مليار دولار وتعتبر ايطاليا وروسيا والمانيا وفرنسا والنمسا ابرز الشركاء التجاريين لها.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.