نالت التعديلات التي أجراها الرئيس بوتفليقة على الجهاز التنفيذي، حيزا معتبرا في الصحافة العربية والدولية، وركزت الصحافة العالمية على الخبر دون تقديم قراءات عن أسباب ودوافع التعديل الحكومي العميق، باستثناء الصحافة المغربية التي اهتمت بالحدث بشكل اوسع.
تحت بنط عريض كتبت الشرق الأوسط "تعديل حكومي جزائري يطيح بوزراء الداخلية والخارجية والعدل... استحداث منصب نائب لوزير الدفاع.. وبوتفليقة يعتزم تغييرات في قيادة الجيش"، أن الرئيس بوتفليقة "أجرى تغييرا كبيرا على الحكومة التي يرأسها عبد المالك سلال منذ عام، أهم ما جاء فيه استحداث منصب نائب وزير الدفاع، منحه لقائد أركان الجيش الفريق أحمد ڤايد صالح، وإبعاد ثلاثة وزراء من قطاعات السيادة؛ وهم: (دحو ولد قابلية، ومراد مدلسي ومحمد شرفي)، واستبدال الطيب بلعيز ورمطان لعمامرة والطيب لوح بهم.
وركزت الشرق الأوسط في موضوعها، على تنحية خمسة وزراء من الأفلان دفعة واحدة، وذكرت "وبرز في التغيير الذي أحدثه الرئيس بوتفليقة، خروج خمسة وزراء من الحكومة ينتمون إلى حزب الأغلبية "جبهة التحرير الوطني"، وكان لهم دور بارز في تنحية عبد العزيز بلخادم، رجل ثقة الرئيس، من قيادة الجبهة، وتوقعت الشرق الأوسط، قيام الرئيس بوتفيلقة بتعديلات على قيادات الجيش في الفاتح نوفمبر القاد"م.
أما صحيفة الحياة اللندنية، فعنونت مقالها "بوتفليقة يجري تعديلاً حكومياً مهماً وتغييرات داخلية تطيح خصومه"، وقالت إن "بوتفليقة أبعد ثلاثة وزراء يمثّلون جبهة التجرير الوطني، ويعتقد أنهم جهروا بمساندتهم لعلي بن فليس كمرشح محتمل في الرئاسيات المقبلة"، وتساءلت الحياة اللندنية عن عودة الرئيس إلى النشاط بعد فترة نقاهة دخلها عقب عودته من رحلة العلاج التي قادته الى باريس.
وقرأت القدس العربي مفاجأة التعديل الحكومي تولي عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية لوزارة الإعلام، خلفا لمحمد السعيد الذي أنهيت مهامه، كما اعتبرت حكومة سلال 2 حكومة تعديل الدستور والتحضير للانتخابات الرئاسية القادمة.
واهتمت الصحافة المغربية بشكل كبير بالتعديل الحكومي، واقتبست العناوين المغربية ما نشرته برقية وكالة أنباء المغرب العربي - وكالة الأنباء الرسمية - والتي عنونت مقالها بـ"بوتفليقة يغير الرجال، لا السياسات"، وقالت إن التغيير الحكومي كان منتظرا نتيجة لللقاءات التي أجراها الرئيس بوتفليقة مع عبد المالك سلال، وقرأت أن أهم تعيين في حكومة "سلال مكرر" هو دخول الفريق أحمد ڤايد صالح.
وفي نظر الصحافة المغربية، فالحكومة الجديدة ستحضر للرئاسيات القادمة، والتي ستواجه تحديات كبيرة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والأمني، وقدمت أمثلة عن العقبات التي سيصطدم بها وزراء عبد المالك سلال، كما هو الحال مع الجماعات الإرهابية، وتردي الوضع على الحدود مع تونس، وانخفاض الجباية البترولية.
ولم تغفل الصحف الفرنسية الموضوع، وإن ذكرت غالبيتها أن التعديل قد تم بعد عودته من رحلته العلاجية، وكتبت لوموند "بوفتليقة يجرى تعديلا حكوميا واسعا"، وأرفقت الموضع بصورة للرئيس بوتفليقة وهو في القاعة الشرفية للمطار العسكري بوفاريك، حين عودته من رحلة العلاج، مكان يتوسط سلال، بن صالح، ولد خليفة وبلعيز، وبعد تقديمها عرضا موجزا عن التعديلات، ذكرت أن الرئيس بوتفليقة أجرى التعديلات بعد استشاراته مع مسؤولين، وفي عنوان قريب من الأول كتبت "لوباريزيان" "تعديل حكومي كبير قبيل الرئاسيات"، وقالت إن الرئيس بوتفليقة أجرى تعديلا حكوميا هو الأهم منذ عودته من فرنسا بعد رحلته العلاجية.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.