أخر الاخبار

21‏/09‏/2013

هيكل .. والجزيرة التي تقوم بتشويه أئمة الإسلام الجدد في مصر!



إذا أفلس التاجر فتش في دفاتره القديمة.
وقد دفعتني حالة الإفلاس إلى القيام بحملة تفتيش في أرشيفي، لأقف على حالي وقد تبدل من الكتابة ضد الرئيس محمد مرسي، إلى انحياز كامل له على قاعدة انه عنوان الشرعية وإرادة الجماهير، التي لم أستفد منها يوماً في حياتي، ومنذ أن دخلت الانتخابات منافساً على ‘ألفة الفصل’ فسقطت، وسط ذهول السيد ناظر المدرسة، والسادة الأساتذة الذين أشرفوا على الانتخابات. وانتهاء بالانتخابات البرلمانية التي سقطت فيها أيضاً، وفي هذه الحالة لم يكن أحد مذهولاً.
موقفي كان سبباً في أن سياسياً مستجداً على الهواء مباشرة قال إنني إخوان، فلما واجهه مذيع ‘الحرة’ حسين جرادي بأنني في الأساس ضد الإخوان، ولي كتابات ضد حكم الرئيس محمد مرسي، أعلن في هدوء العالم ببواطن الأمور أنني ‘خلية نائمة’. فاعتبرت رميي بأنني إخوان، أفضل من التعامل معي على أنني ‘إخوان درجة ثالثة’، وإذا كان صديقنا الدكتور محمد الجوادي قال على قناة الجزيرة رداً على اتهام كهذا انه لو كان إخوانياً لكان المرشد العام للجماعة، فإنني متواضع بعض الشيء، فلو كنت اخوانياً لكنت عضواً بمكتب الإرشاد، وأنافس على موقع المرشد، وكنت واحداً من هؤلاء الذين يجري اتهامهم أمنياً بأنهم من الإرهابيين!
وربما كنت الآن اعد العدة للتعامل مع دعوي قضائية حتماً سيقيمها الإرهاب الدولي على أمثالي، لأنني قمت بالحط من شأن الإرهابيين، وتشويه السمعة العالمية لهم، فلأول مرة في تاريخ الإرهاب، الذي يوجد فيه إرهابيون، يتم إلقاء القبض عليهم في هدوء، وبنفس راضية، فلا يواجهون الأمن، ولا يتصدون له، فلأن مصر هي أم الدنيا، فقد تميزت على كل الدنيا بأن الإرهابي فيها أليف، ومتعاون، ومن صنف القطط الرقيقة، وهذا ما يمثل اهانة لوظيفة الإرهابي، تجعل من حق أي إرهابي ‘انترناشيونال’ أن يقيم دعوى تعويض على الإرهابي المصري، الذي هو أضحوكة الإرهابيين في المنطقة.
ورطة يسرا
ما علينا. في رحلة البحث اكتشفت أنني وراء ورطة الفنانة يسرا، التي يعجبني فيها أنها لا تكبر مع الزمن، فعلي الرغم من أنها عاصرت حملة نابليون بونابرت على مصر، فمع هذا هي مقبولة على الحياة!
هناك موضة في مصر الآن، وهي أن الفنانات دخلن سلك الوعظ والإرشاد، على نحو جعل من الفنانة الهام شاهين تظهر عبر الشاشات الصغيرة معلنة انها ستعطينا درساً في الإسلام الوسطي، الذي يختلف عن الإسلام المتشدد الذي يتبناه الإخوان، وهو خطوة في طريق الدعوة ستؤتي ثمارها بإذن الله قريباً، فعندما تتحول جميلة مثل الهام شاهين إلى داعية، فإنها ستمثل أداة جذب غير مسبوقة، أفضل من الإمام الذي أراد أن يجذب المصلين من المساجد الأخرى إليه فهتف أمام باب مسجده: .. وصلاة الظهر ثلاث ركعات!
يسرا ظهرت تلفزيونيا وهي تتكلم عن سماحة الإسلام مع المسيحيين، فسقطت سقطة عظيمة تلقفتها الجزيرة، لتنتقل بالسقطة من المحلية إلى العالمية، وقد تمثلت هذه السقطة في قولها إن عمرو بن العاص وهو أحد الأربعة المبشرين بالجنة، لم يؤذ الأقباط عندما فتح مصر. وأي عابر سبيل يعلم ان عمرو ليس من المبشرين بالجنة من ناحية، ومن ناحية أخرى أن المبشرين بالجنة عشرة من الصحابة.
الجزيرة تتربص بالإعلام المصري وهو يتربص بها، وآخر تربصاته أنه استدعى تصريحات لإحدى الفتيات تقدم نفسها على أنها عضو في حركة ‘صحافيون ضد الانقلاب’ وأنا عضو فيها، ومع هذا لا اعرفها والتي يجري استدعاؤها للحديث عبر الهاتف، فإذا بصوتها كاشف عن أننا أمام طفلة مرتبكة. قالت ان عدد المشاركين في مظاهرات حلوان 25 مليون مواطن، ولأنها كانت على الهواء مع مذيع يقظ، هو عثمان فتى الجزيرة الأسمر، فقد صوب لها: تقصدين 25 ألفاً؟.. فقالت : نعم 25 ألفاً.. لكن فضائيات الفتنة الكبرى، حذفت الاستدراك، ليصبح الـ 25 مليون متظاهر في حلوان، كلمة تستخدم للإساءة للجزيرة، وللدلالة على قيامها بترويج الأكاذيب.
في ليلة واحدة، قام أكثر من برنامج من برامج التوك شو، بنشر التشنيع، وبالتوقف عند رواية الـ 25 مليون نسمة، وبدا الأمر كما لو كان متفقاً عليه، حيث المعالجة واحدة فيتم الاستماع الى الكلام مسجلاً ثم يظهر المذيع فاتحاً فاه على آخره في حالة ضحك، وباعتباره يستمع إلى نكتة، ويكرر الرقم: 25 مليون؟!!، حتى أسامة كمال ضحك، وهو الذي لو ضحك لاستدعى هذا أن يقوم بعملية جراحية، تقوم بإنزال الفك الأعلى ليستقر مرة أخرى فوق الفك الأسفل، ومن الناس من اذا ضحك لأحدث في وجهه تشققات.. جمال مبارك نموذجاً.
صهر الفريق
أسامة يقدم برنامجه في ‘القاهرة والناس′ وقد انتقل من دور المذيع الذي كان يقوم بها في التلفزيون المصري ليصبح ‘موجهاً سياسياً’ مثل توفيق عكاشة، وإبراهيم عيسى، وست جيرانها لميس الحديدي، والتي نقل البعض عبر الفيس بوك انها اتهمت نساء الإخوان بأنهم ‘كالغفر’، أي أنهن لسن جميلات، وهرمونات الذكورة عندهن زائدة عندهن عن الحد المسموح به وكدت ان أقول لها دع غيرك يتكلم، فماذا يمكن أن تقول ملكة الجزيرة خديجة بن قنة مثلا، لولا تذكري أن الفيس بوك ليس مصدراً من مصادر الأخبار الصحيحة!
ما علينا، فلو لطف الله بعباده لبارت كثير من النساء، ولظللن عانسات ولفاتهن قطار الزواج!
‘القاهرة والناس′ مملوكة لشخص يقال أنه صهر الفريق أول عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري في مصر، ولهذا أخذت على عاتقها تشويه الجزيرة، وقد دعيت قبل أيام لحلقة من حلقات طوني خليفة أقف في خندق الدفاع عن الجزيرة، وأيقنت أنها ورطة، تذكرني بما كان يفعله التلفزيون المصري قبل ثورة يناير المجيدة عندما كان يستدعي منتصر الزيات المحامي القريب من الجماعة الإسلامية، التي كانت في عداء قديم مع الإخوان، ليمثل دفاع الإخوان في البرنامج!
الجزيرة ليست حرم السيد والدي، ولست مسؤولاً عن رسالتها الاعلامية، وان كنت مدافعاً عنها وهي تنحاز للثورة المصرية في الأولى والثانية، ويوم موقعة الجمل، فلولا نقلها المباشر في هذا اليوم لسحقنا نظام مبارك، ومنذ البداية كان طلب المخلوع ابعدوا الجزيرة وأنا انهي موضوع ميدان التحرير تماماً، ثم أنها الآن تقدم الرأي الآخر، والصورة الأخرى، والميادين المنحازة للشرعية، وتحتفي في الوقت ذاته بمن يمثل هؤلاء الانقلابيين، وأحدهم يحرص بين كل كوبليه وكوبليه أن يذكر اسم عدلي منصور، ولا ينسى أن يسبق اسمه بلقب ‘سيادة الرئيس′، ظناً منه أنه بتكرار ذلك سنصدق ان ما تعرضنا له ليس انقلاباً عسكرياً ولكنه ثورة.
المفترض ان من يتولي مهمة الدفاع أن يكون واحداً من آل البيت، ومن المسؤولين في القناة، وقد ذكر لي زميلنا عبد الفتاح فايد مدير مكتب الجزيرة بالقاهرة أنه طلب من كثير من هذه الفضائيات أن تلتزم بقيم المهنة وتدعوه ليدافع عن موقفه في مواجهة هجوم التتار الجدد، في الدفاع عن الجزيرة، لكن طلبه قوبل بالرفض الحاسم، على نحو كاشف ان من الواضح ان قناة صهر السيسي كانت تستهدف والحال كذلك ان تجعل من برنامج طوني خليفة كميناً، كأني ناقص كمائن!
التمهيد للانقلاب
غضب القوم الذي لا فصال فيه هو من ‘الجزيرة مباشر مصر’، ومبكرا أعلن مخطط الانقلاب الأستاذ محمد حسنين هيكل انه ضد وجود قناة على أرض مصر تعبر عن توجهات دولة أخرى، وهو كلام لم يقله في حق ‘روتانا مصرية’ و ‘وام بي سي مصر’، ربما لأنه يرى ان البلدان المنشئة لهذا الانقلاب القادم، من حقها أن تفعل ما تشاء، ولا حديث عن السيادة الوطنية في مواجهتها.
افتعال واقعة الـ 25 مليون، يؤكد ما نشعر به وأشار إليه باسم يوسف في السابق في برنامجه ‘البرنامج’، وفي واقعة مشابهة، تم استخدام عبارة ‘زواج عتريس من فؤادة باطل’.. عتريس هو مرسي وفؤادة ترمز لمصر، وقد تساءل باسم بعد ان عرض المتشابه من حديث أكثر من برنامج هل هناك ‘اسكريبت’ واحد يوزع على برامج التوك شو جميعها؟!
التزاماً بالموضوعية، فان هناك أكثر من جهة تسيطر على وسائل الإعلام في المحروسة وتدير هذه الإقطاعية وفي الرأس منها الفضائيات الخاصة التي مثلت أداة مهمة في إحداث الانقلاب العسكري في مصر والتمهيد له.
مؤخراً احتفت الفضائيات والصحافة المكتوبة، بإحالة عدد من النشطاء للنيابة بتهمة تلقي تمويل أجنبي وإجمالي ما تم حصره من الجهات الإعلامية الناشرة 79 موقعا وفضائية وصحيفة نشرت هذا الخبر وان النائب العام يعكف على جمع التحريات لبدء التحقيق.. الذي سيطال السفيرة الأمريكية بالقاهرة.
وبعد أسبوع من الإثارة والجدل، صدر بيان من مكتب النائب العام ينفي الموضوع جملة تفصيلاً.. ونشرت إحدى الصحف الموالية للانقلاب، أن جهة سيادية تبحث عن من سرب مثل هذا الكلام للصحف والفضائيات.. وقالت الصحيفة ان جهة سيادية أخرى هي من قامت بذلك، وهكذا صرنا أمام جهات سيادية في حالة تنازع اختصاص.. وان جهة سيادية تكذب ما روجت له جهة سيادية أخرى، ‘والموجة تجري ورا الموجة’.. كما قال العندليب عبد الحليم حافظ.
الجزيرة تعد تقارير عن المثير في إعلامنا الباسل، فنقلت تصريح يسرا من المحلية إلى العالمية، تماما كما احتفت بتصريحات صاحب الضربة الإعلامية الكبرى والسبق الإعلامي الذي حصل عليه احد مقدمي البرامج عندما اقسم بان الإخوان هم من اخرجوا المسلمين من الأندلس!
بالبحث والتنقيب، في دفاتري القديمة عثرت على مقال لي هنا عنوانه ‘الأربعة المبشرين بروتانا’.. فعلمت من أين استقت الفنانة يسرا معلوماتها بأن المبشرين بالجنة هم أربعة فقط!

هيكل يتهم
روتانا مصرية تقدم برنامجاً يومياً تقوم فكرته على استضافة أربعة أشخاص في كل ليلة لا يتغيرون، لكن القدر يلعب لعبته.. فمنهم من ينسحب كطارق الزمر ومنهم من يختفي.. ومقعد هاني صلاح الدين خلا بانسحابه.. وقد اختفى الآن بعد الانقلاب، فحل محله جمال نصار فغادر إلى الدوحة ولو عاد لتم اعتقاله وبحثوا له عن تهمة، وفي غيابه حل محله إبراهيم الدراوي، فتم سجنه بتهمة التخابر مع حماس.. فإسرائيل لم تعد عدواً في زمن الانقلاب.
هيكل لم يلفت انتباهه اسم القناة ‘روتانا مصرية’ أو اسم البرنامج ‘ساعة مصرية’، لكن كل تركيزه على ‘الجزيرة مباشر مصر’، لأن أداءها يغضب الآلهة الجدد.. وهيكل كاهن يبحث عن فرعون، وربما عندما وجد رتبة الفريق أول عبد الفتاح السيسي أعلى من رتبة ‘البكباشي’ جمال عبد الناصر فهتف: هذا أكبر.
مزرعة هيكل في قرية ‘برقاش’ كانت قد تعرضت للحرق، وقيل أن هذا جاء على خلفية اتهامه بأنه مخطط الانقلاب، ومع لميس الحديدي وجه اتهامه للإخوان، وأن قرار الإحراق صدر من رابعة العدوية، وكان عجباً انه وهو الصحافي الكبير لم يستطع ان يمارس عمله بالتحقيق للتوصل للجناة، فكيف نطمئن له في القضايا الكبرى؟
بعد حواره مع لميس تم القبض على الجاني، وتبين أنه مسجل خطر وأنه لص محترف، وأن دوافعه هي السرقة، فبهت هيكل، وهو من وجه الاتهام لأناس في محنة، لأن من نفخ فيه هيكل من روحه ليجعل منه عبد الناصر، يواجه القوم بيت بيت .. زنقة زنقة، فحتى المرشد الرجل المسن، الذي فقد ابنه في مجزرة رابعة لم يرحموا حزنه او شيخوخته واعتقلوه.
لا بأس القلب وما يريد، وهيكل يتعامل وفق نظرية ازدواج المعايير، فالجزيرة مباشر مصر، لا يجوز ولا ينبغي.. أما ‘روتانا سينما’ فمسموح لها بمناقشة الشأن المصري والتأثير فيه.. وأمام هذه الحالة تتربص الجزيرة بأئمة الإسلام الجدد في مصر، فتروج لاختزال يسرا المبشرين بالجنة في أربعة لاكتشف بالمصادفة أنني السبب!
البأس الشديد في من ينقل عني العلم، ولو اخذ عني العلم لفسدت الأرض ولصدّقت الأمة أن جمانة نمور هي أجمل مذيعة دخلت قناة الجزيرة.. وهذا غير صحيح.

صحافي من مصر
azouz1966@gmail.com
المصدر:http://www.alquds.co.uk/?p=86108









مواضيع مشابهة :

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

جميع الحقوق محفوظة ©2013