أخر الاخبار

20‏/11‏/2012

الوحيدي يدعو الأهالي بإتباع َتعليمات رعايةِ الأطفال في ظروف الحرب

غزة- معا - أكد الدكتور عدنان الوحيدي، مدير جمعية أرض الانسان في قطاع غزة، وأخصائي وباحث في طب الأطفال، إنَّ الأطفال في مرحلة النشأةِ و التطورِ السريع يمتلكون كثيراً من عناصر التلبية للأحداث حيث إنها تترسخ لديهم ولا ينسون الخبرات السيئة بسهولة.

وأوضح الوحيدي في تعميمه الطبي، إن معظم الأطفال بخلاف البالغين لا يملكون القدرة على التعبير الحقيقي عما يحسون به عند تعرضهم للمواقف الصادمة الشديدة كحالات الحروب وما يصاحبها من القسوة، وبالتالي فقد يظن بعض الكبار أن التأثيرات النفسية للحروب على الأطفال ربما تكون محدودةً أو عابرةً أو أنها لا تطالهم أصلاً، مضيفا أن الأمر مخالف لذلك تماما وقد تظهر المشكلات المرافقة أو التالية للصدمات النفسية لديهم في وقتٍ متأخر وبشكلٍ مستدامٍ إن لم تعالج مبكراً.

وعن التأثيرات المتوقّعة الناجمة عن صدمات الحروب على الأطفال، عددها الوحيدي في التالي:

التأثير السلبي على النمو البدني والتطور الذهني والسلوكي.

ضعف الشهية نحو الرضاعة أو الطعام وظهور أعراض مرضية وقد يحدث إرتفاع متفاوت في درجة الحرارة.

انتكاس الأداء المدرسي وضعف التحصيل العلمي وتشتت الذهن لفتراتٍ طويلة.

تأثرٌ سلبي يصيب الذاكرة القريبة.

تكرُّس مشاعر الجُرح والتشاؤم بالنسبة للمستقبل.

ظهور سلسلة من الأعراض المرضية العضوية قد تهدد صحتَهم النفسية والبدنية.

استشراء ظاهرة التبول اللاإرادي وخاصةً التبول الليلي.

اضطرابات في النوم مع أحلامٍ مزعجةٍ وكوابيسَ مُخيفة.

العدوانيةُ والشراسةُ وتفشي غريزة الانتقام بدون مبررات.

المشاهدة الوهمية للعفاريت والأشباح بما يسبب الفزع الدائي.

تغيرات سلوكية كالإنطواء بعد أن كان الطفل نشيطا واجتماعيًا.

نقص أو حتى غياب الاهتمام بأنشطة اللعب العادية أو تحاشي الاندماج وضعف التفاعل الإبجابي.

تَبنِّي أفكارٍ غريبة، مثل أنهم لن يصبحوا كباراً أو أنهم سيموتون مبكراً قبل بلوغهم سن البالغين كوالديهم وأهلهم.

فُقدان بعض العادات الراشدة مثل عدم التبول في دورات المياه المُعَدة لذلك والقيام بذلك في أي مكانٍ قريبٍ مِنُهم.

ضعفُ مهاراتِ اللُّغَة، مثلَ صُعوبةِ التَّحدُّث كــ التأتأة وغياب بعض الأحرف وارتباك النطق أو اضطراب ترتيب الأفكار أو عدم انتظام سرد الحديث لدى الأطفال في سن القدرة على الحديث المتصل (عمر 4 سنوات وما فوقه).

تراجع العلاقات الأسرية وضعف خصلة التكافل الاجتماعي.

استفحال ظاهرة الخوف المستمر مستقبلاً حتى أمام الكوارث والأزمات الطبيعية لأنهم يكونون أقل تحملاً من الطفل الذي نشأ وترعرع في ظروف طبيعية.

أما التوصياتُ التي ينبغي اتِّباعُها:

فيما يخص الطفل حديث الولادة أو خلال فترة الرضاعة الطبيعية (أو دون عامين من العمر) فعلى الأم أن تحتضنه على الدوام وأن تحافظ على إعطائه رضاعة طبيعية لأكبر قدر ممكن نظرا لما تحققه عملية إرضاع الطفل من فوائد نفسيه وصحية للطفل والأم معاً (لاصحة لما يُقالُ إنَّ الإرضاعَ في حالات الإنفعال قد يضر الطفل).

احتواء الأطفال حتى سن دخول المدرسة بحيث يأوي الطفل لأحضان والديه أو أحد الجدَّين وخاصة أثناء النوم أو الراحة على أن يتم ذلك لأطول فترة ممكنة حتى يستشعر الطفل الطمأنينة التامة مع تكرار فعل ذلك عدة مرات يوميا.

تشجيع الطفل على التحدث وقراءة القرآن والصّلاة والتغني بالأناشيد التي يحفظها وإطرائهِ وتحفيزهِ عند أدائها.

مساعدةُ الطفل من أجل تفريغ إنفعالاته العاطفية وكبح جماح الخوف لديه باحتضانه واللعبِ معهُ بما لايقلُّ عن خمس مرات يوميا.

تجميعُ الأطفال لأطول وقت ممكن معاً وفي مكانٍ آمنٍ بعيدٍ عن ألواحِ الزجاج أو الوقود كالبنزين والكيروسين (الكاز) والغاز أو المواد الكيميائية المتنوعة أو القابلة للإشتعال وتشجيعهم على اللعب وبذل جهد جسدي بشرط أن يصاحبه الدعابة والترويح وجعل الطفل يضحك بقدرٍ معقول حيث إن ذلك يساعدهم على النوم العميق الجيد مهما حدث من ضوضاء أو قصف عنيف حين ينتابهم النوم.

يُرجَى من المدخِّنين أن يُقلِعَوا عنْ هذه الممارسة المؤذية رحمةً بأنفسهم وأطفالهم وغيرهم من المُساكنينَ و المجاورين لهم وعدم زيادة معدلات التدخين بذريعة التوتر الواهية فالتدخينُ يضرُّ بالأطفال وكلِّ أفرادِ الأسرة.

نظراً لبرودة الجو وخاصة ليلاً فيُنصَحُ بعدم استخدام الفحم للتدفئةِ وتَحديداً في المناطقِ المُغلقة قليلة التهوية لأن ضيقَ التنفس والمشاكل الخطيرة بالرئتين تحدث وبشدة لدى استنشاق الغازات المنبعثة من الفحم المشتعل.

عدم إطالة مدة مشاهدة التلفاز أوالجلوس مطولاً أمام شاشة الحاسوب أو الألعاب الالكترونية حيث إن ذلك يؤثر على الأطفال دائما ويزيد من الإنفعال وكذلك ينبغي على البالغين تفادي أيَّ جدالٍ مُثيرٍ أو إبداء المخاوف أوالتوقعات المحبطة التشاؤمية أمام الأطفال والاستعاضة عن ذلك بالهدوء والتفكير المتوازن وعدم الإفراط في التنبؤات.

عدم نسيان دور كبار السن فهو مهم جدا ويُنصحُ بأن يلتفَّ الاطفالُ بين الحين والآخر حول أيٍّ من الجدَّين أو كبار السنِّ الموجودين لِسَماعِ القصص والأحاديث الجميلة البعيدةِ عن الإنفعال حيث إن هذا يجلب الراحة للطفل ولكبير السنِّ معاً مع ضرورة تهدئة روعِ الكِبارِ وعدمِ إشغالهم بما يزيدُ من توترهم.

الحفاظ على أجواء السكينة والهدوء بين الوالدين وتفادي الخلافات الأُسرية وتحاشي الإنفعال وضبط الأعصاب بقدر الإمكان حتى لايتنقل التوتر للأطفال بشكلٍ سلبيٍ هدَّام تظهرُ آثارهُ السيئة في المستقبل ويستحيلُ عندئذٍ تفاديها.

السَّماحُ للأطفال بالحديثِ وتشجيعُهُم وإظهارُ الاهتمامِ بكلامِهِم وأفكارِهم سواءَ كان ذلك مباشرةً أو عبر الهاتف مع الأهل والأقارب والجيران و المعارف.

الحرصُ على تناول الأغذية المُعززة للطاقة كالتمر والتين المجفف وغيرها من الفواكه المجففة المتوفرة لكي تُعوضَ نقص الطاقة الناجم عن قلة النوم وكثرةِ الإنفعالِ والمجهود الذهني الكبير، ناهيك عن أن هذه المواد لاتحتاج الى مجهود أو مستلزمات لتجهيزها كالطبخ أو التبريد في ظل انعدام أو نقص الوقود والكهرباء.

اصطحابُ الطفل في أي زيارة قصيرة المدى إذا كانت الظروف ملائمةً ومشجعةً سواء الذهاب إلى البقَّال أو الأقارب أو الجيران وإشعارهِ بأن فترة الحرب مؤقتة مهما طالت وسوف تنقضي على خيرً بإذن الله.

عدم توبيخ الأطفال إذا بدا عليهم الخوفُ أو حتى إذا بدر منهم سلوكٌ يستوجبُ اللَّومَ و العتابَ أو عند ظهور أعراض الاضطراب العصبي أو العضوي ومن أمثلتها الشائعة التبول اللاإرادي.

في حالات ظهور أعراض ضعف أو انعدام الشهية للطعام لدى الأطفال، لابد من الاستمرار في محاولات إقناع الطفل بعرض الإغذية المتنوعة المتاحة وبقدرٍ يسير أي بكميات قليلة وعلى مدى فترات متقاربة.

عند حدوث تشنجات عصبية سواء لأول مرة بسبب فرط الانفعال العصبي أو كتكرار للنوبات السابقة في الحالات المصابة بمرض التشنج فينبغي استشارة الطبيب فوراً أو الذهاب المستشفى وبدون تأخير.

عدم التواني في أخذ الطفل للمستشفى أو الطبيب الأٌقرب طبقاً للظروف وحالة المواصلات وخاصة عندما ترتفع درجة حرارة الطفل الأقل من شهرين عُمراً إذا وصلت درجة الحرارة لــ 38 درجة مئوية واستمرت لمدة تزيد عن 4 ساعات متصلة لأن الدلالات الطبية في هذا العمر لها خصوصيتها.









مواضيع مشابهة :

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

جميع الحقوق محفوظة ©2013