أخر الاخبار

20‏/11‏/2012

يجب ان نعلم متى نضغط على الكابح

يجب ان نعلم متى نضغط على الكابح
بوعز بسموت
2012-11-20

كانت لعملية 'عمود السحاب' منذ أول يوم أهداف محدودة. فلم يعِد أحد باسقاط نظام حماس في غزة، ولم يعِد أحد ايضا بغزو بري لغزة. ومن جهة اخرى وُجد التزام باعادة الهدوء الى بلدات الجنوب. وقد أُحرزت الأهداف الرئيسة في اليوم الاول بعد اغتيال الجعبري والاصابة الشديدة لصواريخ حماس بعيدة المدى، وكان من الصعب على الرئيس اوباما وزعماء اوروبا ألا يؤيدوا عملية في نطاقها الحالي. لقد حصلت القدس على ضوء اخضر لكنها لم تحصل على شيك مفتوح. وحتى لو كانت الشرعية الدولية لعملية 'عمود السحاب' مشروطة فانه ما يزال من الممكن تلخيصها بالنسبة لاسرائيل بضوء ايجابي.
من المغري جدا ان نقارن بين عملية 'عمود السحاب' وعملية 'الرصاص المصبوب'. فالمكان نفس المكان (لكن مع زيادة صافرات انذار في تل ابيب والقدس)، والقوات نفس القوات لكن الحي لم يعد نفس الحي. فقد كان لاسرائيل في 2008 قدرة مداورة أكثر جدية، وكانت قنوات محادثة مصر وقطر آنذاك مفتوحة. لكن العالم العربي في اثناء ذلك اشتعل من الداخل وأخلى مبارك الحلبة في مصر لرجل الاخوان المسلمين. ونُذكر من نسي بأن قطر على أثر عملية 'الرصاص المصبوب' أخذت معها موريتانيا وقطعتا العلاقات باسرائيل. وفي دافوس بدأ رئيس وزراء تركيا، رجب طيب اردوغان، في المقابل يُدهور العلاقات بين تركيا واسرائيل. وغيّر المعتدلون في العالم العربي والاسلامي وجوههم. وكمَنَ لنا ايضا تقرير غولدستون غير العادل وغير المتوازن. ولم يضمن لنا الثمن الباهظ للعملية ايضا الهدوء الطويل. وهذه حقيقة.
صحيح ان ستة من زعماء اوروبا جاءوا الى البلاد آنذاك لمعانقة القيادة الاسرائيلية، لكنهم جاءوا ايضا للتحقق من ان دولة اسرائيل تفي بالتزاماتها وألصقوا أبو مازن في الأساس باسرائيل آملين ان يتحمل مسؤولية.
هبط 500 صحفي في اسرائيل في الايام الاخيرة. واختار فريق صغير منهم فقط التجول في الجنوب، وكان الأكثرون قد نزلوا في غزة أو في الطريق اليها، ولم تعد قنوات الاعلام تقدم تقارير صحفية من أسدود أو من سدروت لأن الامر قد انتقل الى غزة، والصور تُبث في العالم ويتوقع ان يكون لهم تأثير في الحكومات. ان النسبة بين الضحايا من نشطاء حماس والمدنيين تقف اليوم على 50 في المائة تقريبا، وهي نسبة غير جيدة بالنسبة لصورة اسرائيل، وكلما طالت العملية زادت النسبة وتضاءلت الشرعية التي تحصل عليها اسرائيل. ومن هنا يجيء إغراء ان نعلم متى نضغط على الكابح، برغم خيبة الأمل.
كان واضحا من أول يوم في العملية ان معسكرين يعملان في العالم على التوازي: الاول برئاسة اوباما والثاني برئاسة مرسي. فقد قاد اوباما الغرب الذي أيد حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، أما مرسي فقاد الخط الذي طلب مضاءلة الاضرار في غزة ووجود مخرج لحماس. ان حظ اسرائيل الكبير هو ان معسكر اوباما هو الذي يُملي على معسكر مرسي. وعلامة السؤال الكبيرة هي ما مبلغ اصغاء معسكر حماس لمرسي في الحقيقة. ان الامتناع عن عملية برية سيجعل نتنياهو يحظى بنقاط عند الرئيس اوباما. ان الرئيس الامريكي الذي تلقى كثيرا من النقد بسبب سياسته في الشرق الاوسط يبدأ ولايته الثانية برجله اليمنى، فاوباما لا يتدخل فقط بل يؤثر ايضا. وقد ألزمت عملية 'عمود السحاب' مرسي بايجاد قناة تحادث مع حكومة نتنياهو حتى لو كانت سرية ومحدودة. يجب ان نتذكر ان مرسي لم يوافق حتى بدء العملية حتى على ذكر اسم اسرائيل.
ان حماس هي التي اختارت وقت العملية ويجب على اسرائيل ان تختار موعد النهاية.

اسرائيل اليوم 20/11/2012









مواضيع مشابهة :

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

جميع الحقوق محفوظة ©2013