أخر الاخبار

07‏/06‏/2013

صحف عبرية الموقع: حزب الله

الموقع: حزب الله

صحف عبرية

كانت هذه حربا صافية، لمنظمة حزب الله. السوريون قدموا المساعدة بالمدفعية والجو، اما القتال فنفذه عمليا، نحو الف من رجال حزب الله، ممن ارسلوا لاول مرة الى سورية في اطر عسكرية منظمة. وفي اثناء الاسابيع الثلاثة التي قاتل فيها في القصير، منذ 19 ايار/مايو، خسر حزب الله بين 40 الى 50 في المئة من القوة التي هاجمت المدينة: نحو 120 قتيلا وبين 300 الى 400 جريح. ومع أن المدينة سقطت ولكن القتال حولها مستمر. تركيز الجهد العسكري لحزب الله في القصير، بشكل غير مسبوق، يدل على الاهمية العليا التي توليها المنظمة للسيطرة على هذه الجبهة. فقربها من الحدود اللبنانية خلق تهديدا بتسرب الثورة السنية من سورية الى داخل لبنان. موقع البلدة، على محور الطرق الذي يربط مراكز قوة الحكم السوري بشاطئ البحر ولبنان، جعلها هدفا من الصف لاول. وبالفعل، اخذ حزب الله اسقاط القصير على عاتقه باعتباره مشروعه الخاص.
فهل من الان فصاعدا سيواصل حزب الله التدحرج الى داخل سورية ويشارك مباشرة بالهجمات التي يخططها الجيش السوري على البلدة القديمة في حمص وعلى حلب؟ واذا كان ذلك، فستشكل المعركة في القصير نقطة انعطافة مهمة، إذ من الان فصاعدا ستصبح منظمة حزب الله بمساعدة ايرانية قوة مركزية في محاولة لحسم الحرب في صالح الاسد.
عندما ظهر هذا الاسبوع وزير الدفاع موشيه بوغي يعلون امام لجنة الخارجية والامن كان يعرف ان مدينة القصير توشك على السقوط. ففي اسرائيل، مثلما في دول اخرى في المنطقة، تابعوا صرخات النجدة من الثوار.
لقد سقطت القصير لان الثوار منقسمون، يعملون على اساس اقليمي، فبعد قتال كثيف نفدت ذخيرتهم، وتكبدوا اكثر من الف قتيل وجريح ولم تصل امدادات جديدة لملء النواقص واستبدال الافراد. المعركة في القصير كشفت نقاط ضعفهم. في اسرائيل، حاليا يميلون لان يروا في هذه المعركة حدثا تكتيكيا في حرب استنزاف وليس نقطة انعطافة دراماتيكية. ويشددون هنا على أن وضع الاسد يبقى صعبا.
ولكن لا يمكن تجاهل حقيقة ان الفشل في القصير هو وصمة اخرى في السياسة المترددة والواهنة للامريكيين في المسألة السورية. ففي خضوع الادارة الامريكية لروسيا، في الاسابيع الاخيرة، حول مؤتمر جنيف الثاني لحل مشكلة سورية، يوجد وزن ثقيل في سقوط القصير.
فليس وزير الخارجية الامريكي جون كيري وحده انبطح امام الروس، بل الادارة ايضا تعهدت بانها لن تحرك أي تمويل للثوار حتى انعقاد المؤتمر. ان الانتصار المعنوي بتحالف الاسد ـ الروس ـ الايرانيين وحزب الله لم يبدأ برفع العلم السوري أمس على خرائب بلدة القصير، فقد بدأ في اللحظة التي باع فيها الامريكيون الثوار للروس.
اذا ما اصبحت القصير حجر الدومينو الاول في انهيار الثورة ضد بشار الاسد، فستكون هذه كارثة استراتيجية للمنطقة بأسرها، برعاية حامية العالم الحر الولايات المتحدة الامريكية.

اليكس فيشمان
يديعوت 6/6/2013









مواضيع مشابهة :

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

جميع الحقوق محفوظة ©2013