أخر الاخبار

03‏/06‏/2013

هل تحترق بغداد؟

هل تحترق بغداد؟

صحف عبرية

في وقت ينصرف فيه الانتباه كله الى سورية تجري في العراق مأساه جديدة مع آثار استراتيجية في الوطن. فمنذ كانون الاول/ديسمبر 2012 والمناطق السنية في العراق تغلي بتظاهرات جمعية على رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي، بسبب تمييز السنة واضطهادهم.
في الثالث والعشرين من نيسان/ابريل ارتفع التوتر السني الشيعي، او السني الحكومي درجة كبيرة، ففي البلدة الشمالية السنية الحويجة بجنب الموصل، هاجم اعضاء طريقة صوفية سنية متطرفة من النقشبنديين موقع حراسة للجيش العراقي اكثره من الشيعة، ورد الجيش على التحرش بهجوم على مركز الطريقة في البلدة. وانتهى القتال بسقوط 53 قتيلا ومئات الجرحى وكان الجو مشحونا قبل ذلك ببخار البنزين. فقد أسهمت المواجهة بين السنة والشيعة في سورية باستقطاب بين السنة وحكومة المالكي الشيعية في اساسها في العراق ايضا، التي تساعد نظام الاسد في وقت يؤيد فيه اكثرية السنة المتمردين. وافضت الواقعة في الحويجة الى الانفجار.
منذ ذلك اليوم قتل نحو الفي شخص من الطرفين وجرح الالاف. ان ‘ابطال’ القتل من تلك المنظمات نفسها في العام 2006، وهي منظمات اسلامية مقربة من القاعدة. تقتل مدنيين شيعة ورجال شرطة وجنودا اناسا من القبائل السنية يتعاونون مع الحكومة، اما العصابات المسلحة الشيعية الاصولية فتقتل مدنيين سنيين عند خروجهم احيانا من المسجد عند انهاء الصلاة. ويطلق الطرفان النار بحماسة على بائعات الهوى وزبائهن وعلى اصحاب حوانيت خمور وعلى من يرتادون المقاصف والحانات.
يبدو أن العراق يعود رويدا رويدا الى ايام 2006 2008 حينما قتل الاف الناس من الطرفين وجرحوا بعمليات رد متبادلة كل شهر. فهرب نحو من مليوني شخص من بيوتهم. وانتهت تلك الحرب الاهلية عندما بدأ تعاون بين الجيش الامريكي وابناء قبائل سنية ضاقوا بالقاعدة وانصارها.
وحينما زال الخوف من القاعدة ضاقت الطبقة الوسطى الشيعية بالعصابات الشيعية المسلحة التي اشتغلت بالقتل والسطو على الشيعة ايضا. وقل تأثيرها جدا، ولا يوجد اليوم جيش امريكي في العراق، فالقبائل السنية منقسمة وأخذت عمليات القاعدة تقوى مرة اخرى، فصار العراق يواجه حربا اهلية جديدة.
اذا ضرب السنيون في العراق فلن يتنحى السعوديون جانبا، ولن تحجم ايران عن ان ‘تعرض’ على رئيس الوزراء الشيعي فرقا من ‘حرس الثورة’. وقد تكون الخطوة التالية هي ضم ايران للعراق بصورة فعلية وهروب جماعي للسنة. لكن الى اين يهرب اللاجئون السنيون؟ أإلى سورية، هذا غير ممكن، أإلى الشمال الى كردستان؟ انها مملوءة بلاجئين اكراد من سورية، والاكراد شديدو الشك بالعرب السنيين الذين كانوا قاعدة نظام حكم صدام حسين، وتركيا ايضا مملوءة بجموع اللاجئين وهكذا ستكون الاردن هي الوجهة الوحيدة.
لم تعد الاردن قادرة على الاستيعاب. فقد امتلأت بلاجئين سوريين، ومع كل ذلك سيهربون الى الاردن، كما فعلوا في 2006. وستواجه الاردن خطر انهيار. فاذا حدث ذلك سيتضعضع الاستقرار على حدود اسرائيل الشرقية ايضا وهي الحدود المستقرة الاخيرة. وان ما لا يقل عن ذلك خطرا هو أن ايران تحت غطاء الفوضى العامة ستستمر في هدوء وثقة على التقدم نحو السلاح الذري. وحينما تحرز ذلك سيتغير الشرق الاوسط الى الابد، ونقول في هذه الاثناء: هل رأى احدكم الولايات المتحدة في الاونة الاخيرة؟

انيتسيا برعام
يديعوت 3/6/2013









مواضيع مشابهة :

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

جميع الحقوق محفوظة ©2013