شتهر شهر مسرى بنفوق الحمير فيه
يتذكر كثيرون في العالم اليوم لأسباب مختلفة، لكن من تبقى من فلاحين مصر القدامى يتذكرونه لسبب مختلف، فاليوم هو "أول توت"، أي أول يوم في عام جديد من التقويم القبطي السابق للتقويم الهجري، ومن التقويم الفرعوني السابق للتقويم الميلادي.
اليوم هو الأول في من الشهر الأول من عام 1730 قبطي و6255 فرعوني، وهو تقويم وإن كان يبدو يخص مصر إلا أنه شمل كل وادي النيل وما زالت الحبشة (إثيوبيا وبعض إريتريا وجيبوتي حاليا) تستخدمه وإن لم يكن رسميا تماما.
وعدد شهور السنة القبطية/الفرعونية 12 شهرا و"شهر صغير" يسمى النسيء .. وهي عدة أيام تكمل السنة وربما كان أصل تسميتها وكأنها "نسيت". وتلك بالتحديد 4 أيام من 6 إلى 10 سبتمبر.
وترتيب شهور السنة القبطية كالتالي: توت، بابه، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤونة، أبيب، مسرى.
وتعود أسماء تلك الشهور في الأغلب العم إلى أسماء آلهة وأعياد دينية فرعونية منذ آلاف السنين، وتم تحويرها على مدار قرون حتى استقرت على هذه الأسماء القبطية.
تقويم للفلاحين
حتى عقود قريبة، وربما إلى الآن في بعض المناطق، يستخدم الفلاحون المصريون هذا التقويم فقط في حياتهم لارتباطه بالزراعة: من فيضان النيل وجفافه إلى زراعة المحاصيل وحصدها.
لكن مع تقدم تكنولوجيات الزراعة واستخدام الآلات وتنوع المحاصيل ـ بدلا من المحاصيل الحقلية التقليدية ـ تراجع استخدام الشهور القبطية.
وقبل عدة عقود، كان الفلاحون يعرفون تلك الشهور بملمح زراعي مميز حتى أصبحت أسماء الشهور مرتبطة بما يمكن وصفه الأمثال الزراعية.
"أمثال زراعية"
ومن أشهر المثال المرتبطة بالأشهر القبطية:
توت "إروي ولا تفوت"، أي أن الري ولو كان كثيرا لا يضر الأرض.
بابه "خش واقفل الدرابة" أي أغلق الأبواب والمنافذ جيدا استعدادا للبرد مع الخريف.
هاتور "أبو الدهب منثور" أي اصفرار محصول القمح في الحقول مع قرب حصاده، وكذلك أو "إن فاتك هاتور اصبر لما السنة تدور".
كيهك "صباحك مساك شيل إيدك من غداك وحطها في عشاك" كدليل على قصر النهار في هذا الوقت من السنة.
طوبة "تخلي الشابة كركوبة" أي من شدة البرد تصبح الصبية وكأنها عجوز لانحنائها بحثا عن الدفء.
أمشير "يفصص الجسم نسير نسير" "أمشير يخللي جسمك ع الحيط نسير" أي أن رياحه العاتية تكاد تمزق الأجساد، و"أمشير أبو الزعابير الكتير ياخد العجوزة ويطير".
برمهات "روح الغيط وهات" أي اذهب إلى الحقل واجمع ثمار المحاصيل.
برمودة "دق العامودة" أي تجهيز "درس" القمح بعد حصاده، وكان ينصب عامود في وسط "جرن" لذلك.
بشنس "يكنس الأرض كنس" أي ما بعد الحصاد وخلو الحقول من آثار زراعتها.
بؤونة "تنشف الميه من الماعونة" أي تتبخر المياه من الآواني من شدة الحر، و"بؤونه نقل وتخزين المونة".
أبيب "فيه العنب يطيب" أي شهر حصاد الكروم.
مسرى "تجري فيه كل ترعة عسرة" أي تزيد مياه فيضان النيل فتغمر حتى القنوات الصغيرة الجافة طوال العام. وهو أيضا شهر اشتهر عند الفلاحين قبل عقود بأن الحمير تنفق فيه كثيرا.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.