أخر الاخبار

07‏/12‏/2013

الصحافة اللبنانية اليوم

الصحافة اليوم 7-12-2013: راهبات معلولا: نحن ضيوف!

تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم السبت 7-12-2013 التطورات السياسية والامنية في طرابلس كما تحدث الصحف عن المستجدات السياسية والعسكرية للازمة السورية.

السفير

لبنان مدعو إلى تنسيق دولي ضد «جهاديي» سوريا
بان يرسم حدود «المرحلة الانتقالية»

محمد بلوط- وسيم إبراهيم
وكتبت صحيفة السفير تقول "صنفت البلدان الأوروبية ظاهرة «الجهاديين الغربيين» في سوريا على أنها «تهديد رئيسي» لها، معتبرة ان تطويق هذه الظاهرة المعقدة يشكل تحدياً لقدراتها الأمنية، بحسب مسؤول أوروبي عن مكافحة الإرهاب، قال إن مواجهة هذا الأمر يتم بتكثيف التعاون مع دول المنطقة، وبينها لبنان، في إطار جهد دولي منسق.
في هذا الوقت، خطا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خطوة إضافية نحو «جنيف 2»، وتأكيد إطلاق العملية السياسية السورية. وتنشر «السفير» نص مسودة الدعوة التي ستتلقاها المعارضة السورية في الأيام المقبلة.
إلى ذلك، ظهرت مجموعة من راهبات بلدة معلولا خُطفن على يد مسلحين الاثنين الماضي، وذلك في شريط فيديو بثته قناة «الجزيرة». وظهرت في الفيديو مجموعة من الراهبات في صحة جيدة. ولم يحدد مكان تواجدهن. وقالت إحدى الراهبات إن مجموعة أحضرتهن إلى المكان لحمايتهن وأنهن تلقين معاملة جيدة. وأكدت راهبة أخرى إنهن يمكثن في «فيلا جميلة جداً جداً»، نافية المزاعم بأنهن خطفن، بل تم نقلهن بعد تعرض البلدة للقصف.
وتصدرت ظاهرة «الجهاديين الغربيين» في سوريا اجتماع وزراء الداخلية الأوروبيين، الذي اختتم أمس في بروكسل. «السفير» حصلت على تقرير داخلي تسلمه الوزراء، وأعده المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دي كيرشوف. التقرير تم تسطيره بخلاصة تقول إن «المقاتلين الأجانب الذين ينتقلون إلى سوريا، يشكلون تهديداً أمنياً رئيسياً للاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء».
التقرير يوضح أن الجهود المبذولة «غير كافية»، على الرغم من «العمل الكثير» الذي تم. طالب كيرشوف ببذل جهود أكبر، في مجال الرصد والتعقب عبر الإنترنت والملاحقة القضائية. يوصي أيضاً بزيادة التعاون مع دول المنطقة. يذكر خصوصاً تركيا، ويعتبرها أولوية، ويطالب بتوفير المساعدة لأنقرة في مراقبة حدودها ومطاراتها.
المسؤول الأوروبي عن مكافحة الإرهاب قال لـ«السفير» إنه حضر مؤخراً اجتماعاً لقيادات أمنية أوروبية «وكان هذا الموضوع على رأس أولوياتهم». زار الولايات المتحدة قبل أسبوعين: «التقيت مسؤولين أمنيين، ورأيت أن هناك قلقاً عاماً». شرقاً، سافر إلى البوسنة والهرسك: «فوجئت بحجم المعلومات التي لديهم عن المقاتلين الأجانب، رأيت أنهم مصممون ويعملون بشكل مكثف على موضوع الوقاية». روسيا أيضاً تتحدث إلى الأوروبيين عن خطر عليها يمثله «مقاتلو القوقاز».
ازدياد القلق من تهديد «الجهاديين» الغربيين، ربما يفسر الأخبار التي تتحدث عن طرْق الأجهزة الأمنية الغربية لأبواب دمشق طلباً لتعاونها. لكن المسؤول الأوروبي لم يتطرق إلى قضية التعاون الأمني مع دمشق.
إحدى المشكلات الأساسية التي يواجهها الأوروبيون في تعقب «الجهاديين»، هي قلة المعلومات حول سجلات السفر. ولتجاوز هذه المشكلة، أطلقت في إطار غير رسمي منصة دولية للتنسيق وتبادل كل المعلومات عن الظاهرة. هذه المنصة الدولية شهدت ثالث اجتماع لها يوم الأربعاء، ووزيرة الداخلية البلجيكية جويل ملكيه تتحدث عن ضرورة توسيعها، وتذكر تحديداً لبنان وتركيا، وتقول «ننوي دعوة لبنان إلى الاجتماع المقبل».
بان كي مون والمعارضة
المعارضة السورية ستتلقى في الأيام المقبلة دعوة من بان كي مون، تنشر «السفير» مسودتها، والتي لن تتغير كثيراً. فالصياغة العامة للدعوة ترتكز على نواة إعلان جنيف وحده من دون أي إضافات أو إلحاق مقررات مؤتمر «أصدقاء سوريا» في لندن، سواء في النص أو في لائحة مرجعيات جنيف التي لم تكن من ضمنها المقررات اللندنية واشتراطها تمثيل المعارضة بـ«الائتلاف الوطني السوري» وحده، ومنع الرئيس السوري بشار الأسد من لعب أي دور في المرحلة الانتقالية.
وتظهر الدعوة قراءة أممية لجوهر العملية الانتقالية وحدودها التي تفرض تعايشاً واضحاً بين رئاسة بشار الأسد، وبقائه في السلطة ودخول معارضين في هيئة حكم تنفيذية إلى جانب وزراء من النظام الحالي، وهي قراءة تتعارض كلياً مع قراءة المعارضة وشروطها، كما تتعارض جزئياً مع قراءة النظام.
ويرسي منذ البدء نص الدعوة في استخدامه الفقرة «ا» من البند التاسع لإعلان «جنيف 1»، ازدواجية في تقاسم السلطة «العسكرية والأمنية». وينص «جنيف 1»، الذي استوحت الدعوة إلى المؤتمر منه جزءاً، على «استمرار المؤسسات الحكومية والموظفين من ذوي الكفاءات. فمن الواجب الحفاظ على الخدمات العامة، أو استعادة سير عملها، ويشمل ذلك في ما يشمل قوات الجيش ودوائر الأمن. ومع ذلك يتعين على جميع المؤسسات الحكومية بما فيها دوائر الاستخبارات، أن تتصرف بما يتماشى مع معايير حقوق الإنسان، وأن تعمل تحت قيادة عليا، تكون محل ثقة الجمهور، وتخضع لسلطة هيئة الحكم الانتقالية».
وازدواجية توزيع السلطات الأمنية والعسكرية بين الأسد، الذي يبقى بموجب الدستور قائداً عاماً للقوات المسلحة إلى حين إجراء تغييرات دستورية، ثم إنجاز الاستفتاء عليها لن ترضي الطرفين بأي حال. فالنظام يرى أن الجيش والاستخبارات ليسا في رزمة الصلاحيات التي ينبغي نقلها إلى هيئة الحكم الانتقالية، فيما ترى المعارضة بكل أجنحتها أنهما في جوهر العملية الانتقالية، وهي الطريق الأقصر لتنحية الأسد وتغيير النظام.
وبتظهيره في متن الدعوة الأممية إلى المعارضة، النقطة الخلافية حول إبقاء السلطة العسكرية في حيز الأسد، يتوسل بان كي مون وضع الأمور في نصابها، لتجاوز النقاش حولها، بختمه الدعوة، «بأن الموافقة على الحضور يعد التزاماً بأهداف المؤتمر، وفق ما ينص عليه بيان جنيف 1».
إلا أن كل هذه الخطوات يسبقها تنفيذ البنود الأولى من إعلان جنيف، والتي لا تدخل ضمن النقاش، بل تعتبر شقاً أساسياً في تدابير بناء الثقة التي لا تخضع للمفاوضات بل تقوم بتسهيلها، وعلى كل الأطراف تنفيذها كما في جاء خاتمة الدعوة الأممية، وهي تفرض تحديات متفاوتة على الطرفين بضرورة احتواء العنف ووقفه، وهو تحد يواجه بشكل خاص المعارضة وقدرتها على فرض سلطتها على الأرض في المناطق التي تسيطر عليها. وهناك شكوك كبيرة في قدرتها على إجبار الجماعات «الجهادية» على وقف إطلاق النار، بعد تضعضع نفوذ «الجيش الحر» وتراجعه، وخروج «الجبهة الإسلامية»، الأقوى عسكرياً في صفوف المعارضة، من «هيئة اركان الجيش الحر»، احتجاجاً على ضعف التنسيق ومشاركة «الائتلاف» في جنيف.
وهناك طبعاً إطلاق المعتقلين، وحرية التظاهر والتعبير وانتقال الأفراد وفتح الطرق ونقل الجرحى. وفيما سيكون على النظام سحب الأسلحة الثقيلة والجيش من المدن، ينبغي على المعارضة تسريح المسلحين.
وتبرز في خاتمة الرسالة، دعوة جميع الأطراف إلى وقف العمليات الإرهابية، وهو نص يدخل في نطاق تدابير بناء الثقة من دون تسميتها بوضوح، فيما يغيب في نص «جنيف 1». وينطوي ذلك على تحديد مسبق لأحد المهام التي ستلقى على عاتق «هيئة الحكم الانتقالية»، من المعارضة والحكومة معاً. ويعكس ذلك الإطار العام الذي تسعى إليه الدول الغربية والولايات المتحدة وروسيا، إلى تزويد «الانتقالي» والسلطة الجديدة، بأجندة عمل متفق عليها دولياً، لتكليفها بمواجهة الجماعات «الجهادية» و«القاعدية».
ويبدو أن الدعوة قد حسمت أمر وحدة وفد المعارضة، في مخاطبتها وفد المعارضة السورية من دون تحديد جناح محدد، من «ائتلاف» أو «هيئة تنسيق» أو «هيئة عليا للأكراد» أو «تيار بناء الدولة» أو أفراد، وهو أمر لن يسهل عملية تشكيل الوفد. وتحسم الدعوة أمر انعقاد المؤتمر في قصر الأمم المتحدة في جنيف، وليس في مدينة «مونترو» السويسرية، بسبب مصادفة انعقاد المؤتمر، معرضاً سنوياً للساعات السويسرية، يملأ فنادق جنيف بالزائرين، ويضيق المكان على المتفاوضين."

النهار

طرابلس أسقطت مع الجيش "خطة استدراج"
مواجهة دستورية حكومية - رئاسية على الأبواب

وكتبت صحيفة النهار تقول "نجت طرابلس امس من بوادر مبكرة لاجهاض الخطة الامنية والاجراءات التي ينفذها الجيش فيها في ظل تكليفه حفظ الامن في المدينة بعدما كاد انفلات حبل الفوضى ليل الخميس الماضي ينذر بعواقب شديدة الخطورة على الجيش والاهالي بفعل ما وصفه بعض المعنيين بوضع المدينة بخطة استدراج لإحباط اجراءات الجيش وزجّه في مواجهات مع فئات متشددة في طرابلس.
وقد نجحت الجهود والاتصالات العاجلة في احتواء التدهور الذي امتد حتى ساعات الفجر والذي ادى الى استشهاد مجند وجرح سبعة عناصر من الجيش بينهم ضابطان الى جرحى مدنيين. واستعادت المدينة امس هدوءاً ملموسا كان من علاماته الغاء اعتصام كان دعا اليه الشيخ داعي الاسلام الشهال عقب صلاة الجمعة بينما برزت في المقابل دعوات الى نبذ الفتنة والعمل على ترسيخ الاستقرار في المدينة.
وقالت مصادر أمنية مواكبة لتنفيذ الخطة الامنية في طرابلس لـ"النهار" ان الجيش ماض قدما في تنفيذ الخطة المكلّف القيام بها وان عمليات الدهم مستمرة وفق ما هو مقرر، مشيرة الى ان هناك 11 موقوفا من جبل محسن وتسعة من باب التبانة فيما صدرت أربع مذكرات توقيف جديدة في حق اشخاص من باب التبانة ستنفذ. أما ما يثار عن عدم توقيف النائب السابق علي عيد ونجله رفعت، فلا يمكن ان يتم ذلك ما لم تصدر مذكرتا توقيف في حقهما. فاذا ما صدرتا فإن الجيش سيتولى تنفيذهما. وشددت على ان الجيش يعمل على توقيف أي شخص تدعي عليه النيابة العامة العسكرية. وأضافت ان كل ما يقوم به الجيش هو لحماية طرابلس واهلها أيا كانت انتماءاتهم وهو كان مستعدا لحماية التظاهرة التي كانت مقررة امس ولكن ألغيت وذلك لمنع الاعتداء على أي شخص.
من جهة أخرى، أبلغ المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي "النهار" ان اتصالات جرت بين الرئيس سعد الحريري وقائد الجيش جان قهوجي ومعه ومن خلاله مع المواطنين الذين كانوا يتحركون على الارض من اجل التهدئة واحتواء التوتر.
وكشف عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر لـ"النهار" ان طرابلس اجتازت "قطوع الشائعات التي دبرتها غرفة سوداء والتي احبطها وعي الجيش والمواطنين الذين صدرت عنهم بيانات موقّعة دحضت كل ما أثير عن حوادث لا اساس لها". وطالب المسؤولين بتقصي مصدر هذه الشائعات وملاحقة اصحابها من اجل حماية الخطة الامنية.كما طالب بانهاء "التباطؤ في سير العدالة الخاصة بملف تفجير المسجدين لأن العدالة البطيئة هي عدالة ناقصة وهي التي تغذي الهواجس عند اهالي ضحايا جريمة تفجير المسجدين".
وقد سجل تطور قضائي بارز امس تمثل في صدور دفعة احكام اولى على تسعة موقوفين من تنظيم "فتح الاسلام" راوحت بين السجن ثلاث سنوات و24 شهرا واخراجهم من الاراضي اللبنانية مدى الحياة.
الكباش الحكومي – الرئاسي
والاولوية الامنية التي فرضتها اوضاع طرابلس لم تحجب ملامح مواجهة سياسية كبيرة تبدو البلاد متجهة اليها في وقت قريب حول الملف الحكومي والاستحقاق الرئاسي اللذين تصاعدت في شأنهما اخيرا بوادر كباش دستوري وسياسي، وقت تشهد بكركي مزيدا من المشاورات والزوار الذين بات الاستحقاق الرئاسي المحور الرئيسي لحركتهم. وقالت مصادر في قوى 14 آذار لـ"النهار" امس ان الحديث عن الاستحقاق الرئاسي من زاوية التشكيك في حق رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بتشكيل حكومة وفقاً لما نص عليه الدستور يهدف الى ابقاء الحكومة المستقيلة التي هي حكومة الفريق الواحد وقد فقدت الثقة ولا تستطيع في حال من الاحوال ان تتولى مهمات رئاسة الجمهورية في حال عدم انتخاب رئيس جديد في الموعد المحدد في حين أن للرئيس ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام الحق في تشكيل حكومة تتولى المسؤوليات كاملة. ولفتت الى ان تخوف الفريق الآخر هو من تشكيل الحكومة الجديدة عشية انتخابات الرئاسة الاولى عندما يكون مجلس النواب في حال انعقاد للاستحقاق الانتخابي.
وذهبت مصادر بارزة في فريق 14 آذار الى التحذير من ان عدم اعتراف فريق 8 آذار بشرعية حكومة انتقالية قد تتشكل قبل بدء المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي على ما يلمح بعضهم سيذكّر بمرحلة سوداء من تاريخ الحرب في ظل حكومتي الرئيسين ميشال عون وسليم الحص. وقالت ان هذا الحصار السياسي يستلزم خطة مواجهة لا تخشى المواجهة واثمانها على ان تخوضها القوى المتحالفة مجتمعة، علما ان المصادر كشفت ان خلية سياسية بدأت العمل للتنسيق في موضوع استحقاق رئاسة الجمهورية تحت عنوان منع الفراغ.
مجلس الوزراء
في غضون ذلك، يرفع رئيس الجمهورية اليوم الستارة في قصر بعبدا عن التماثيل النصفية لرؤساء الجمهورية الذين تعاقبوا على لبنان منذ الاستقلال عام 1943. وستكون له كلمة في الاحتفال الذي يقام في المناسبة يؤكد فيه دور الدولة الحامية للجميع وعدم توريط لبنان في النزاعات الخارجية وخصوصاً في سوريا، مشددا على ان كل ازمات لبنان لا تحلّ الا بالحوار.
وفي المقابل أبلغ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي امس "النهار" ان المشاورات الجارية لعقد جلسة لمجلس الوزراء "ليست امرا جديدا وهي جارية منذ فترة مع رئيس الجمهورية وتكثفت اخيرا مع مختلف افرقاء الحكومة بعدما طال امد تصريف الاعمال". وقال ان هذا الامر "يعود الى تراكم كبير للملفات الملحة التي تتطلب قرارات حكومية اذ لا يمكن ان تبقى الامور في البلاد عالقة". وفي حين اكد انه لم يتفق بعد على موعد للجلسة، اوضح ان هذا رهن ما ستسفر عنه اتصالاته مع المكونات الاخرى للحكومة. ولفت ميقاتي الى انه "ليس بالضرورة ان يكون ملف النفط من الاولويات الملحة على جدول اعمال الجلسة باعتبار ان هذا الموضوع لا يزال يحتاج الى مزيد من الدرس، وفي اي حال فهو سيكون ضمن التشاور الجاري في المواضيع التي ستطرح في الجلسة".


راهبات معلولا ظهرن في شريط فيديو وطالبن بوقف استهداف أماكن العبادة

للمرة الاولى منذ اقتيادهن من دير مار تقلا في بلدة معلولا على ايدي مسلحين ينتمون الى تنظيمات جهادية الاثنين الماضي، بثت قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية شريط فيديو ظهرت فيه مجموعة من الراهبات الارثوذكسيات، وقالت بعضهن انهن موجودات في مكان آمن وإنهن لم يتعرضن للخطف.
وبدت الراهبات في صحة جيدة وهن مرتاحات في غرفة. ولم يحدد مكانهن. وقالت احداهن ان مجموعة احضرتهن الى المكان لحمايتهن وانهن تلقين معاملة حسنة. واكدت راهبة اخرى انهن يمكثن في "فيلا جميلة جدا جدا"، نافية المزاعم عن خطفهن.
وأفادت عدد من الراهبات الـ 12 انهن في صحة جيدة وانهن فررن من معلولا بعد اشتداد القصف للبلدة التي سيطرت عليها المعارضة السورية. ودعون جميع الاطراف الى انهاء استهداف اماكن العبادة في البلدة.
واتهمت وسائل اعلام قريبة من النظام السوري المسلحين باستخدام الراهبات "دروعاً بشرية"، مما أثار مخاوف على سلامتهن.
وفي وقت سابق أوردت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية التي تتخذ لندن مقراً لها أن كتائب "أحرار القلمون" السورية المعارضة التي تبنت خطف الراهبات تشترط للافراج عنهن اطلاق ألف معتقلة في سجون الحكومة. ونقلت عن مهند أبو الفداء من المكتب الإعلامي للكتائب أن الراهبات "في مكان آمن ولكن لن يفرج عنهن إلا بعد تنفيذ عدة مطالب أهمها الافراج عن ألف معتقلة سورية في سجون النظام السوري".
وعلق بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام في حديث تلفزيوني، على الشريط المصور لراهبات دير مار تقلا في معلولا ، فشكر "كل من ساهم في ان يكن مرتاحات"، وقال: "لكن الراحة الحقيقية في بيوتهن، وان لم تكن معلولا آمنة، فالمكان الآمن الان هو لدى البطريرك يوحنا العاشر اليازجي". وسأل "الله ألا يكون اي انسان سوري خارج بيته، ونريد ان تكون سوريا جميلة وكلنا نريد ان تعود سوريا".
الى ذلك، صدر عن المكتب الاعلامي لبطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الاورثوذكس ما يأتي: "رداً على الأنباء التي تحدثت عن حصول اتصال هاتفي بين محطة بي بي سي وغبطة البطريرك يوحنا العاشر اليازجي، تفيد بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس أن هذه الأنباء عارية من الصحة جملة وتفصيلا".
الوضع الميداني
ميدانياً، قتل خمسة اشخاص على الاقل واصيب آخرون بجروح في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مقرا لقوات الدفاع الوطني الموالية للنظام في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية في شمال شرق سوريا.
وقال "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقرا له: "لقي خمسة اشخاص حتفهم واصيب نحو عشرة بجروح اثر تفجير رجل نفسه بسيارة مفخخة بالقرب من مبنى يتمركز فيه عناصر قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام"، من غير ان يذكر ما اذا كان القتلى من أفراد هذه القوات.
وجاء في شريط إخباري عاجل للتلفزيون السوري الرسمي: "تفجير ارهابي بسيارة مفخخة محملة بمادة التبن في حي طي في القامشلي، وانباء عن سقوط قتلى وجرحى".
واتهم ناشطون من النبك بالقلمون القوات السورية بقتل 17 شخصا بينهم اطفال ومسنون في ملجأ في احد احياء البلدة.
ونقل المرصد عن ناشطين داخل البلدة الواقعة شمال دمشق انه عثر على جثث القتلى المدنيين في حي الفتاح الذي تسيطر عليه القوات النظامية في المدينة.
ولم يتضح متى قتل المدنيون، ودعا المرصد اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى دخول الحي فوراً. وتدور اشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين منذ ايام في النبك. وسيطر الجيش النظامي على قارة ودير عطية المجاورتين شمال النبك على الطريق الرئيسي بين دمشق وحمص.
وأعلن المرصد ان 20 شخصا على الاقل قتلوا في غارة لطائرات النظام على بلدة بزاعة في حلب شمال البلاد. وقال ان بين القتلى ثمانية اطفال وتسعة نساء.
أما التلفزيون السوري الرسمي، فأورد ان ثلاثة اشخاص على الاقل قتلوا واصيب 15 آخرون في سقوط صاروخ اطلقه مسلحون على مناطق تسيطر عليها قوات النظام في مدينة حلب.
هيغ
سياسياً، اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ اثر لقائه نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح في الكويت، ان الحل السلمي في سوريا يستوجب رحيل الرئيس بشار الاسد عن الحكم.
وقال: "كنا دوماً بالغي الوضوح من حيث ان الحل السلمي في سوريا يستوجب رحيل الرئيس الاسد". واضاف: "من المستحيل بعد كل هذا العدد من القتلى وكل الدمار، تخيل امكان بقاء نظام مضطهد قتل شعبه الى هذا الحد" في السلطة. "من المستحيل ان نتخيل، كما اعتقد، ان الرئيس الاسد يمكن ان يبقى مستقبلا في مقدم الصورة في سوريا"، وذلك مع اقتراب موعد مؤتمر جنيف - 2 المزمع عقده في 22 كانون الثاني 2014 سعيا للتوصل الى حل للازمة السورية. ورأى ان بقاء الاسد في منصبه سيكون "عقبة امام السلام"، وان بريطانيا او اي دولة غربية لن تقبل به. وختم: "نعتقد انه من الضروري جدا ان يرحل"، مجددا التذكير بأن حكومة بلاده تعتبر "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، الممثل الشرعي للشعب السوري.
ومن المقرر ان يقوم رئيس الائتلاف احمد الجربا اليوم بزيارته الرسمية الاولى للكويت. وشدد وزير الخارجية الكويتي على اهمية هذه الزيارة التي تأتي وسط التحضيرات لجنيف - 2، وقبيل انعقاد مؤتمر الكويت - 2 للمانحين المتوقع عقده منتصف كانون الثاني.
منظمة الاسلحة الكيميائية
واعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية انها تأكدت من تدمير كل مخزون سوريا من الذخائر غير المعبأة من هذه الاسلحة التي يمكنها ان تطلق غازات سامة. وقالت في بيان ان خبراءها في سوريا تحققوا من تدمير اجزاء من مبان كانت تضم منشآت لانتاج الاسلحة الكيميائية. واوضحت ان آخر تدمير كان قرب مدينة حمص، وهو من المواقع التي سبق للمنظمة ان اعلنت انه ليس في الامكان الوصول اليها لاسباب امنية."

الاخبار

طرابلس بلا خطة أمنيّة!

وكتبت صحيفة الاخبار تقول "بعد الضجيج الذي أثاره قرار تكليف الجيش فرض الأمن في طرابلس ووضع الأجهزة الأمنية بإمرته، تبيّن أن القرار «الخطي» مبتور وتقتصر الإمرة على القوى السيارة والمخافر من دون الأجهزة الأمنية الأخرى، ولا سيما فرع المعلومات. ثمة من يحاصر الجيش في طرابلس ويمنعه من تثبيت الأمن فيها.
بعد ساعات من محاولة تحويل طرابلس إلى محرقة للجيش إثر تكليفه في الاجتماع الثلاثي في بعبدا فرض الأمن فيها، وسحب دعوات للجهاد ضده، برز مؤشر خطير، تمثل في القرار الصادر رسمياً عن رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي، بتوقيع الأمين العام لمجلس الوزراء سهيل بوجي. فأن يكلف الجيش ضبط الوضع الأمني في طرابلس لمدة ستة أشهر أمر طبيعي ومن صلب مهمة الجيش وعمله، وهو موجود فيها بقوة. وأن يعلن رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس ميقاتي عن خطة أمنية لطرابلس، بالطريقة التي أعلنت أمر طبيعي أيضاً، نظراً الى الظروف التي تمر بها البلاد واستقالة الحكومة.
لكن ما هو غير طبيعي، لا بل معيب، أن يأتي القرار، الذي أحيط بضجة سياسية وإعلامية، مجتزأً وناقصاً. فقد علمت «الأخبار» أن القرار الذي صدر بعد يومين على اجتماع بعبدا، وتبلغته الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، أعطى الجيش أقل بكثير مما هو مطلوب، ولم يضع كل الأجهزة الأمنية العاملة في طرابلس تحت إمرته في طرابلس، بحسب اتفاق بعبدا. بل حصر الإمرة بـ 600 عنصر من القوى السيارة والمخافر الإقليمية فقط لا غير. ولم يلحظ القرار وضع فرع المعلومات أو الأمن العام أو أمن الدولة أو حتى الجمارك المكلفة بمرفأ طرابلس (حيث الكلام عن أهمية مراقبة المرفأ)، تحت إمرة الجيش في قيادة موحدة إقليمية على رأسها ضابط، مع العلم بأن الجيش بدأ الإعداد لهذه المهمة بتشكيل غرفة عمليات برئاسة العميد الياس سمعان. وبذلك جاء القرار، الذي أثار خشية بعض الأطراف الطرابلسيين، من أن يكون بمثابة إعلان المدينة منطقة عسكرية، خطوة ناقصة أو بالأحرى مقصودة، لعدم توسيع رقعة صلاحيات الجيش.
وفي المعلومات التي حصلت عليها «الأخبار» أيضاً أن سبب صدور القرار منقوصاً هو رفض فرع المعلومات التام أن يكون عمله في طرابلس تحت إمرة الجيش، وقد تجاوب ميقاتي مع هذا الرفض الذي جاء قاطعاً وتبلغته القيادات السياسية المعنية.
ونتيجة تفاعل الخبر في الأوساط الأمنية والسياسية أمس، تردد أن القرار عدل، لينص على «تنسيق» الأجهزة الأمنية غير المشمولة فيه بصيغته الأولى، مع الجيش. أي لن تكون للجيش سلطة الإمرة على الأجهزة الأمنية في طرابلس. والنتيجة هي أن لا خطة أمنية ولا تكليف كاملاً للجيش، بل محاولة لحرقه في طرابلس، بسبب استجابة ميقاتي لضغط مسلحي باب التبانة وفرع المعلومات الذي أثبت من جديد أنه قادر على رفض قرار رئيس الجمهورية بسط سلطة الأمن في طرابلس.
فما هو موقف الأخير، وبماذا سيجيب ميقاتي؟ يتكتم الثاني على النص الحرفي للقرار، فتقول مصادره: «القرار وصل إلى حيث يجب، أي قيادة الجيش». أما في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، فالنفي سيد الموقف. فرع المعلومات، بحسب مصادر أمنية، «لا يرفض إمرة الجيش. لكنّ ثمة نقاشاً بشأن القرار، وأحد الضباط تولى التنسيق مع وزارة الداخلية لبحث القرار». كذلك لا تزال المديرية ترفض وضع المخافر والفصائل في إمرة الجيش، معتبرة أن هذا الأمر مخالف للقانون.
في الأثناء، تواصلت المواقف من تكليف الجيش فرض الأمن في طرابلس مع مخاوف من الاستفراد فيه. وفي هذا الإطار، حذر رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط من «ترك الجيش وحيداً في طرابلس من دون توفير التغطية السياسية الكاملة من الفاعليات الطرابلسية أولاً واللبنانية ثانياً». وأكد أن«الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار لم يعد يجدي»، معتبراً أن «المطلوب تجفيف مصادر التمويل لجميع المجموعات المسلحة».
من جهته، أكد المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي عدم المواجهة مع الجيش، كاشفاً عن اتصالات جرت بين الرئيس سعد الحريري وقائد الجيش العماد جان قهوجي وبينه من جهة، وبينه وبين شبّان طرابلس، من جهة أخرى أدّت الى الالتزام بالتهدئة وبإجراءات الجيش.
وأشار إلى أنه كان يجري التحضير لاستهدافه هو والشيخ سالم الرافعي وشخصيات طرابلسية أخرى، لافتاً إلى «أننا لا نتهم جميع العلويين في جبل محسن، بل المرتبطين بالنظام السوري».
وقال ريفي في مقابلة مع قناة «العربية»:«طالما أن حزب الله يعتبر قتاله جهاداً، فإن عليه أن يتوقع جهاداً مضاداً»، وعبّر عن خشيته من عودة الجهاديين بعد انتهاء الحرب في سوريا إلى لبنان وكل الدول المجاورة.
ورأى رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب في حديث إلى قناة «المنار» ضمن برنامج «حديث الساعة»أن «تكليف الجيش ضبط الوضع في طرابلس هو مجرد كلام إعلامي إذا ما نظرنا الى الميدان، لأن الجماعات المسلحة تريد الهجوم على جبل محسن وعندها سيقصفهم الطيران السوري، كما سيجري في عرسال إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه».
أحكام على منتمين إلى فتح الإسلام
على صعيد آخر، أصدر المجلس العدلي حكماً في ملف متفرع عن ملف أحداث نهر البارد، أدان فيه المنتمين إلى فتح الإسلام الذين دخلوا الأراضي اللبنانية خلسة، فحكم على ثمانية منهم بالحبس ثلاث سنوات وغرامات مالية، وحكم على واحد بالحبس سنتين وغرامة مالية، وإخراجهم من الأراضي اللبنانية لمدى الحياة ومنعهم من العودة إليه. كما أعلن المجلس براءة اثنين منهم، هما: سعد الله أحمد الوكيل وعزام قاسم نهار من جرم دخول الأراضي اللبنانية خلسة لانتفاء الدليل.
ومما جاء في الحكم، أنه «في عام 2006 وبعد وفاة (أمير تنظيم القاعدة في العراق) أبو مصعب الزرقاوي، خرج بعض الذين قاتلوا الى جانبه من سوريين وفلسطينيين وأردنيين بعد ملاحقتهم من السلطات السورية، من مخيم اليرموك ودخلوا الأراضي اللبنانية خلسة والإقامة في المخيمات الفلسطينية، رافعين راية فتح الانتفاضة، وكان على رأسهم أميرهم شاكر العبسي».
أضاف: «بعد دخول العبسي الأراضي اللبنانية خلسة وإقامته في معسكر حلوى في البقاع الغربي، باشر باستقدام عناصر من سوريا لزيادة عديده، وذلك سواء بإدخالهم الأراضي اللبنانية بصورة شرعية أو خلسة».
وتابع القرار: «وعبر هذه الطريقة دخل الأراضي اللبنانية خلسة للإقامة في معسكر حلوى في البقاع (عدد من المتهمين)، أما السوري محمود ابراهيم منغاني، فقد تسلّم بطاقة زهرية اللون عليها اسم فتح الانتفاضة أبرزها عند حاجز الاستخبارات السورية على الحدود السورية.
وتجدر الإشارة إلى أن جميع المحكومين ملاحقون أيضاً في ملفات أخرى لا تزال قيد النظر أمام المجلس العدلي.
الجيش: سنلاحق القتَلة
شيّعت قيادة الجيش وأبناء برج البراجنة المجند الممددة خدماته عبد الكريم فرحات الذي استشهد مساء أول من أمس أثناء المواجهات بين الجيش والمسلحين في طرابلس.
وبعد تقليده أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرونزية، وإقامة الصلاة على جثمانه، ألقى العقيد الركن عصام أبو ضاهر، ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، كلمة أكد فيها أن «ردنا الواضح والأكيد على تمادي المجرمين في عبثهم يكمن في عزم هذه المؤسسة على إنقاذ الوطن، كائنة ما كانت الأخطار والتضحيات، كما في ملاحقة هؤلاء القتلة من دون هوادة، حتى إلقاء القبض عليهم وإنزال القصاص العادل بهم». وشدد على أن «ضريبة الدم الباهظة التي قدمها الجيش، ولا يزال، لن تذهب هدراً، فهذه الدماء الزكية هي التي صانت لبنان من التفكك والانهيار، وحافظت على الدولة ومؤسساتها، ومعها سينبلج فجر الخلاص في القادم من الأيام».

راهبات معلولا: نحن ضيوف!
رشا أبي حيدر
ظهرت راهبات دير مار تقلا في معلولا، أمس، في شريط فيديو على قناة «الجزيرة». في كلامهن، استعادة للمفردات التي استخدمها اللبنانيون الذين اختطفوا في مدينة أعزاز السورية: نحن لسنا مخطوفات، نحن ضيوف! ضيوف أعزاز بقوا في المعتقل أكثر من 16 شهراً.
هو السيناريو نفسه الذي يطلّ في كل مرة يتعرّض فيها أشخاص للخطف على أيدي جماعات سورية معارضة. لم يختلف يوم أمس عن سابقاته، العبارات ذاتها: «لسنا مختطفات»، «ضيافة جيدة» و«معاملة حسنة». تعود الذاكرة الى مختطفي أعزاز اللبنانيين، الذين هم أيضاً كانوا في «ضيافة جيدة» و«غير مختطفين».
مشاعر الطمأنينة والفرح والامتنان طغت، أمس، على مضمون الشريط الذي بثّته قناة «الجزيرة» القطرية. لكن، هل هنّ كذلك فعلاً؟
راهبات دير مار تقلا المختطفات من معلولا واللواتي ظهرن بصحة جيدة، «أكدن سلامتهن» في الشريط، وأنهن خرجن من الدير «لشدة القصف». بالتأكيد، لم تستطع الراهبات التحدّث عن سبب اختفاء صلبانهنّ، هنّ اللواتي رفضن الهرب من الدير مرات عدّة سابقاً. لكن إحداهن قالت إنه سيطلق سراحهن بعد يومين.
خطاب أصرّ عليه مدير المكتب الإعلامي لـ«المجلس العسكري» (التابع لـ«الجيش الحر») في دمشق وريفها، مصعب الخير ـــ أبو قتادة، الذي قال لـ«الاخبار»: «الراهبات (13 و3 مدنيين) لم يختطفن، هن بأيدي الجيش الحر وتم تأمينهن بناءً على طلبهن». وأضاف إن «الكتائب التي حرّرت معلولا هي المسؤولة عن تأمينهن». وأشار الخير إلى أن «الراهبات كنّ في الدير، وبسبب القصف طُلِب من الفصائل الموجودة نقلهن إلى منطقة آمنة، هذه هي كل القصة».
الهجوم على البلدة التاريخية يوم الثلاثاء الماضي شنته «جبهة النصرة»، قبل أن تنضم إليها مجموعات أخرى كـ«لواء الغرباء» و«جبهة تحرير القلمون» وكتائب من «الجيش الحر». غير أن عملية الخطف كانت على يد «النصرة». وبحسب مصادر ميدانية معارضة، دخلت شخصيات من «الجيش الحر» على خط التفاوض مع «النصرة» لإطلاق سراحهن. ويوم أمس، تبنّت «كتيبة أحرار القلمون» خطف الراهبات، وطالبت بالإفراج عن 1000 معتقلة عند النظام السوري مقابل الإفراج عنهن، حسبما نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن مهند أبو الفداء، من المكتب الإعلامي. وقالت المجموعة الخاطفة إن مطالبها وصلت إلى النظام السوري، من خلال الفاتيكان بعد تأمين اتصال بين رئيسة دير مار تقلا في معلولا (المختطفة) الأم بيلاجيا سياف والفاتيكان بواسطة هاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية. وأوضح أبو الفداء أن هذه المطالب مشتركة بين «جبهة النصرة» و«كتيبة أحرار القلمون». وهنا يعلّق أبو قتادة في حديثه لـ«الأخبار» قائلاً: «هذه الكتيبة (أحرار القلمون) لم نسمع بها من قبل، وأعتقد أنها فصيل وهمي». وفي هذا السياق، أكّدت مصادر إسلامية معارضة لـ«الأخبار» أن الراهبات المختطفات موجودات لدى «جبهة النصرة»، وليس لدى أي جهة أخرى، وأن مقاتلي الجبهة نقلوهن إلى «مكان آمن».
في المقابل، وفي اتصال مع مستشار وزير المصالحة علي حيدر، إيليا سمّان، نفى هو الآخر أن يكون قد سمع بهذه الكتيبة، وقال: «لحد الآن، لا يوجد أي معلومات، كما أنه لم يتواصل معنا أي أحد بخصوص الراهبات». وأشار سمّان الى أنه «سبق أن تعاطينا مع كتائب مسلحة، لكن هذه الكتيبة التي تبنّت الخطف لم نسمع بها إطلاقاً».
بدوره، أمين سر بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك في دمشق الأب مكاريوس ملوقة، قال لـ«الأخبار» تعليقاً على ظهور الراهبات: «أهم شيء أنهن بخير، واستطعنا الاطمئنان عليهن»، مضيفاً، «لكنهن الى الآن مختطفات، والضيعة نهبت وهدّمت، والراهبات ليس لديهن أي ذنب في ذلك». وقال ملوقة إن «مسلحي النصرة حطّموا كل صلبان الأديرة والكنائس باعتبار أن ذلك كفر»، مضيفاً «من الطبيعي أن يكون كلام الراهبات تحت الضغط وهن مجبرات على ذلك». وأشار الأب ملوقة، وهو من معلولا، إلى أن «الراهبات مختطفات مثل أبنائنا السبعة الشباب الذين خطفوا منذ أيلول الماضي». وكان الهجوم الأول على معلولا في أيلول، واختطف 7 شباب «قاوموا ثلاثة أيام مع الدفاع الوطني الى أن فقدوا الذخيرة واختطفوا». ويتأسف الأب ملوقة لأن المدينة «التي تستقبل 5 ملايين سائح أصبحت مدمرة بالكامل».
في الشريط الذي نشرته «الجزيرة»، ظهرت رئيسة الدير الأم بيلاجيا سياف تتحدّث في البداية قائلة: «نحن نطمئن كل العالم المشغول بالهم علينا، (...) ومن أنقذونا من الدير قالوا لنا إن ذلك لأجل سلامتنا وغادرنا الدير، والله سلم الجميع». ويسأل المصور الراهبات: «هل كانت هناك اشتباكات عند خروجكنّ؟»، فردّت الأم بـ«نعم»، وقالت «الله يعطيهم العافية». وأوضحت راهبة أخرى أنهن «13 راهبة و3 مدنيين في فيلا جميلة وعلى قيد الحياة، وسنغادر إن شاء الله عندما ينتهي القصف». وقالت أخرى: «نريد أن يحصل السلام، وذهبنا من شدة القصف، ومن أخذونا هم محبون واهتموا بنا كثيراً ونشكرهم ولم ينقصوا أي شيء علينا». وتوجهت إحدى الراهبات اللبنانيات الى أهلها بالقول: «بعد يومين سيفرج عنا، ونحن بخير». وأضافت راهبة أخرى: «نشكر لهم معاملتهم لنا، ولم نغادر الدير إلا بسبب القصف، والله يهدّئ الأزمة ويوفق الجميع». وناشدت راهبة أخرى «أفرقاء الصراع في سوريا وقف قصف الأماكن المقدسة»، مشيرة الى أنه «لا يمكن إلا أن نشكرهم على الخدمة التي قاموا بها لأجلنا وعلى الخدمة والرفاهية».
وتعليقاً على الشريط المصوّر لراهبات الدير، شكر بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام «كل من ساهم في أن يكنّ مرتاحات»، مشيراً الى أنه «إن لم تكن معلولا آمنة فالمكان الآمن الآن هو لدى البطريرك يوحنا العاشر اليازجي». وقال في حديث تلفزيوني: «أطلب من الله أن لا يكون أي إنسان سوري خارج بيته، ونريد أن تكون سوريا جميلة، وكلنا نريد أن تعود سوريا»."

المستقبل

راهبات معلولا في شريط فيديو: لسنا مختطـَفات
الفيصل: كيف نثق بإيران ورجلها في لبنان يتهمنا بالتفجير؟

طالب الأمير تركي الفيصل إيران أمس، بأن تبدي حسن النية تجاه الدول العربية، متسائلاً كيف للسعودية أن تثق بكلام وزير الخارجية الإيراني (محمد جواد ظريف) في حين يتهمها "رجل إيران في لبنان" (الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله) بمسؤولية تفجير السفارة الإيرانية الذي حصل أخيراً في بيروت. وقال الأمير الفيصل الذي شغل سابقاً منصب رئيس الاستخبارات العامة في المملكة العربية السعودية، إنه يجب على إيران ألا تتدخل في شؤون الغير.
وفي المشهد السوري، أكدت لقطات مصورة بثتها فضائية "الجزيرة" أمس، ما نقلته "المستقبل" في عدد الأربعاء الماضي عن قيادي في الجيش السوري الحر، أن راهبات دير مارتقلا في بلدة معلولا قرب دمشق التي استعادتها قوات معارضة لبشار الأسد من يد قوات النظام أخيراً، "بخير وأمان".
فقد نفت مجموعة من راهبات بلدة معلولا السورية التاريخية خطفهن على يد مسلحين، وذلك في شريط فيديو بثته فضائية "الجزيرة" الاخبارية.
وظهرت في الفيديو مجموعة من الراهبات في صحة جيدة وتبدو عليهن الراحة في غرفة. ولم يحدد مكان وجودهن. وقالت احدى الرهبات ان مجموعة احضرتهن الى المكان لحمايتهن وإنهن تلقين معاملة جيدة. وأكدت راهبة اخرى انهن يمكثن في "فيلا جميلة جداً جداً"، نافية المزاعم بأنهن خطفن.
ووردت انباء عن فقدان الراهبات من معلولا بعد ان اجتاحها مسلحون من بينهم جهاديون يوم الاثنين الماضي.
واتهمت وسائل إعلام مقربة من النظام السوري المسلحين باستخدام الراهبات "دروعاً بشرية" ما اثار مخاوف على سلامتهن.
وأكد العديد من الراهبات الـ12 انهن بصحة جيدة وأنهن فررن من معلولا بعد اشتداد القصف على المدينة. وطالبن جميع الاطراف بإنهاء استهداف اماكن العبادة في البلدة.
وقالت إحدى الراهبات في التسجيل إن فرارهن جاء على خلفية القصف الكثيف الذي استهدف البلدة، وقالت من أجل سلامتنا كان يجب أن ننزل من الدير. وقالت راهبة أخرى بعد يومين سيفرجون عنّا.
وتابعت رداً على سؤال رجل يقف خلف الكاميرا حول ما إذا كنّ مختطفات أو رهائن، قائلة: كلا، وضعونا فقط في مكان آمن بسبب الاشتباكات.
والاربعاء الفائت قالت رئيسة دير صيدنايا فبرونيا نبهان التي تحادثت مع رئيسة دير مار تقلا في معلولا الام بيلاجيا سياف مساء الاثنين، إن الراهبات الاثنتي عشرة السوريات واللبنانيات والسيدات الثلاث اللواتي يعملن معهن، موجودات في منزل بيبرود وهن في حالة جيدة.
وفي سياق آخر، ارتكبت قوات الأسد مجزرة أخرى النبك راح ضحيتها 70 شخصاً بعد المجزرة كان ضحيتها 32 شخصاً بين رجال ونساء وأطفال حسبما قال موقع "اتحاد تنسيقيات الثورة السورية" في "فايسبوك"، الذي أكد كذلك ارتفاع أعداد الشهداء في مدينة بزاعة بريف حلب الى 21 شهيداً بينهم 12 طفلا و7 سيدات من جراء القصف من الطيران الحربي على أحياء المدينة ظهر امس.
وقتل خمسة اشخاص على الاقل وأصيب آخرون بجروح أمس في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مقرا لقوات الدفاع الوطني الموالية للنظام في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية في شمال شرق سوريا، حسبما افاد المرصد السوري.
وقال المرصد في بريد الكتروني "لقي خمسة اشخاص مصرعهم واصيب نحو عشرة بجروح اثر تفجير رجل نفسه بسيارة مفخخة بالقرب من مبنى يتمركز فيه عناصر قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام"، من دون ان يحدد ما اذا كان القتلى من عناصر هذه القوات.
واشار المرصد الى ان التفجير وقع في حي عربي ضمن هذه المدينة ذات الغالبية الكردية الواقعة في محافظة الحسكة.
وفي السياسة اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس ان الحل السلمي في سوريا يستوجب رحيل بشار الاسد عن الحكم، وذلك في تصريحات أدلى بها على هامش زيارة له الى الكويت.
وقال هيغ "كنا دائما شديدي الوضوح لجهة ان الحل السلمي في سوريا يستوجب رحيل الرئيس الاسد"، وذلك اثر لقائه نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح.
اضاف الوزير الذي تدعم بلاده المعارضة السورية "من المستحيل التخيل انه بعد كل هذا العدد من القتلى وكل الدمار، يمكن لنظام مضطهد قتل شعبه الى هذا الحد" ان يبقى في السلطة.
اضاف هيغ "من المستحيل ان نتخيل وفق ما اعتقد، ان الرئيس الاسد يمكن ان يبقى مستقبلا في مقدمة الصورة في سوريا"، وذلك مع اقتراب موعد مؤتمر جنيف2 المزمع عقده في 22 كانون الثاني سعيا للتوصل الى حل للأزمة السورية.
واعتبر هيغ في تصريحاته ان بقاء الاسد في منصبه سيكون "عقبة امام السلام"، وان بريطانيا او اي دولة غربية لن تقبل به. وقال "نعتقد انه من الضروري جدا ان يرحل"، مجددا التذكير بأن حكومة بلاده تعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الممثل الشرعي للشعب السوري.
ومن المقرر ان يزور رئيس الائتلاف احمد الجربا الكويت صباح اليوم في زيارته الرسمية الاولى الى هذه الدولة الخليجية.
من جهته، شدد وزير الخارجية الكويتي على اهمية هذه الزيارة التي تأتي وسط التحضيرات لجنيف2، وقبيل انعقاد مؤتمر "الكويت 2" للمانحين المتوقع عقده منتصف كانون الثاني.
وكشف البنتاغون الخميس عن خارطة الطريق لتدمير الاسلحة الكيميائية السورية التي تعتبر الاخطر وتتضمن استخدام سفينة ومصنعين نقالين مع مهلة 45 الى 90 يوما لمعالجة "مئات الاطنان" من العناصر الكيميائية.
وبعد رفض البانيا تدمير العناصر الكيميائية المعروفة بتسمية "اولوية رقم 1" وتعتبر الاخطر ويفترض ان تنقل من سوريا قبل 31 كانون الاول، قررت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان تكلف الولايات المتحدة بالتخلص منها حيث ستجري هذه العمليات في البحر وعلى متن سفينة.
واستعدادا لهذا الامر بدأ البنتاغون تجهيز سفينة الشحن "ام في كيب راي" بطول 200 متر تنتمي الى الاسطول الاحتياطي في قاعدته في نورفولك (فرجينيا، شرق) بالمعدات اللازمة للقيام بهذه المهمة التي لم تعد تنتظر سوى موافقة نهائية من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية.
والعناصر الكيميائية التي تعتبر الاخطر ويفترض ان تدمر بحلول نيسان 2014 ويجب بالتالي ان تكون على متن كيب راي هي عبارة عن "مئات الاطنان" اي نحو "150 حاوية" بحسب مسؤول اميركي كبير في وزارة الدفاع رفض الكشف عن اسمه.
واعلنت دمشق عن اجمالي 1290 طناً من الاسلحة او المواد الكيميائية.
والحاويات يفترض ان ينقلها الجيش السوري نحو مرفأ اللاذقية بحسب منظمة حظر الاسلحة الكيميائية على ان تنقل لاحقا عبر سفن نحو ميناء دولة اخرى لم تحدد بعد. وتعهدت الدنمارك والنروج بتأمين هذه السفن او قسم منها.
وفور وصولها الى هذا المرفأ ستنقل الحاويات اولا خلال مهلة 48 ساعة الى سفينة كيب راي التي ستقوم كما يبدو بعملية التخلص منها في المياه الدولية بحسب هذا المسؤول.
وتقوم وزارة الدفاع الاميركية حاليا بتجهيز السفينة بنظامين للتحليل المائي وهو نوع من مصنع نقال قادر على التخلص من العناصر الكيميائية السورية الاكثر خطورة، اي تلك التي تدخل في صنع غاز الخردل او السارين او "في اكس".
وهذه الانظمة النقالة التي صنعها البنتاغون في مطلع السنة، نصبت على السفينة تحت خيمة مجهزة بنظام تنقية. وسيدير العمليات نحو ستين موظفا مدنيا من وزارة الدفاع الاميركية على ان يتكون الطاقم الكامل على متن السفينة من مئة شخص.
ونظام التحليل المائي يسمح بالتفكيك الكيميائي لمادة بواسطة المياه بما يؤدي الى ظهور جزيئات جديدة تكون اقل سما. وعمليات التفكيك ستستغرق ما بين 45 و90 يوما.
واضاف المسؤول الاميركي ان "هذه التكنولوجيا اثبتت نجاحها، والعناصر الكيميائية وتفاعلها معروف جيدا، انه امر آمن ويحترم البيئة" مؤكدا انه "لن يتم على الاطلاق القاء شيء" في البحر.
وقال ان "وزارة الدفاع لديها خبرة في نزع الاسلحة الكيميائية منذ عقود". ولا تزال الولايات المتحدة تقوم بتدمير ترسانتها المتبقية من حقبة الحرب الباردة وساعدت روسيا والبانيا وليبيا على التخلص من ترساناتها.
والسفينة ستقوم بعد تجهيزها بتجارب في البحر وستكون بعد ذلك "جاهزة للعمل في مطلع السنة المقبلة. انها مسألة اسابيع" كما اضاف المسؤول الاميركي.
ولم يعط البنتاغون الذي يعتبر ان العملية "لا تنطوي على مخاطر عالية"، توضيحات حول الاجراءات الامنية التي ستفرض حول السفينة كيب راي اثناء عمليات التخلص من الاسلحة الكيميائية."

اللواء

ميقاتي يدرس دعوة مجلس الوزراء .. وبعبدا تنتظر .. وحملة ضد سليمان على الفايسبوك
طرابلس تحبط محاولة الإيقاع بين الجيش والأهالي

وكتبت صحيفة اللواء تقول "فوتت طرابلس الفرصة على اللاعبين على وتر احداث صدامات بين وحدات الجيش اللبناني المولجة بحفظ الامن والعناصر المسلحة المنتشرة في باب التبانة، ومر يوم الجمعة من دون اعتصامات او خطابات او تحريضات، وبهدوء اعاد الروح الى الخطة الامنية في المدينة، على ان تؤسس الايام المقبلة لتكريس تهدئة طويلة، افساح المجال بالكامل امام القوى العسكرية والامنية في منع الاحتكام الى السلاح، وتنفيذ الاستنابات القضائية القاضية بتوقيف المتورطين والمسؤولين عن التفجير الارهابي الذي استهدف مسجدي «التقوى» و«السلام» في مدينة طرابلس في آب الماضي، بالاضافة الى المتسببين بالاحداث بين جبل محسن وباب التبانة، والتي اصطلح بتسميتها «بالجولات العنفية» المتكررة.
ووصف مصدر طرابلسي لـ«اللواء» بأن نجاح الاتصالات التي جرت الليلة ما قبل الماضية، ساهم في تخفيف الاحتقان، الامر الذي من شأنه ان يؤسس لمرحلة جديدة تبعد شبح الاشتباك، سواء بين الجيش والمسلحين، او بين مسلحي باب التبانة وجبل محسن.
وأكد عضو كتلة «المستقبل» النيابية ونائب طرابلس سمير الجسر ان طرابلس تمكنت من الافلات من حبائل «الغرفة السوداء» التي تعمل للايقاع بين الجيش والناس، مشيراً الى ان ما حصل عندما ظن المواطنون في باب التبانة ان مطاردة الجيش لاحد الافراد يستهدفهم، ليس من الضروري ان يتكرر، مشدداً على اهمية اعادة بناء الثقة بين المؤسسة العسكرية التي تحظى بتأييد ابناء طرابلس، والمواطنين الذين ينشدون الامن والاستقرار وليس شيئاً آخر، وهذا يمكن ان يتم خلال الحزم العادل والمتوازن.
وقال الجسر لـ«اللواء» ان العنف لا يحل المشكلة، ومن شأن صدور مذكرات توقيف ولو كانت غيابية، بحق المتورطين بتفجير المسجدين «السلام» و«التقوى» ان يشي بأن هناك عملاً جدياً على هذا الصعيد.
ونبه من الماكينات الاعلامية التي تبث الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، داعياً الاجهزة الامنية ومخابرات الجيش الى ملاحقة هؤلاء، وخصوصاً وانهم كادوا ان يوقعوا المدينة بفتنة كبيرة، مؤكداً ان سياسيي المدينة لم يكونوا غائبين عما جرى امس الاول وعن الاتصالات التي جرت لتطويقه، وانه شخصياً كانت له اتصالات مع الناس في التبانة ومع الجيش، وايضاً مع رجال الدين الذين كانوا مجتمعين في منزل الشيخ سالم الرافعي والذي صدر عنه بيان ساهم في التهدئة، وصولاً الى اقناع الشيخ داعية الاسلام الشهال الى الغاء الاعتصام الذي كان مقرراً اقامته في الجامع المنصوري الكبير في طرابلس.
وفي تقدير مصادر سياسية مراقبة في طرابلس ان الاستقرار في المدينة، سيكون النتيجة الاولية لقرار سياسي صلب مصحوب باداء امني حازم على الارض، وان يترافق كلا الامرين بقدرة القائمين على القرار بالزام الجميع بمعايير الامن والقانون.
وفي هذا المجال تشير المواقف الشعبية الى ان القائمين على الامن الطرابلسي غير قادرين على توفير معايير العدالة والتوازن، وسط اتهامات من العامة من الاهالي، ولا سيما في مناطق التوتر بأن الجيش قادر مثلاً على توقيف وملاحقة مسلحين من التبانة والقبة، لكن يعجز عن توقيف أي مسلح في جبل محسن، ومن هنا كانت إشارة الأهالي إلى أن الأمن في التبانة ومن ثم في طرابلس كلاً، غير ممكن لافتقاده إلى منظومة العدالة القادرة وحدها على توفير الأمن والاستقرار الدائمين.
يضاف إلى ذلك، بحسب هذه المصادر، أن حسم استحقاق الأمن في طرابلس مؤشر إلى استقرار البلد ككل، وبالعكس، وهذا الأمر لا يبدو متوفراً في ظل الصراع الدائر في سوريا، والذي يبدو أن طرابلس باتت ساحة خلفية له.
ومهما كان من أمر، فان الجيش لن يدخل في مواجهة دامية في طرابلس، بحسب ما نقل عن مصدر عسكري الذي أشار إلى أن الجيش ماض في تفكيك مناطق الاشتباكات من دون مداهمات أو اقتحامات، مثلما حصل في التبانة، مؤكداً أن الجيش قام بتوقيف 21 مطلوباً منهم 11 في جبل محسن و10 من التبانة والمحاور الأخرى.
ومر يوم الجمعة، أمس، على خير في طرابلس، من دون أي خرق أمني يذكر، لكن المخاوف لم تتبدد من عودة التوتر مع استمرار التعقيدات في الملفات العالقة، وأبرزها ملف تفجير المسجدين، في حين اتخذ الجيش تدابير أمنية احترازية واستقدم تعزيزات إضافية من اللواء الحادي عشر، وعزز نقاطه بالعتاد والعديد، وسيّر دوريات مؤللة وراجلة في الأماكن الساخنة، كما في شوارع المدينة الرئيسية، في اطار الخطة الأمنية غير المعلن تفاصيلها حتى الساعة، والتي حققت تقدماً على صعيد وقف الاقتتال بين جبل محسن والتبانة.
ميقاتي
في غضون ذلك، أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في خلال رعايته حفل افتتاح معرض بيروت العربي والدولي للكتاب بأنه «لن يتخلّى عن مسؤولياته التي فرضتها عليه ظروف البلد السياسية وظروف المنطقة»، وانه «لن يدخر جهداً لترميم الهوة بين مختلف الاطراف»، لافتاً الى ان «النزاعات العبثية لا تنتج منتصراً ومهزوماً، بل تفضي إلى اوطان مهزومة برمتها». وشدّد على أن «لبنان بتعدده وديمقراطيته وتنوع أبنائه لا يُهزم، ولن نسمح لأي كان، بقدر إمكاناتنا، أن يطيح بإنجازات المجتمع اللبناني بعد الحرب التي عصفت بين ابنائه».
ولفت انتباه المراقبين من خطابه، ترحيب ميقاتي «بالحضور العربي في معرض الكتاب، وعلى رأسه حضور المملكة العربية السعودية التي عودتنا بسط يد الأخوة والخير والسلام». واعتبرت المصادر أن هذه الإشارة جاءت رداً على اتهامات الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله للسعودية بالوقوف وراء تفجير السفارة الإيرانية، وإن كان ميقاتي تجنب الإشارة الى هذه الاتهامات أو ردود الفعل عليها، ولم يذهب في رده إلى الحد الذي ذهب اليه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، والذي يبدو انه كان من نتيجة ذلك هدفاً على مواقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» التابعة لـ8 آذار، حيث ظهرت له صور تمثله تارة بالعباءة السعودية المعروفة، وتارة بلباس الجيش السوري الحر، مع تعليق بأنه «راعي الأصولية في الجمهورية اللبنانية»، مع صورة ثالثة بزي أسامة بن لادن، مع تعليق يقول بأنه «فخامة رئيس جمهورية الربيع العربي ميشال بن سليمان آل داعش».
أما إشارة ميقاتي إلى «ترميم الهوّة بين مختلف الأطراف»، فقد عزتها المصادر إلى عزمه على إعادة تفعيل جلسات مجلس الوزراء، في ظل الشلل الحاصل في عملية تأليف الحكومة الجديدة.
وفي هذا السياق، أوضحت مصادر قصر بعبدا لـ «اللواء» أن موضوع انعقاد جلسات مجلس الوزراء لا يزال مجرد فكرة طرحها الرئيس ميقاتي في الإعلام، وربما أيضاً مع زواره، إنما أي مناقشة جدية بشأنها مع الرئيس سليمان لم تتم بعد، مؤكدة أنه في حال طُرحت على الرئيس سليمان فسيبدي رأيه فيها انطلاقاً من الحاجة إلى تحقيق ذلك.
وذكّرت المصادر بأن الرئيس ميقاتي، هو من يدعو مجلس الوزراء إلى الانعقاد، بحسب الدستور، وأن الرئيس سليمان يترأس الجلسة في حال حضوره، مؤكدة بأن التئام جلسات الحكومة يتم بالتوافق بين رئيسي الجمهورية والحكومة، وهو ما ينطبق أيضاً على جدول الأعمال.
وإذ لم تستبعد المصادر أن يصار إلى انعقاد جلسات الحكومة في حال استمر الجمود السياسي على هذا المنوال، سيّما وأن هناك مواضيع تستدعي نقاشاً داخل مجلس الوزراء بهدف بتّها، توقعت أن لا تكون الدعوة إلى مجلس الوزراء قريبة جداً، وذلك انطلاقاً من الضرورة إلى بلورة الصورة بشأنها، مؤكدة على أهمية التقيّد بالأصول الدستورية التي تدعى ذلك، وتنفيذ ما ورد في الدستور فيما خص هذه المسألة بالذات.
إلى ذلك، ظلت مصادر سياسية مطلعة على قناعتها بأن أي تطور يتعلق بملف تأليف الحكومة، لا يزال «محبوسا» في انتظار بلورة الصورة الاقليمية، وغياب أي منحى إيجابي بين الأطراف المعنية، لافتة في الوقت عينه إلى أن تعويم حكومة الرئيس ميقاتي أمر مستبعد أيضاً لألف سبب وسبب."









مواضيع مشابهة :

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

جميع الحقوق محفوظة ©2013