أخر الاخبار

20‏/07‏/2013

ياسر عبدربه والمفاوضات وكيري


كتب غازي مرتجى
أعلن أول أمس وزير الخارجية الأمريكي "كيري" استئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية , مرّ الخبر مرور الكرام لدى العامة وهو ما يؤكد أنّ المواطن العادي ملّ من سماع تلك الأخبار ويائس تماماً من مخرجات أي مفاوضات .

إعلان استئناف المفاوضات يجب ألّا يكون خبراً عادياً أو قفشة من قفشات السياسة الأمريكية المعتادة , ويجب أيضاً أن لا تُحصر معارضة أي عودة للمفاوضات ببيان للتاريخ أو بمعارضة تلفزيونية أو بموقف صحفي .. بل يجب أن نُشاهد الوضع العام الفلسطيني ونُحلّل ..

نحن الآن نعيش في "إنقسام فلسطيني داخلي , معيشة لا تُطاق , معابر مغلقة , حواجز إسرائيلية في كل مكان , جدار صادر نصف أراضي الضفة , استيطان لم يُبق على شيء , قدس تُهوّد , رواتب ع باب الله , ديون زادت على الـ5 مليارات , سياحة بلا سُيّاح , مشاريع تنموية انقرضت , مشاريع بنية تحتية انتهت , ومواطن مغلوب على أمره "..

يقول أحد أصدقائي الفيسبوكيين أن الرأي العام مستعد لتقديم أي تنازلات في مقابل العيش بسلام وتحقيق رخاء اقتصادي معقول , ولن يجد أي من كان معارضة شعبية على اي اتفاق يتم توقيعه مع الاسرائيليين .. كلامه في محله لكن هي رؤية مرحلية ليست استراتيجية أو دائمة ..

ما قدّمته إسرائيل لياسر عرفات في كامب ديفيد 2000 قبل اندلاع الانتفاضة الثانية كان أكبر تنازل من وجهة نظر الاسرائيليين , ما يتم تقديمه الآن لا يتعدى بميزان التنازل الاسرائيلي 10 % مقارنة بكامب ديفيد  , لهذا فلن يستطيع أي شخص الموافقة على أي اتفاق سياسي نهائي دون كامب ديفيد .

الرئيس أبو مازن يقف حائراً هنا .. إما القبول باستئناف المفاوضات , أو تحميله مسؤولية فشل الجهود الأمريكية الحالية رغم أن من أفشلها هو نتنياهو ( قبل أن تُنجحها الولايات المتحدة إعلامياً) .

استئناف المفاوضات هي بداية , لم يتنازل الرئيس ولا القيادة الفلسطينية هم فقط استطاعوا بكلمة موافق دون أي تعهدّات الافراج عن عدد من الأسرى (سيعلن قريبا) , وقف الاستيطان ولو لفترة محدودة فهو اعتراف اسرائيلي بعدم شرعية الاستيطان , محاولة لحلحة الوضع الاقتصادي المحلي , ومحاولة لوقف أي مخططات اسرائيلية للتصعيد العسكري . هي انجازات مرحلية طبعاً لكنها مهمة ..

علينا جميعاً أن نتأهّب لأن نكون معارضة , ليس معارضة لأجل المعارضة لكن معارضة لأجل تحسين وتحصين أوضاع اي اتفاق او اي قرارات ..

أقترح على القيادة الفلسطينية :
1- عدم الاعتماد فقط على الضمانات الأمريكية بخصوص استئناف المفاوضات , وإشراك المجتمع الدولي بكافة عناصره في هذا الاتفاق , فروسيا بدأت تعود لمكانتها الدولية , والاتحاد الأوروبي هو الداعم الأكبر لاقتصاد السلطة , والصين قوة اقتصادية ودولية ليست بالبسيطة .. على الدبلوماسية الفلسطينية العمل على توضيح الموقف الفلسطيني دولياً والعمل على تحصيل ضمانات دولية بحجم الدول التي لا تسير ضمن الإرادة الأمريكية , مع الضمانة الأمريكية الحالية .

2- على القيادة الفلسطينية العودة دوماً للشعب , لا يوجد لدينا أي مؤسسة تجمع الكل الفلسطيني , فعلينا إجراء استفتاء شعبي بأي قرار يتم اتخاذه , وبهذا الاستفتاء تكون القيادة الفلسطينية مُحصنّة من أي انتقادات قادمة .. على الأقل عليهم الخروج بتصريحات مُطمئنة للعامة بأن أي اتفاق سياسي سيُعرض باستفتاء جماهيري على الجميع .. ومن يُقرّر هو المواطن الفلسطيني وليس القيادة .

3- القيادة الفلسطينية تسمح الآن للجميع بـ"التخمين" وبتصديق "المصادر الخاصة" , أعلن مكتب الرئاسة أن المتخصصين بأي تصريح بخصوص الرئاسة الفلسطينية أو منظمة التحرير هما السيد نبيل أبو ردينة والسيد ياسر عبد ربه , على القيادة الفلسطينية الإيعاز لهما بالإجابة على أي اتصال من أي صحفي هذا أولاً .. والإيعاز لهما بالحديث حتى في الأسئلة المحظورة ..

4-على القيادة  الفلسطينية أن تكون قريبة من المواطن , فشرح ماهية الاتفاق مع "كيري" وأسس تنفيذ الاتفاق وشرح الضمانات الأمريكية وفوائد الاتفاق المرحلي على المفاوضات سيُقرّب المواطن من حلقات اتخاذ القرار بل سيدعمه بالرأي والموافقة .. وسيُنهي حالة "التيه" التي يعيش بها المواطن بسبب تراكمات تاريخية لديه بأن المفاوضات طريق خاسر .

5- على القيادة الفلسطينية التأكّد بأن لا إرادة أو إدارة تقف ضد رغبات الشعب والجماهير , وما حدث في مصر مؤخراً كان ضد رغبات دولية كثيرة لكنها إرادة الشعب , فالتعويل على جماهير فلان أو علان هي مراهنة خاسرة , الشعب دوماً يقول كلمته فكونوا الأقرب لشعبكم وجماهيركم .. وإن صدقتم صدقت معكم جماهيركم ..

6- لدينا في جامعاتنا الفلسطينية عدد كبير من الأكاديميين والسياسيين الفطاحلة , لماذا لا نستعين بهم ؟ ولماذا لا نُشرك الجميع في أي مفاوضات قادمة ؟ التغيير دائماً يُنتج الأفضل , واليد الواحدة (المجرّبة خصوصاً) لا تُنتج الأفضل !

7- ياسر عبد ربه في منظمة التحرير يُمثّل شخصه , فهو غير محمي شعبياً أو تنظيماً أو سياسياً , واتفاقات (جنيف) المشبوهة تجعل منه شخص بلا ثقة .. لماذا يتحدث ويتحرك ياسر عبدربه بأفكار لا يؤمن بها إلا هو ؟ ولماذا يتصدّر المشهد ؟ 

8- إحدى الشخصيات ممن شاركوا بكل جلسات المفاوضات السابقة , وبصراحة كان من ضمن من أسّسوا لثقافة "التنازل" يقف الآن بكل قوة ضد ما أسماهم "عصابة وجوقة المفاوضات" ويتحدث بمقالاته وعلى صفحته الالكترونية بحدّة عن التنازل والتفاوض المشؤوم .. وكأنه لم يكن ضمن من عارضوا أبو عمار في كامب ديفيد لـ"تناحة" الشهيد ورفضه توقيع أي اتفاق سياسي !؟ بحسب ما ذكرته (العصفورة) ..  رفقاً بعقولنا يا هذا فالتاريخ لا ينسى ولا يرحم أيضاً !









مواضيع مشابهة :

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

جميع الحقوق محفوظة ©2013