معاريف - تشيلو روزنبرغ
الخطة لتصفية اسرائيل
خطة النائبة حوتوبيلي والتي تتضمن خمس مراحل لتجسيد أمانيها الدينية – المسيحانية في ظل ضم مناطق "يهودا والسامرة" لاسرائيل ومنح الجنسية المشروطة للعرب هي خطة المراحل الخمسة لتصفية دولة اسرائيل كدولة يهودية. واضح للجميع بان هذه ليست خطة واقعية بل هذيان او وهم، حتى ربما مسيحانية دينية مفزعة.
يمتلئ التاريخ اليهودي بزعماء كهؤلاء ممن قادوا الشعب اليهودي الى المصائب فيما كان الدافع هو ديني متشدد. فحوتوبيلي تعتقد، أغلب الظن بان الحديث يدور عن تحريك حجارة على لوحة بلاد اسرائيل. هذا وهم ليس الا. وها هي الاسباب:
المرحلة الاولى: تعتقد حوتوبيلي بأنه سيكون ممكنا جلب مليوني يهودي الى اسرائيل كوزن مضاد لمليون ونصف المليون عربي يضمون الى اسرائيل. بالنسبة للقسم الاول من الجملة لا جدال بيننا. فليت يأتي مليونا يهودي الى هنا وبسرعة. غير أنه توجد مشكلة صغيرة: لشدة الاسف، لا يوجد مليونا يهودي يقفون في الطابور للهجرة الى اسرائيل. فالهجرة الجماعية توقفت منذ زمن بعيد.
لحوتوبيلي اقول بصوت عال الامور التي لن تعجبها هي أو مؤيديها: الكتلة الكبرى من اليهود التي هاجرت الى اسرائيل لم تأتي لدوافع صهيونية ودينية متشددة. معظم المهاجرين جاءوا الى هنا بسبب أزمات رهيبة، الكارثة الفظيعة او المطاردة والخطر لتصفية اليهود في البلدان العربية. والدليل هو أن اكثر من 90 في المئة ممن هاجروا الى اسرائيل، ابتداء من الهجرة الاولى وحتى الهجرات الاخيرة، جاءوا من بلدان الضائقة، بعد أن طوردوا واهينوا. اغلبية هائلة من يهود الدول المتطورة، اي الغرب والولايات المتحدة لم يهاجروا بجموعهم الى اسرائيل. المنفى الفقير والمطارد صفي، لحظ اليهود الذين هاجروا الى اسرائيل. إذن فكيف ستقنع حوتوبيلي يهود الولايات المتحدة أو يهود غرب اوروبا بالهجرة الى هنا، حتى ان كان الحديث يدور "فقط" عن مليونين؟ لا أمل في ذلك الا اذا وقعت معجزة. وحتى لو كان أمل في أن يهاجر يهود بهذا القدر الى اسرائيل، فان الهجرة ستستغرق زمنا طويلا. وبالمقابل، فان الضم هو عمل فوري، والحاق مليون ونصف عربي باسرائيل هو خطوة فورية ايضا. أذن ماذا نفعل الى أن يصل كل اليهود؟
المرحلة الثانية: تقترح حوتوبيلي قانون مواطنة يشترط المواطنة الكاملة بأداء الواجبات بشكل متساوٍ. ممتاز، ولكن يطرح سؤال، صعب بعض الشيء: اذا لم ننجح حتى اليوم في ان نجعل عرب اسرائيل يقدمون الخدمة الوطنية، وعددهم نحو مليون ونصف المليون، فكيف سنجعل 3 ملايين يرغبون في ذلك؟ واذا لم يرغبوا، فعندها لن تكون لهم مواطنة، حسب حوتوبيلي. وان لم تكن لهم مواطنة كاملة، فهل حقا سيجلسون بصمت ولن يثوروا، مثلما فعل السود في جنوب افريقيا أو في اماكن اخرى. يا له من أمر واقعي حقا.
المرحلة الثالثة: "فرض السيادة على مناطق الاستيطان اليهودي في "يهودا والسامرة"، المعرفة اليوم كمناطق ج، حيث يسكن نحو 100 الف فلسطيني، يحصلون على الجنسية الاسرائيلية الكاملة". بسيط تماما وقابل للتنفيذ بشكل فوري.
المرحلة الرابعة: حوتوبيلي تقترح "التبني بالتشريع الأساس لمبدأ كون اسرائيل دولة القومية اليهودية التي تتصرف بمساواة للحقوق تجاه مواطنيها غير اليهود. الكلمة الديمقراطية لا تظهر هنا الا بالتلميح فقط. والجميع سيقفون صامتين.
المرحلة الخامسة: جهاز التعليم سيكون مبنيا بحيث لا يسمح بالتحريض على "الارهاب" وما شابه. ممتاز، غير أن السؤال هو ماذا سيحصل اذا كان مع ذلك تحريض؟ ماذا سنفعل عندها؟ سنبعث الى السجن بكل الملايين؟ سنطردهم؟ ليس واضحا.
حوتوبيلي تؤمن بان كل العالم المتنور سيقف جانبا. فهل هذا حقا، وهل يمكن لاحد أن يتصور بان خطوة الضم ستمر بهدوء؟ على بناء كوخين في المناطق، تقفز الولايات المتحدة والغرب ويهددان. على الضم سيسكتان؟ واذا كانت انتفاضة او اكثر من ذلك سنطلق النار عليهم؟ من يرغب في تصفية اسرائيل كدولة يهودية، مدعو لان يتبنى الخطة الهاذية.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.