يديعوت - اليكس فيشمان
أسرار وصواريخ
إن شيئا ما يتشوش في علاقات الثقة بين اسرائيل والولايات المتحدة. فليس من المنطقي ولا من المغتفر ان تكون في منظومة علاقات حميمة كهذه - كما نعرفها على الأقل – بين جهازي أمن أن تكون أسرار أحدها مشاعا على لسان الآخر. فتلك الجهات في وزارة الدفاع الأميركية التي تبيع وسائل الاعلام الأميركية الأسرار الاسرائيلية بثمن بخس، تعلم أنها تضر بمصالح اسرائيلية واضحة في المنطقة وتُعرض حياة مواطني اسرائيل للخطر، لا أقل من ذلك.
حينما يحدث ذلك مرة واحدة فقد يكون زلة لسان شخص ما، وحينما يحدث مرتين يصبح خطة عمل.
في فجر الخامس من أيار هوجمت في منطقة دمشق مخازن اشتملت على صواريخ فاتح 110 ايرانية كانت موجهة الى حزب الله. وفي غضون ساعات معدودة بعد القصف سارع موظفون أميركيون الى الاشارة الى اسرائيل باعتبارها مسؤولة عن الهجوم، وآنئذ بحثت اسرائيل عن ذرائع لتُبين لنفسها لماذا أصيب الأميركيون بالبلبلة. لم يشأن الرئيس الاسد آنذاك – كما لا يشاء اليوم في الحقيقة – مواجهة عسكرية مكشوفة مع اسرائيل. وكان مستعدا آنذاك – كما هو مستعد اليوم حقا – للاختباء وراء التصريحات المعلنة لأن المتمردين نفذوا الهجوم. إن الاشاعة الأميركية للنبأ في أيار جعلته تحت ضغط عظيم من الجنرالات حوله الذين طلبوا ردا. والتزم الاسد بسلسلة تصريحات معلنة وهجومية أنه لن يوجد بعد ذلك ضبط سوري للنفس اذا مُست سيادة سوريا.
وفي هذه المرة، بعد الهجوم على القاعدة العسكرية شمالي اللاذقية، نجح الأميركيون في ضبط أنفسهم اسبوعا، وأشاروا أمس مرة اخرى الى اسرائيل أنها المسؤولة عن الهجوم على مخازن السلاح التي كانت تحتوي كما يبدو على صواريخ ساحل – بحر من طراز يخونت. والاسد الآن في معضلة، فحينما يُصر الأميركيون على ان اسرائيل هي الفاعلة فماذا يفترض ان يفعل: أأن يضبط نفسه ويُظهر الضعف؟ لا يحسن ان تراهن اسرائيل على هذا.
بعد تسريب النبأ في أيار اعتذر الأميركيون وأوضحوا أن الحديث عن مستوى منخفض من الموظفين وقالوا انه توجد لجنة تحقيق. وابتلعوا الأكذوبة في اسرائيل. ومر شهران وأصبحت الأفواه الكبيرة في واشنطن تُسمسر مرة اخرى بأسرار دولة، وأثبتت انه لا توجد للعلاقات الحميمة في ظاهر الامر بين هيغل ويعلون أية صلة بقدرة وزير الدفاع على السيطرة على العاملين معه.
إن الشيء العجيب هو أنه أصيبت منظومات سلاح روسية، والروس غير متأثرين، فالصفقة هي التي تعنيهم وفي اللحظة التي نقلوا فيها السلاح وحصلوا على المال أصبحت اسرائيل قادرة على ان تفعل ما شاءت. فقواعد اللعب مع الروس واضحة. وفي مقابل ذلك تبدو الادارة الأميركية التي هي شريكتنا الاستراتيجية في مظهر غير الموثوق بها.
أقد يكون التسريب الأميركي ذا صلة بنجاح تجربة الاطلاق التي نفذتها اسرائيل لمحرك صاروخ بالستي بعيد المدى؟ في النبأين اللذين نشرا لعبة رسائل خفية وحرب نفسية. إن التجربة أول أمس هي جزء من سلسلة تجارب تُجرى على الصاروخ والمحرك منذ زمن. حينما تريد اسرائيل ان تخفي عن الأنظار تجارب على صاروخ تعرف كيف تفعل ذلك. وكانت مهتمة أول أمس بأن تنشر نجاح التجربة. والرسالة واضحة وهي انه لا ينبغي ان يكون عند أحد وهم أن التقليص من ميزانية الدفاع يضر بقدرات دولة اسرائيل الاستراتيجية. على العكس من ذلك، إن اسرائيل فيما يتعلق بالذراع الطويلة لا تنوي ان توفر قرشا واحدا. إن صاروخا بالستيا مع محرك كالذي تم تجريبه يوم الجمعة يمكن ان يضع بصورة دقيقة قمرا صناعيا في الفضاء الخارجي ويمكنه ايضا ان يقود على نحو دقيق رأس صاروخ قاتلا.
ليس عندك اعلان أفضل لتجديد الحملة على ايران من تجربة ناجحة لصاروخ بالستي. إن حكومة اسرائيل تفتتح في هذه الايام مهرجان ايران بازاء خيار ان تولي روحاني الرئاسة في الشهر القريب سيخفض الضغط العالمي عن طهران، والرسالة الاسرائيلية واضحة. وتدل التجربة على ان الأميركيين ينظرون الى تهديدات اسرائيل بجدية حينما تُظهر فقط قدرة عسكرية ملموسة. أربما اذا تكون هذه التجربة هي التي أغضبت عددا من الموظفين في وزارة الدفاع الأميركية استقر رأيهم على التشويش على اسرائيل في جبهات اخرى.
أسرار وصواريخ
إن شيئا ما يتشوش في علاقات الثقة بين اسرائيل والولايات المتحدة. فليس من المنطقي ولا من المغتفر ان تكون في منظومة علاقات حميمة كهذه - كما نعرفها على الأقل – بين جهازي أمن أن تكون أسرار أحدها مشاعا على لسان الآخر. فتلك الجهات في وزارة الدفاع الأميركية التي تبيع وسائل الاعلام الأميركية الأسرار الاسرائيلية بثمن بخس، تعلم أنها تضر بمصالح اسرائيلية واضحة في المنطقة وتُعرض حياة مواطني اسرائيل للخطر، لا أقل من ذلك.
حينما يحدث ذلك مرة واحدة فقد يكون زلة لسان شخص ما، وحينما يحدث مرتين يصبح خطة عمل.
في فجر الخامس من أيار هوجمت في منطقة دمشق مخازن اشتملت على صواريخ فاتح 110 ايرانية كانت موجهة الى حزب الله. وفي غضون ساعات معدودة بعد القصف سارع موظفون أميركيون الى الاشارة الى اسرائيل باعتبارها مسؤولة عن الهجوم، وآنئذ بحثت اسرائيل عن ذرائع لتُبين لنفسها لماذا أصيب الأميركيون بالبلبلة. لم يشأن الرئيس الاسد آنذاك – كما لا يشاء اليوم في الحقيقة – مواجهة عسكرية مكشوفة مع اسرائيل. وكان مستعدا آنذاك – كما هو مستعد اليوم حقا – للاختباء وراء التصريحات المعلنة لأن المتمردين نفذوا الهجوم. إن الاشاعة الأميركية للنبأ في أيار جعلته تحت ضغط عظيم من الجنرالات حوله الذين طلبوا ردا. والتزم الاسد بسلسلة تصريحات معلنة وهجومية أنه لن يوجد بعد ذلك ضبط سوري للنفس اذا مُست سيادة سوريا.
وفي هذه المرة، بعد الهجوم على القاعدة العسكرية شمالي اللاذقية، نجح الأميركيون في ضبط أنفسهم اسبوعا، وأشاروا أمس مرة اخرى الى اسرائيل أنها المسؤولة عن الهجوم على مخازن السلاح التي كانت تحتوي كما يبدو على صواريخ ساحل – بحر من طراز يخونت. والاسد الآن في معضلة، فحينما يُصر الأميركيون على ان اسرائيل هي الفاعلة فماذا يفترض ان يفعل: أأن يضبط نفسه ويُظهر الضعف؟ لا يحسن ان تراهن اسرائيل على هذا.
بعد تسريب النبأ في أيار اعتذر الأميركيون وأوضحوا أن الحديث عن مستوى منخفض من الموظفين وقالوا انه توجد لجنة تحقيق. وابتلعوا الأكذوبة في اسرائيل. ومر شهران وأصبحت الأفواه الكبيرة في واشنطن تُسمسر مرة اخرى بأسرار دولة، وأثبتت انه لا توجد للعلاقات الحميمة في ظاهر الامر بين هيغل ويعلون أية صلة بقدرة وزير الدفاع على السيطرة على العاملين معه.
إن الشيء العجيب هو أنه أصيبت منظومات سلاح روسية، والروس غير متأثرين، فالصفقة هي التي تعنيهم وفي اللحظة التي نقلوا فيها السلاح وحصلوا على المال أصبحت اسرائيل قادرة على ان تفعل ما شاءت. فقواعد اللعب مع الروس واضحة. وفي مقابل ذلك تبدو الادارة الأميركية التي هي شريكتنا الاستراتيجية في مظهر غير الموثوق بها.
أقد يكون التسريب الأميركي ذا صلة بنجاح تجربة الاطلاق التي نفذتها اسرائيل لمحرك صاروخ بالستي بعيد المدى؟ في النبأين اللذين نشرا لعبة رسائل خفية وحرب نفسية. إن التجربة أول أمس هي جزء من سلسلة تجارب تُجرى على الصاروخ والمحرك منذ زمن. حينما تريد اسرائيل ان تخفي عن الأنظار تجارب على صاروخ تعرف كيف تفعل ذلك. وكانت مهتمة أول أمس بأن تنشر نجاح التجربة. والرسالة واضحة وهي انه لا ينبغي ان يكون عند أحد وهم أن التقليص من ميزانية الدفاع يضر بقدرات دولة اسرائيل الاستراتيجية. على العكس من ذلك، إن اسرائيل فيما يتعلق بالذراع الطويلة لا تنوي ان توفر قرشا واحدا. إن صاروخا بالستيا مع محرك كالذي تم تجريبه يوم الجمعة يمكن ان يضع بصورة دقيقة قمرا صناعيا في الفضاء الخارجي ويمكنه ايضا ان يقود على نحو دقيق رأس صاروخ قاتلا.
ليس عندك اعلان أفضل لتجديد الحملة على ايران من تجربة ناجحة لصاروخ بالستي. إن حكومة اسرائيل تفتتح في هذه الايام مهرجان ايران بازاء خيار ان تولي روحاني الرئاسة في الشهر القريب سيخفض الضغط العالمي عن طهران، والرسالة الاسرائيلية واضحة. وتدل التجربة على ان الأميركيين ينظرون الى تهديدات اسرائيل بجدية حينما تُظهر فقط قدرة عسكرية ملموسة. أربما اذا تكون هذه التجربة هي التي أغضبت عددا من الموظفين في وزارة الدفاع الأميركية استقر رأيهم على التشويش على اسرائيل في جبهات اخرى.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.