وكان ناشطون مسلحون سيطروا على القرية، التي يسكنها 120 ألف نسمة، منذ 31 يوما، في أعقاب فض اعتصامي أنصار الرئيس السابق محمد مرسي في رابعة العدوية وميدان النهضة في منتصف أغسطس الماضي.
وقال راعي كنيسة ماري جرجس للأقباط الكاثوليك بالقرية، القس أيوب يوسف، إنه تم استهداف الكنائس بالقرية للاعتقاد أن "للمسيحيين دور في عزل مرسي"، بعدما ظهر بابا الإسكندرية تواضروس الثاني، خلال إلقاء وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي بيان عزل الرئيس السابق.
وذكر يوسف، في تصريحات لسكاي نيوز عربية، أن المسلحين قاموا بتدمير مبنى للخدمات تابع للكنيسة، ثم قاموا بنهب نحو 20 منزلا تمتلكها أسر مسيحية، وأشعلوا فيها النيران، كما تم الاعتداء على مجمع كنائس، يضم كنيسة أثرية عمرها 1600 عاما.
وأوضح أن القرية عانت من غياب تام للأمن منذ شهر يوليو الماضي، حين تم نهب نقطة الشرطة.
كما وجهت للمسلحين الذين سيطروا على القرية اتهامات بفرض السطوة الإجرامية على العديد من الأسر القبطية، إذ تم إجبار البعض منها على دفع إتاوات مالية، كما تم إجبار أكثر من 100 أسرة قبطية على مغادرة القرية خلال الأسابيع الماضية.
وقد فرض المسلحون سيطرتهم على مداخل القرية الـ32 من خلال إقامة العديد من المتاريس والموانع الحديدية للحيلولة دون دخول قوات الشرطة إليها.
لكن عناصر من الشرطة والجيش داهمت دلجا صباح الاثنين باستخدام آليات ومدرعات، مدعومة بغطاء جوى من المروحيات التابعة للقوات المسلحة، إذ قامت مجموعة من الآليات باقتحام القرية، بينما قامت مجموعة أخري بفرض حصار كامل حول القرية من كافة الجهات.
وفي الوقت ذاته بدأت قوات الشرطة والجيش بمهاجمة المنازل التي يختفي بها المطلوبون أمنيا، ممن صدرت بحقهم قرارات ضبط وإحضار من النيابة العامة، لاتهامهم بالتحريض والتخطيط والتنفيذ لحوادث العنف.
وأفاد شهود عيان بأن القوات تمكنت من ضبط عدد من أنصار الرئيس السابق، والمتضامنين معهم، وكان لافتا عدم إبدائهم أية مقاومة في مواجهة القوات التي نفذت الهجوم.
ولا تعد دلجا، استثناء وحيد في صعيد مصر، إذ تعرضت عشرات الكنائس التاريخية، ومتحف ملوي في محافظة المنيا الجنوبية، قبل نحو شهر لتخريب وتدمير على أيدي "متشددين".
وتنفي جماعة الإخوان المسلمين ارتكاب أنصارها أي أعمال عنف بحق المسيحيين، ويتهمون بالمقابل قوات الأمن و"بلطجية" بالتخطيط لتلك الهجمات.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.