تسعة أعوام، هي عمر تطوير مشروع أول سيارة رياضية فائقة، تحمل علامة لكزس فى تاريخ الشركة العريقة، التي اشتهرت بصنع سيارات فاخرة متقنة، تسعة أعوام لتدرك لكزس أن دخولها عالماً جديدا لفئة جديدة عليها، لهو أمر شائك، خاصة إذا كان هذا المعترك يحتكره منافسون أقوياء، لهم تاريخ هائل ومرعب لأي منافس يريد دخول عالم السيارات الفائقة، فيرارى، لامبورجينى، باجانى، وحتى مرسيدس وأستون مارتن، كل تلك الشركات تمتلك الكثير من قلوب محبي تلك الفئة الجديدة على لكزس تماماً، ولكن الأكثر صعوبة هو أن تدخل هذا العالم بقوة توازي اسما عريقا تمكن من التفوق كمثال للفخامة والتطور، مع تقديم منتج يليق بعنف منافسة تلك الفئة، ويليق بقدر وقوة منافسيك، وإن تمكنت من فعل هذا فهو أمر يدل على أن نية لكزس دخول تلك الفئة، لم يكن محض مصادفة ولا قرارا دون ترتيب ودراسة، بل يمكن تسميته بالتمرد الواضح والثورة العارمة التي كانت تختفي تحت رماد مشتعل، هذا هو ما فعلته لكزس التي دخلت معترك السيارات الفائقة الأداء لأول مرة، مع آخر إبداعاتها الهندسية لكزس LFA الجديدة . إن طراز LFA قد جرى تطويره منذ أوائل القرن الحالي، ليتم تقديمه لأول مرة كطراز اختباري في عام 2005، خلال معرض أمريكا الشمالية للمحركات، ثم جاءت الانطلاقة الثانية فى عام 2007 بإطلاق نسخة اختبارية أخرى مضاف إليها بعض التحسينات على التصميم، قبل أن تظهر النسخة الاختبارية الأخيرة فى عام 2008، كأول نسخة تنتمي لعالم الرود ستار من هذا المشروع، حتى ظهرت أخيراً النسخة التجارية.
التصميم
استطاعت الشركة الأم تويوتا، الاستفادة بصورة موسعة من هندسة سباقات الفورميلا 1 في بناء وتطوير لكزس LFA، التي تتميز بهيكل متطوّر ومنصة مصنعة بالكامل من الألياف الكربونية المتطورة والمسماة (CFRP)، وهى التي تقدم مزيجاً مدهشاً من القوة والصلابة، حيث إن تلك التركيبة المتطورة أقوى بأربع مرات من الألمنيوم، وأخف كثيراً منه، فلكزس LFA أخف بحوالي 100 كجم من النسخة الاختبارية الأخيرة، التي كانت مصنعة من الألمونيوم لتقدم نموذجا خارقا لمتعة القيادة .
شكلياً فوضعية المحرك الوسطى أجبرت المصممين على تصنيع بدن السيارة بقاعدة عجلات طويلة نسبياً، مع إضافات واضحة لدعم الهندسة الديناميكية للبدن، وإن كانت تشكل شكلاً فوضوياً للبعض منا، فإنها تساعد بفاعلية في لصق السيارة -التي تتخطى سرعتها القصوى 320 كم / س- بالأرض.
المقصورة
داخلياً تغيّر الفكر تماماً، فأصبحت المقصورة خيالية مستمدة من أفلام الخيال العلمي، بكمية الأشكال الهندسية المتناغمة الرائعة، كلوحة العدادات المستقبلية المصنعة من الكريستال السائل LCD، كما حاولت لكزس إخفاء المكونات المصنعة من الألياف الكربونية قليلاً، بالاستعاضة بالألمونيوم المصقول الذي أضفى رونقا خاصا بعلامة لكزس على مقصورة السيارة.
ولم تبخل لكزس بالطبع على مقصورة القيادة، فقامت باستخدام أفضل الخامات وأكثرها جودة، لتصنيع مكونات المقصورة من جلود ومقاعد مغطاة بالإلكانتارا الثمينة، ولكن السمة الأبرز فى تصميم مقصورة القيادة، هي العملية المرتفعة للغاية، وكأن لكزس لا تريد إلهاءك وأنت تقود هذا الوحش المروّض بعناية، فتصميم التابلوه يسمح لقائد السيارة ببلوغ أزرار التحكم بمنتهى السهولة، مع توفير جميع المعلومات المطلوبة عبر شاشة تتوسط الكونسول الوسطى .
الأداء والمحرك
قلب لكزس LFA هو إحدى نقاط قوتها بالطبع، فهو محرك مكوّن من 10 أسطوانات بسعة ليترية تصل إلى 4.8 لتر ” تحديداً 4,805 سم مكعب ”، من طراز 1LR-GSE، وهذا المحرك يضع معايير جديدة للهندسة الميكانيكية لما يقدّمه من أرقام أداء مميزة مع تكنولوجيا متطورة، كاستخدام نظام تحكم إليكتروني في خانق السيارة، والذي يتحكم في دفع الوقود لكل أسطوانة على حدة، مما يعطي قدرا كبيرا من مرونة الأداء، كما أن رؤوس الأسطوانات مثبتة بزاوية ميل 72 درجة لقدر أكبر من عملية الأداء واستقراره، المحرك المبتكر يولد قوة حصانية تصل إلى 522 حصانا عند 8700 دورة فى الدقيقة، مع قدرته على توليد عزم دوران يصل إلى 480 نيوتن متر عند 6800 دورة فى الدقيقة، مع توفير 90 % من عزم الدوران عند 3700 دورة في الدقيقة، وبتلك المواصفات فهذا المحرك قادر على دفع السيارة من حالة الثبات إلى سرعة 100 كم / س فى زمن قدره 3.7 ثانية، مع القدرة على الوصول بالسيارة إلى سرعة قصوى تصل إلى 325 كم / س، وبوزن يصل إلى 1480 كجم، فنسبة القوة إلى الوزن تصل إلى 373 حصانا للطن الواحد، ونسبة القوة قياساً بسعة المحرك هي 115 حصانا لكل لتر، وهي أعلى نسبة في أي سيارة تنتمي لتلك الفئة، والفضل يرجع في لذلك إلى نظام الحقن المتطوّر، ونسبة الانضغاط المثلى ونظام العادم المتطوّر .
وتفخر لكزس بحجم ووزن هذا المحرك، فهو بحجم أي محرك ثماني الأسطوانات وبوزن محرك عادي مكون من ست أسطوانات، كما أنه يتخطى شروط الانبعاثات الأوروبية الصارمة، حيث يصل إلى تصنيف EURO 5 .
وستستعمل لكزس LFA الجديدة ناقل حركة متتاليا من ست نسب أمامية من طراز (ASG)، يقوم بنقل الحركة إلى المحور الخلفي عبر مجموعة التروس التفاضلية محدودة الانزلاق المتواجدة بالخلف، لتحقيق أفضل قدر من توزيع الوزن، حيث تبلغ نسبة الوزن 52 : 48 "أمام : خلف" ويتم التحكم فى هذا الناقل عبر مجاديف الانتقال خلف عجلة القيادة، والتي تدّعي لكزس أنها تقوم بنقل الحركة من المحرك إلى مجموعة التروس التفاضلية في غضون 0.2 ثانية فقط .
ويتوفر هذا الناقل بأربع وضعيات للقيادة هي Auto, Sport, Normal , Wet التي يتم التحكم فيها من خلال عجلة القيادة، وكل وضع يقوم بتكييف أداء السيارة ليناسب ظروف القيادة عبر برامج إليكترونية محددة، تقوم بالتحكم في قوة الكبح ومستوى تدفق الوقود وضبط نظام العادم .
عوامل الأمان
عند بلوغ سرعة تتخطى الـ 320 كم / س يجب التأكد والوثوق في سيارتك، وكعادة لكزس فلقد قدمت آخر من توصلت إليه معاملها في عوامل الأمان؛ لضمان بيئة آمنة لراكبي LFA الرياضية، وتضمن قوة الهيكل مع هندسته المتطورة حماية قصوى من التصادمات، وتضاف إليه بعض النظم الإليكترونية للمحافظة على مستوى معهود من الأمان لدى سيارات لكزس، فلقد قدمت لكزس نظام الإدارة المتكاملة الديناميكي للمركبة VDI، وأيضا نظام منع انغلاق المكابح المتطور SABS، نظام التحكم في ثبات السيارة VSCS ، ونظام التحكم في قوة الجر TCS، كل تلك الأنظمة توفر فعلياً مستوى مميزا من الأمان لمقصورة لكزس LFA .
فديو عن السيارة
https://www.youtube.com/watch?v=ZGqZ...eature=related
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.