أخر الاخبار

03‏/06‏/2013

حديقة المخاوف



في الهجوم الاخلاقي ـ السياسي ـ الاعلامي على إدارة سوبرلاند التي تفصل بين ايام الاستضافة لليهود وتلك التي للعرب، يوجد اكثر من دليل على الازدواجية الاخلاقية. صحيح أن هذا الفصل بشع ويذكر بقوانين كانت متبعة في عدة اماكن في قارات اخرى، في عهود اخرى، ولكن اكثر مما تحركه العنصرية، هو نتيجة الخوف والغباء معا.
الخوف لانه لا حاجة الى شرح أي ضرر يلحق بعمل تجاري كهذا، في حالة نشوب معركة عنيفة في المكان بين فتيان يهود وعرب، فلمثل هذا السيناريو احتمال غير قليل في التحقق، وقد سبق لمثل هذه الامور أن حصلت.
والغباء، لانه بدلا من الكذب على المعلم من يافا بانه في الموعد الذي طلبه لا يوجد مكان شاغر، والقول بعد ذلك لذات المعلم، الذي انتحل شخصية مدير جمعية يهودية انه بالذات يوجد مكان في هذا الموعد، كان ينبغي للادارة أن توضح لعامليها ان عليهم أن يقولوا الحقيقة. في هذا العصر الذي ينشر فيه كل شيء ويتفجر في الشبكات الاجتماعية في لحظة، لا مكان للاكاذيب والاعذار غير الذكية، ولكن ليست هذه هي القضية. وما حصل في حديقة الملاهي في ريشون لتسيون، يعكس واقعا باعثا على الاكتئاب ويحصل كثيرا جدا، وتدهشني أنا بالذات ردود الفعل العاصفة التي تثيرها القضية ـ بدءا بالدعوات للمقاطعة والغاء الصفقات، وحتى تحديد موعد لبحث خاص في الكنيست.
ينبغي الاعتراف بقلب ثقيل، بل وباحساس بالفشل: الشبيبة هنا تكره العرب حتى لو كانوا يسكنون على مسافة كيلومتر أو اثنين من منازلهم، ففي استطلاع اجري في 2009 في اوساط ابناء الشبيبة من أجل ندوة ‘التعليم في العصر الرقمي’ التي عقدت في حيفا أجاب نصف ابناء الشبيبة بانهم غير مستعدين لان يتعلموا في صف يوجد فيه تلميذ عربي واحد أو اكثر، بل واكثر من ذلك، فانه حتى الكبار لا يتحمسون لان يكونوا في صحبتهم. في سفوج الجلبوع على مسافة نحو ربع ساعة من بيت شآن (بيسان)، يوجد مكان رائع من أجمل الاماكن في العالم يسمى عين هشلوشا، والمعروف اكثر باسم السخنة، أحرص على ان اصل اليه عدة مرات في السنة وهذه دوما متعة رائعة، ولكني عندما أروي للاصدقاء اين كنت في العيد، يكون الرد الاول دوما: ولكن يوجد هناك جموع من العرب. صحيح، يوجد في السخنة جموع من العرب (ولكلمة ‘جموع′ توجد تداعيات سلبية)، وكذا جموع من اليهود، ولم اصطدم هناك بمشكلة مصدرها حقيقة ان الموقع مفتوح لليهود وللعرب معا، ومع ذلك، فان الكثير من الاسرائيليين لا يصلون الى المكان لانه يوجد هناك ‘جموع′ من العرب. إذن ربما يكون جيلي قد ضاع، ولشدة الاسف، فان من يكره العرب من شبه المؤكد ان يبقى هكذا، ولكن الجيل القادم، الذي يذهب الى سوبرلاند ولونا بارك لا يزال ممكنا انقاذه. ولما كان يوجد عندي اطفال بالضبط في هذا العمر، حاولت ان استوضح مصدر العداء،سألت ولم يعرفوا كيف يشرحون ذلك. بعضهم ادعى انها اللغة، آخرون قالوا ان العرب ببساطة يحدثون قدرا كبيرا من الضجيج، واحد ذكر العمليات. ولكن كان سهلا الملاحظة بانهم ايضا يفهمون ان ليس في كل هذا ما هو حقيقي.
المعنى هو أن الوضع قابل للاصلاح، ولكن المفتاح عندنا، نحن الكبار. علينا جميعا أن نطور علاقة اوسع وشكا أقل تجاه اولئك الذين لا يزالون يوجدون في اسرائيل تحت اصطلاح ‘الاقلية’. ولا، ليس أكل الحمص في يافا هو ما يسمى ازالة الحواجز وتقريب القلوب، يجب ان يكون في المدارس في الوسط اليهودي معلمون عرب اكثر وبالعكس. وهكذا ايضا في البنوك، في صناديق المرضى، في الوزارات الحكومية وكذا في المناصب العليا وفي السياسة، هذا سيعزز الثقة ويدحر جانبا بندي الدين والقومية.
وعندما سترى الشبيبة ان هذا ينجح لدى الكبار، فانهم سيفهمون ان الامر لديهم لا يمكن أن يكون مختلفا. وعندها في السوبرلاند ايضا لن يضطروا الى البحث عن طرق ملتوية ومتعرجة للفصل بين أيام الاستمتاع للتلاميذ اليهود والتلاميذ العرب.

معاريف 2/6/2013









مواضيع مشابهة :

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

جميع الحقوق محفوظة ©2013