أخر الاخبار

15‏/08‏/2013

الصحف العبرية اليوم

الخوف من حرب دينية في مصر

صحف عبرية

لا يوجد أدنى شك عند اللواء المتقاعد حسام سويلم في أن ‘هذه هي نهاية الاخوان المسلمين لا في
مصر فقط بل في العالم كله’. إن هذا المحلل العسكري المصري الذي اكتسب شعبية كبيرة في الشبكات العربية الكبيرة يبالغ، لكن لا اختلاف في ان ما يجري اليوم في القاهرة صراع هو الأول من نوعه في تاريخ الاخوان.
حينما يطلق جيش مصر النار على الصفوف المكتظة للمتظاهرين الذين تحصنوا في ميداني رابعة العدوية والنهضة، وحينما تتحدث التقارير الاخبارية عن عشرات القتلى ومئات الجرحى، فان هذه لم تعد معركة لتفريق مظاهرات، بل هي صراع سياسي عسكري ضخم على السيطرة على الدولة.
أعاد عزل الجيش لمحمد مرسي في الثالث من تموز/يوليو، وهو خطوة أيدتها حركات الاحتجاج بحماسة، أعاد الجيش الى قلب النشاط السياسي وألقى عليه من جديد كما كانت الحال بعد خلع مبارك مسؤولية ادارة الدولة.
لكن في حين وقف الجيش في 2011 يساند المتظاهرين جميعا، ومنهم الاخوان المسلمون والحركات السلفية وتوج نفسه بصفة ‘حارس الديمقراطية’، اتخذ الجيش هذه المرة موقفا سياسيا واضحا. فقد وسّع الجيش بتأييده الكثيف للحركات العلمانية باعتباره مرة اخرى ‘درع الديمقراطية ومبادئ الثورة’، وسّع سلطته العامة ليقرر ما هي الحركة الديمقراطية الشرعية وما هي الحركة التي تعمل على المصلحة العامة وينبغي أن تُكافح.
إن هذه السلطة البعيدة المدى التي تُفرغ نتائج الانتخابات من المضمون تجعل الحركات الليبرالية تواجه معضلة قاسية: فهي لا تستطيع أن تعارض صراع الجيش مع الاخوان المسلمين، لأنها هي التي بادرت الى الثورة الثانية على مرسي واحتاجت الى الجيش لحسمها. ومع ذلك لا تستطيع أن توافق على سيطرة الجيش الاستبدادية وعلى قراراته السلطوية التي لا تعتمد على مسارات ديمقراطية.
كان الجيش متنبها في الحقيقة للمعضلة والى أن توتير الحبل قد يضر بشرعيته، ولهذا وافق الفريق أول عبد الفتاح السيسي باعتباره رئيس الدولة بالفعل على منح النشاط الدبلوماسي والوساطة السياسية مهلة بغرض حل الازمة، من دون تدخل عسكري. لكن ممثلي دول الاتحاد الافريقي الذين جاءوا الى القاهرة ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون التي التقت مع مرسي، والتدخل الفظ آخر الامر للشيخين الامريكيين جون ماكين ولندسي غراهام، اللذين أحدثت تصريحاتهما عاصفة في مصر، لم تنجح في ردم الهوة، فقد أصر الاخوان المسلمون على أنه ينبغي اعادة مرسي الى منصبه والافراج عن سجناء الحركة قبل التباحث في المستقبل، ووقف الجيش وحركات الاحتجاج على أطراف أقدامهما يعارضان عودة مرسي.
وأُضيفت في اليومين اللذين مرا مبادرتان أخريان احداهما من جامعة الأزهر في القاهرة، والثانية من مجموعة ناشطين من الاخوان اقترحوا الافراج عن سجناء الحركة ما عدا مرسي، وطلبوا التزام أن يُعدل الدستور فقط لا أن يُغير كما تطلب الحركات العلمانية، وفشلت هاتان المبادرتان ايضا.
إن استقرار الرأي على التدخل العسكري لمواجهة تجمعات الاخوان المسلمين ليس مقطوعا عن المعركة التي يقوم بها الجيش المصري في سيناء.
نزيد على تقدير الجيش الذي يقول إن ناشطي الاخوان المسلمين يحاولون إفشال الحرب للمنظمات الارهابية بل يشجعونها، ان الجيش أراد ان يضعضع تقدير الاخوان الذي يرى ان الجيش لن يعمل على مواجهتهم ما بقي مشغولا في سيناء وأن جبهتين احداهما عسكرية والاخرى مدنية تفوقان قدرته.
وأُضيفت الى ذلك ايضا أنباء تقول إن الاخوان المسلمين الذين عطلوا الحركة والحياة في مركزين حيويين في القاهرة، يجمعون سلاحا ويستعدون لنضال مسلح اذا لم يُحسم فورا، فقد يصبح حربا حقيقية.
في حين ما زالت المعركة في القاهرة مستمرة، ورغم الأنباء غير المحققة التي تقول إن الجيش قد سيطر على ميدان النهضة، فان الخوف المباشر هو من أن تنتشر المواجهات العنيفة في مدن اخرى، بل أن تتدهور لتصبح حرب عصابات مدنية بين الجيش وناشطي الاخوان. وتقول التقارير الاخبارية من القاهرة إن مجموعات من ناشطي حركات الاحتجاج قد نظمت نفسها مجموعات دفاعية لحماية المباني الحكومية، بل إنهم ينوون حمل السلاح لتأدية المهمة.
يحاول عدد من متحدثي الاخوان المسلمين ان يصفوا المعركة بأنها صراع بين الاسلام والكُفر، وان يُحدثوا بذلك تصعيدا ذا طبيعة دينية وطائفية.
وقد دعا رئيس الأزهر الشيخ احمد الطيب المتظاهرين اليوم الى نبذ العنف والاتجاه الى الحل السياسي، لكنه جهِد في تأكيد ان الأزهر ليس جزءا من الصراع السياسي، وأنه لم يعلم بقرار تفريق المظاهرات بالقوة. وحذِر الطيب ألا يمنح عملية الجيش شرعية دينية كما امتنع عن التنديد بالاخوان المسلمين. ومع ذلك فان التطورات السياسية الأخيرة والعملية العسكرية ايضا تخط بصورة واضحة حادة حدود الجبهة التي تفصل بين الليبراليين والحركات الاسلامية.
والسؤال الآن كيف سترد حركات الاحتجاج على ما يبدو أنه مسؤوليتها وتأييدها للعملية العسكرية. إن المخرج السياسي ما زال نافذا، وهي قادرة على اقناع الجيش بالاستجابة لجزء من مطالب الاخوان على الأقل، وليس واضحا في نفس الوقت كيف سيريد الاخوان استغلال المعركة، فهل يرونها فرصة لتجنيد قوى جديدة والمواجهة ‘حتى الموت’ كما قال عدد من متحدثيهم، أو تستقر آراؤهم على أن هذه فرصة سياسية يمكن ان تعيد إليهم مكانتهم.

تسفي برئيل
هآرتس 15/8/2013





الاخوان: ماضيهم ما زال أمامهم

البروفيسور إيال زيسر
قبل أقل من سنة عزل محمد مرسي الذي كان رئيس مصر آنذاك، وزير الدفاع حسين طنطاوي. ووصف كثيرون تلك الخطوة بأنها لامعة وقدروا أنه مع إبعاد الطنطاوي سينجح أناس الاخوان المسلمين في تدجين الجيش المصري، كما فعل اردوغان بالجيش في تركيا وأن يؤمنّوا حكمهم بذلك. بيد أنه تبين ان مرسي حفر حفرة لنفسه ووقع فيها: فبدل الطنطاوي العجوز الذي ارتبط في وعي المصريين بنظام مبارك، حصل على عبد الفتاح السيسي وهو ضابط شاب ممتلئ حيوية ونشاطا وطموحا ايضا كما يبدو.
مع تعيين السيسي عاد الجيش المصري الى نفسه وضرب الاخوان المسلمين ضربة ذات مرحلتين. فقد عزل أولا ممثلهم عن الرئاسة وهو الآن يعزل أناس الاخوان من الشوارع. وسيُعزلون قريبا من الفضاء العام والاعلامي كما حدث بالضبط في ايام حسني مبارك.
بدأ الصراع بين الجيش والاخوان قبل خمسين سنة في عهد جمال عبد الناصر، وهذا صراع على صورة مصر وهو يجري بين معسكر علماني بقيادة الجيش وبين الاخوان المسلمين الذين خسروا في كل معركة تقريبا، لكنهم تمتعوا دائما بتأييد شعبي واسع.
إن اسقاط مبارك قسم المعسكر العلماني وجعل الجيش في الأساس في شلل. وقد دخل الاخوان في الفراغ الذي نشأ، وهم الذين استغلوا ضعف خصومهم وفازوا في انتخابات مجلس الشعب والرئاسة، لكن عدم وجود تراث ديمقراطي في مصر عمل في غير مصلحتهم هذه المرة، لأنهم في مصر لم يستوعبوا الى الآن ان الحكم يتم تغييره بالانتخابات لا بمظاهرات في الشوارع. ويبدو ايضا ان الاخوان جعلوا طبيخهم يحترق حينما حاولوا ان يُنشئوا تحت ظل المسار الديمقراطي، جمهورية اسلامية يُضمن الحكم فيها لأناسهم الى الأبد.
مر عزل مرسي بسهولة نسبية وكذلك ايضا تفريق المظاهرات أمس في القاهرة. وما بقي شباب ميدان التحرير الذين أسقطوا مبارك يؤيدون الجيش تأييدا صامتا فانه يستطيع أن يقمع الاخوان المسلمين مهما كانوا ذوي شعبية وإن احتاج الامر الى وقت ما. هذا ما كان في ايام مبارك وهذا ما سيكون ايضا في ايام السيسي.

اسرائيل اليوم 15/8/2013




السيسي الآن أقوى رجل في مصر وفي يده مقاليد الامور

سمدار بيري
من يبحث عن العدل والديمقراطية والتساوي في الحقوق لجميع المواطنين يحسن به ان يبتعد عن مصر. صحيح ان الجنرال السيسي وعد لكن الجنرال السيسي لا ينوي الوفاء بالحقيقة.
إن العنف الهائج في القاهرة هو معركة كسر يدين، فهناك من جهة الجنرال عبد الفتاح السيسي قائد الجيش وأقوى رجل في الدولة والحاكم الوحيد لها، ومن الجهة الثانية الرئيس المعزول محمد مرسي المحتجز بصفة مُحقق معه رفيع المستوى، ويتوقع ان يصل مثل مبارك الى مقعد المتهمين في ‘محاكمة القرن الثانية’. وهو يمكث الى ذلك الحين في الموقع المغلق للشرطة السرية، ويحظى بزيارات فقط من اولئك الذين نالوا موافقة السيسي، وهم مستعدون لترديد ما يريده الجنرال. لنفرض وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون.
هذا موضوع عنف يشد الأعصاب بروايتين، فالسيسي وعد بعدم استعمال القوة، وأقسم أنصار مرسي أن يتم احتجاجهم بطريقة سلمية وفي صباح أمس قلب المعسكران الطاولة. فقد أرسل السيسي دبابات وبلطجية، واستعمل مؤيدو مرسي قبضات الأيدي والسكاكين والبنادق؛ وجند السيسي شيخ الأزهر، واجتمع فقهاء كبار آخرون في ميدان مؤيدي مرسي. وقد توسلوا في المعسكرين على كل حال لوقف اطلاق النار على المدنيين.
إن الاسلاميين كما يبدو الآن لا ينوون التخلي، فقد انتهزوا فرصة خلع مبارك وهم يعلمون أنه قد حُكم عليهم تحت إمرة السيسي بأن يعودوا الى مكانة حركة سرية. ولهم أعصاب قوية لكن ليس لهم في الأساس ما يخسرونه لأنه لا ينتظرهم سوى السجن. أما السيسي في المقابل فمن الضروري له أن يُفرغ الميادين بأقصى سرعة ممكنة. إن الرئيس الذي عينه ونائبه ووزراء الحكومة أُصيبوا أمس بصدمة تامة وبقي قائد الجيش وحده في الميدان.
الآن في ذروة آب/اغسطس الحار الذي يمر بمصر، يُعد السيسي المحاكمات المُظهرة. وأصبح المحققون يجلسون في سجن طُرة عند رؤساء الاخوان المسلمين ويصوغ المدعي العام بجد لائحة اتهام مرسي.
يصعب أن نُقدر متى ستخلو الميادين من الاسلاميين والى كم من القتلى ستنتهي المرحلة الحالية من حرب مصر، لكن الطرفين يعلمان أن عدد الضحايا سيزيد، وهكذا سيزداد الضغط من العالم الخارجي. وقد أشار السيسي من قبل الى الامريكيين ألا يتدخلوا وعبر للرئيس اوباما عن رأيه في ترتيبات أولويات البيت الابيض بأصرح صورة. وبعد أن سمع من آشتون ومن الامريكيين أن ‘هذا ليس انقلابا عسكريا’ فلن تكون له مشكلة في أن يقول لكل من يتصل به: ‘لا تشوشوا عليّ، فأنا مشغول وأنا مُستخف بكم’.

يديعوت 15/8/2013















ستعيدون كل شيء حتى آخر حبة رمل

صحف عبرية

في الاسكندية في
مصر في ما كان يسمى آنذاك ‘قصر الرئاسة’، وقف الرئيس أنور السادات في مطلع ثمانينات القرن الماضي وقال مؤكدا كل كلمة بصورة مستقلة: ‘أنتم (الاسرائيليون) ستُعيدون كل شيء، حتى آخر حبة رمل’.
لم يكن عندنا أي داعٍ للتأثر بكلامه، بل إننا ضحكنا في سريرتنا. فقد كان كل شبه جزيرة سيناء تقريبا آنذاك في أيدينا، وكنا أسياد الارض وكان العالم يحبنا. ‘حتى آخر حبة رمل’، كرر السادات القول وكأننا لم نسمع في المرة الاولى.
وفي ذلك الوقت في فندق ‘سونستا’ في طابا وهو قلعة مشاهير تلك الايام، كان ‘ضيوف مهمون جدا’ يضعون أقدامهم في الماء وكانوا قد حظوا بمعاملة المشاهير من قبل مالك الفندق إيلي ببوشدو، وهو أمير مشهور في حد ذاته. ونقول بالمناسبة ان الفندق بُني على حبات الرمل الأخيرة لمصر.
وباختصار وعد بيغن، إذ كان رئيسا للوزراء بألا يُعيد، وهدأ اريك شارون من روع المستوطنين في سيناء. وماذا نقول وماذا نُعيد؟ لقد أعدنا حتى آخر حبة رمل.
وحينما جاء وقت حافظ الاسد، وهو الوالد الميت للرئيس الحي، ليُباحث اسرائيل في السلام سرا، بيّن ذلك الرجل من القصر في دمشق قوله: ‘حتى آخر حبة رمل’. وكان الاصرار الاسرائيلي على سؤال: أين بالضبط توجد حبة الرمل الاخيرة تلك. وقد وافقنا على المبدأ. وقد وُجد طريق مع الملك حسين من الاردن فقط لنُعيد ارضا ليست لنا ولتبادل اراضٍ بيد أنه الشاذ الذي لا يؤكد القاعدة.
لماذا هببنا لتذكر حبة الرمل الاخيرة والتذكير بها؟ لأنه تبدأ اليوم بحسب الخطة محادثات مع الفلسطينيين. وهناك احتمال ضعيف كما يقولون لأن تثمر هذه المحادثات عن اتفاق على ‘انهاء الصراع′. وهذا هو المكان والزمان ايضا لنذكر ونُذكر بأنه منذ كان احتلال المناطق أو تحريرها في حرب الايام الستة، يُعاود الفلسطينيون طلبهم ‘آخر حبة رمل’، حتى لو أبدوا في الغرف المغلقة وفي لقاءات التفاوض استعدادات لتنازلات طفيفة هنا وهناك. ما كنا لنثير هذا النمر من مجثمه لولا أن الامريكيين أشابين رؤساء في هذا ‘العرس′. ولم يكن لهم قط دور مهم كدورهم في هذه المرة. وينبغي ألا يوجد سوء فهم: فهم يُظهرون أنفسهم بمظهر الوسطاء النزيهين، لكن نظرة عابرة واحدة الى عيني جون كيري كافية لوقف الطرفين أو واحد منهما في مكانه. وماذا قال هؤلاء الامريكيون وماذا يقولون؟ ‘الى آخر حبة رمل’ إلا اذا اتفق الطرفان على غير ذلك.
هذا هو الموقف الامريكي الأساسي مع وبلا رسائل من رئيس الولايات المتحدة، وهو لم يتغير منذ أعلن ‘صوت اسرائيل’ انتهاء حرب الايام الستة. فهل أُقرت حقائق جديدة في المناطق؟ هذا لا يُخيف الامريكيين.
نميل الى الاستخفاف بأقوال الفلسطينيين والامريكيين. أقالوا؟ فليقولوا. فنحن سنستمر في ‘إلباسِك ثوبا من الاسمنت والجص’، كما تقول الأغنية. والفلسطينيون يشتكون ويطلبون ويُلحون؛ والاوروبيون يكشرون عن أسنانهم؛ والامريكيون ينددون ويُحذرون بكلمات حذرة لصيدلية ونحن مستمرون نتجاهل ونُقر حقائق.
من المهم أن نرى ان الفلسطينيين والامريكيين لم يكادوا يتحركون من مواقفهم مدة الـ 47 سنة الاخيرة. وهؤلاء واولئك ايضا على يقين من انه يمكن قلب الحقائق على الارض تماما. هل تريدون مثالا؟ منطقة يميت: فقد أعدناها حتى آخر حبة رمل. وغوش قطيف الذي أعدناه حتى آخر حبة رمل. وسيناء وشرم الشيخ وطابا.
إن التجربة التاريخية لا تبشر بالخير مع بدء المحادثات اليوم. إن الفرض الاسرائيلي هو ان تستمر المحادثات الى لا نهاية، وتكون بذلك للحقائق على الارض اسباب بقاء سنين كثيرة اخرى. لكن قرار الافراج القريب عن قتلة اذا قيس بالقرارات الاسرائيلية التي قد (وهناك من يقولون يجب) أن تتخذ في المحادثات لا يكاد يبلغ الى أن يكون مقدمة مدخل البداية. ولعبة أولاد. ومن الطبيعي ان نقول هذا وربما سنشتاق اليه بعد.
اذا بلغت الحكومة حقا الى المحطة النهائية فسيوجد عندنا سبب مؤلم لنكتب مقالة اخرى تحت عنوان ‘الحلم وانكساره’ وسيوجد بيننا ايضا من يقولون ‘الجريمة والعقاب’.

ايتان هابر
يديعوت 14/8/2013





لماذا تقولون مقاطعة منتوجات المستوطنين ماذا دهاكم؟

تسفي برئيل
يُصيب الذعر نُحاة (جمع نحوي) اللغة العبرية اليمينيين في كل مرة تُكتب فيها كلمتا ‘مقاطعة’ و’اسرائيل’. ويصرخون قائلين انه لا توجد مقاطعة مع ، بل بالعكس لأن اوروبا تستورد في ابتهاج منتوجات مستوطنين بمبلغ يصل الى نحو من 300 مليون دولار كل سنة.
وهم صادقون، فالاتحاد الاوروبي لا يقاطع انتاج المستوطنين بل يقضي ‘فقط’ في توجيهاته الجديدة بألا يشمل أي اتفاق مع اسرائيل في المستقبل لا المستوطنات ولا شركات لها اعمال في المناطق. ‘إنها قيود لا مقاطعة، وكل شيء كما كان، يصرخ المحافظون على الولاء لاسرائيل لأنه تُفرض الآن ايضا قيود جمركية على الانتاج الاسرائيلي في المناطق. وليس هذا حقا، لأن حكومة اسرائيل تُعوض كل مصدر من المناطق عن الضريبة الجمركية التي يدفعها في اوروبا.
لكن لا يجب ان نكتب كلمة مقاطعة كي نفهم ما هي، كما ان العقوبات على ايران لا تشتمل على كلمة مقاطعة، لكنها تُبين بصورة جيدة أية عقوبة ستُفرض على كل من يُجري اعمالا مع طهران، وكما أن تجميد مساعدة تفرضه الادارة الامريكية على دول عاصية لا يُعرف بأنه مقاطعة، فليس للمصطلح أهمية، فالذي يُصرف مثل مقاطعة ويعاقِب مثل مقاطعة ويُقيد مثل مقاطعة هو مقاطعة.
وإن رد حكومة اسرائيل الأحمق على الاتحاد الاوروبي لا يشمل هو ايضا كلمة مقاطعة. فقد استقر رأي الحكومة على عدم مشاركة الاتحاد الاوروبي في المجال العلمي، اذا أصرت اوروبا على ان المستوطنات ليست جزءا من اسرائيل. وحينما اتخذت هذه القرارات في بلدة حيلم أصبحت في الأساس مصدر فكاهة مُرة، لأنه حينما تتخذ حكومة اسرائيل قرارا يمنحها تمويلا وهبات تبلغ نحو 300 مليون يورو فهذه جريمة اقتصادية وعلمية ستكلف دافع الضرائب مليارا ونصف مليار شيكل، اذا أرادت الحكومة ان تعوض مؤسسات البحث عن الخسارة. وقد لا تكلف شيئا، لأن حكومة اسرائيل لن تُعوض ببساطة هذه المؤسسات لأنه ماذا يكون البحث العلمي اذا قيس بسيادة اسرائيل في المناطق.
إن خسارة 300 مليون يورو قطرة في بحر الاستثمارات الضخمة التي أغرقتها اسرائيل وراء الخط الاخضر. وإن معجزة إبريق الزيت التي حدثت مع وزارة المالية، حينما تبين في جيبها نحو 4 مليارات شيكل ستغطي ذلك بلا صعوبة. لكن الذعر الحقيقي هو أنه تبين للحكومة فجأة أنها ليست صاحبة الاحتكار لا لوضع علامات فقط على منتوجات اسرائيلية، وأن منتوجات اسرائيلية لا يمكن أن تُنتج وراء الخط الاخضر بل سُلبت الحق في رسم حدودها. فهي صاحبة سيادة وهمية على مستوطناتها لأنه لا أحد في اوروبا أو في الولايات المتحدة يعترف بشرعيتها. إن تلك المستوطنات التي كانت ترمي الى توسيع حدود اسرائيل هي التي تُعلم الخط الصحيح من جديد، وهو الخط الاخضر المعروف. ومنزلتها هي في الأكثر كمنزلة الضفة الغربية في فترة الحكم الاردني حينما لم تعترف أية جهة دولية بضمها الى الاردن.
وجاءت اوروبا فجأة وهي القوة العجوز النائمة، وهي تهدد بنخرة هادرة واحدة بقلب الامور رأسا على عقب. لأنه ما كانت المستوطنات تنشئ سلامة البلاد بتدميرها سلامة الدولة، فقد كان كل شيء على ما يرام، لكن شيئا ما فظيعا تشوش الآن في المعادلة المريحة. إن المستوطنات تُعيد الخط الاخضر الى الحياة بأيديها، واذا لم تكن تكتفي بصرف الميزانية اليها فقد أصبحت تطلق النار وتصيب مصالح اسرائيل القومية بصورة مباشرة. وقد ظهرت خدعة إسهامها في أمن اسرائيل قبل عشرات السنين. وتحاول الحكومة الآن أن تُخلصها من الاختناق في داخل بالون ارض اسرائيل الكاملة، الذي أخذ الهواء يخرج منه. لكنها لم تنتبه فقط الى ان الدولة كلها مسجونة وتحتضر في البالون نفسه.
وامريكا ساكتة بل قد تفكر في حسد بمبلغ نجاح اوروبا بحركة واحدة صغيرة في ان تدفع قدما بمسيرة السلام وتُجلس نتنياهو مع عباس. وقد يفكر اوباما ايضا بأن هذه هي الطريقة التي يجب على واشنطن ان تستعملها، وهي ليست مقاطعة بالطبع بل ‘قيودا’ فقط.

هآرتس 14/8/2013











نتنياهو يخاف من العزلة الدولية

جيفري غولدبرغ
مهمة السلام لوزير الخارجية الامريكي جون كيري في الشرق الاوسط هي مهمة شبه دون كيشوتية، ان لم تكن دون كيشوتية تماما. لدي شك في قدرته على الوصول الى الهدف التوقيع على اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين ينهي النزاع. في هذه المرحلة لم يقرر الطرفان بعد حتى في اي المواضيع سيبحثان في المفاوضات. ومع ذلك، على شيء واحد ينبغي منح كيري الحظوة: فقد نجح في جذب انتباه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بشكل جزئي على الاقل. واقول بشكل جزئي لانه في هذه الاثناء حكومة نتنياهو تواصل الدفع الى الامام في البناء في المستوطنات. توجد مؤشرات على ان نتنياهو يفهم الثمن الذي ستدفعه اسرائيل مع حلول اليوم على المستوطنات، ولا سيما على تلك المجاورة للتجمعات السكانية الفلسطينية. ومؤخرا التقى مع صناعيين اسرائيليين رواد اعربوا امامه عن قلقهم من امكانية ان تقاطع بضائعهم في اوروبا ذات يوم. كيري، في ظل استغلال هذا الخوف، حذر نتنياهو في الاسابيع الاخيرة من أنه اذا لم تعط المحاولة الحالية لتحقيق السلام ثمارا، فستقف اسرائيل قريبا امام حملة نزع شرعية دولية شاملة. وحسب موظفين رسميين تحدثت معهم، يعتقد كيري ان الامر الوحيد الذي يخشاه نتنياهو بذات القدر الذي يخشى فيه التهديد الايراني هو العزلة الدولية لاسرائيل. فنتنياهو يخشى الضرر الاقتصادي باسرائيل بسبب العزلة الدولية، اذا ما حصل، ولكن اكثر من كل شيء يخشى ان تضر المقاطعة على اسرائيل بقدرتها على الدفاع عن نفسها.النظرية بسيطة: دولة تعتبر غير شرعية ليس فقط في نظر اللوبي العربي القوي في الامم المتحدة، بل ايضا في نظر القوى العظمى الغربية ـ ستجد صعوبة في الصمود حين يتعين عليها ان ترد على اعمال عدوانية من جانب منظمات ارهابية كحزب الله أو حماس، المنظمتين اللتين بقيتا ملتزمتين بتصفية اسرائيل. نتنياهو يعتقد أن حملة نزع الشرعية ضد اسرائيل ستلزم القوى العظمى الغربية بكبح جماح اسرائيل او على الاقل المسارعة الى شجبها قبل ان تتمكن من الدفاع عن نفسها. هذان القلقان لنتنياهو يرتبطان الواحد بالاخر. فاسرائيل كفيلة بان تعمل ذات يوم ضد البرنامج النووي الايراني. ومن دون دعم دولي ستجد صعوبة في عمل ذلك. على مدى السنين ادعيت بان اسرائيل ستحقق دعما أكبر من جانب العالم لحملتها ضد ايران فقط اذا ما وافقت على حلول وسط مع الفلسطينيين. اما نتنياهو، فخلافا لزعماء آخرين في اليمين وافق على مبدأ حل الدولتين، ولكنه لم يفعل الكثير من اجل دفعه الى الامام.ولكن مؤخرا يميل نتنياهو باتجاه الوسط السياسي، وبفعله هذا، يثير الاعصاب في الليكود. وبالنسبة للمقاطعة التي فرضها مؤخرا الاتحاد الاوروبي على البضائع من المستوطنات، فان نتنياهو مثله اعضاء حزبه يعتقدون ان هذا خطأ. ولكن هو ايضا يفهم بانه لا يمكنه ان ينتظر في الحرب ضد كل الاتحاد الاوروبي بسبب مقاطعة جزئية على بلاده. فمن جهة، عداء الاتحاد الاوروبي لاسرائيل لا يساعد كيري حقا أو الوسط الرئيس مارتين اينديك. فمن شأن تهديدات من اوروبا ان تعزز في المدى القصير اليمين المتطرف في اسرائيل الذي يمكنه أن يقيد نتنياهو في المفاوضات.من جهة اخرى، يعرف معظم الاسرائيليين ان اسرائيل لا يمكنها أن تعيش من دون اصدقاء. ولهذا فان نتنياهو ينصت الان بجدية اكبر لتحذيرات كيري.معاريف 14/8/2013












مواضيع مشابهة :

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

جميع الحقوق محفوظة ©2013